إيران تؤكد استعدادها لصدّ أي هجوم وتنفي التدخل في الانتخابات الأميركية

06 سبتمبر 2024
شاحنة عسكرية إيرانية تحمل أجزاء من نظام صواريخ الدفاع الجوي، 18 إبريل 2018 (Getty)
+ الخط -

أكد قائد سلاح الدفاع الجوي الإيراني، العميد علي رضا صباحي فرد، اليوم الجمعة، أن إيران "على أهبة الاستعداد لصدّ أي تهديد جوي"، داعيا هذا السلاح خلال تفقده منطقة الدفاع الجوي الإيراني شمال شرقي إيران لتقييم مستوى الجهوزية القتالية والعملياتية في هذه المنطقة، إلى "ضرورة الحفاظ على استعداده القتالي لحراسة أجواء البلاد".

وأكد صباحي فرد أهمية دور الدفاع الجوي في تأمين أمن إيران والتصدي لـ"التهديدات الجوية للعدو"، لافتا إلى أن هذه القوات "اتخذت إجراءات واسعة لتطوير أنظمة الرادار والصواريخ لديها"، وقائلا إن إجراء مناورات متعددة مشتركة مع بقية القوات الإيرانية المسلحة "دليل على الجهوزية الكاملة للدفاع الجوي". وزعم أن إيران "تحولت إلى القوة الأولى في المنطقة بعدما زودت قواتها المسلحة بأحدث أنظمة الدفاع الجوي"، وفق وكالة تسنيم الإيرانية المقربة من الحرس الثوري الإيراني.

وفي الآونة الأخيرة، وبموازاة التهديدات الإيرانية بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس في طهران في 31 يوليو/تموز الماضي والتهديدات الإسرائيلية والأميركية بالرد على أي هجوم إيراني، زادت التصريحات العسكرية الإيرانية بشأن استعدادات القوات المسلحة للتصدي لـ"أي هجوم" أجنبي. ورغم النبرة العالية للتهديدات الإيرانية بالرد على الاحتلال الإسرائيلي، لكن ليس واضحا موعد تنفيذ هذا الرد، وهو ما أحيل إلى وقته المناسب.

وكان قائد العمليات في فيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، العميد محسن جيذري، قد أكد الأربعاء الفائت، أن الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس "سيكون مختلفا ولا ينبغي أن تنكشف كيفية هذا الرد"، مضيفا أنه كما قال المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي "سينفذ حتما ومن واجبنا ذلك". وشدد جيذري في مقابلة مع وكالة "الدفاع المقدس" الإيرانية المحافظة، على أن "كيفية وطريقة رد الجمهورية الإسلامية الإيرانية مرتبطتان بظروف وتوقيت تساعد في تحقيق أهدافنا من الرد على الجريمة"، مشيرا إلى أن فترة الانتظار للرد قد تطول إلى حين تتوفر الظروف لتحقيق مفاجأة لازمة "ليكون ردنا القوي يستحق الثأر لدم الشهيد هنية".

إيران: لا نتدخل في الانتخابات الأميركية

في الأثناء، نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، في بيان، اليوم الجمعة، صحة الاتهامات الأميركية لإيران بمحاولة التأثير على الانتخابات الأميركية، قائلا ردا على تصريحات المدعي العام الأميركي ميريك غارلاند إنه "مرة أخرى نعلن أن هذه المزاعم المتكررة لا أساس لها من الصحة وهي حاقدة ولها استهلاك داخلي في أميركا ونرفض هذه الاتهامات".

واتهم كنعاني السلطات الأميركية بالإسقاط والتهرب من العجز في ردم الفجوات وحل المشكلات الداخلية لتوجيه اتهامات للجهات الأجنبية، مضيفا أن الإدارة الأميركية تأتي في طليعة الدول التي "تمارس تدخلات غير قانونية في الشؤون الداخلية للدول المستقلة، ولديها سجل طويل من التصرفات المخربة"، حسب تعبيره. وكان وزير العدل والمدعي العام الأميركي، ميريك غارلاند، قد حذر إيران وروسيا من "محاولات هجومية متزايدة" للتأثير على الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة، قائلا إن الولايات المتحدة لن تتسامح مع مثل هذه التصرفات من "الأنظمة الاستبدادية"، حسب قوله.

مباحثات بحرينية إيرانية

في غضون ذلك، أجرى وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني الذي لا تربط بلاده علاقات دبلوماسية رسمية مع إيران، اتصالا هاتفيا مع نظيره الإيراني، عباس عراقجي لتهنئته على توليه المنصب وبحث العلاقات الثنائية. وأوردت الخارجية الإيرانية في بيان أن وزير خارجية البحرين أكد خلال الاتصال "أهمية العلاقات الثنائية مع إيران"، معربا عن أمله في "ارتقاء الحوارات السياسية المشتركة بين طهران والمنامة في المرحلة الجديدة".

من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني إن توسيع العلاقات مع الجيران في إطار سياسة الجوار من أولويات الحكومة الإيرانية، وفق بيان الخارجية الإيرانية، الذي قال إن الطرفين أكدا استمرار الحوارات وتبادل الآراء في إطار الاتفاقيات المبرمة. يشار إلى أنه في عام 2016، قطعت البحرين علاقاتها مع إيران على خلفية قيام السعودية بقطع هذه العلاقات بعد تعرض المقرات الدبلوماسية السعودية في طهران ومشهد الإيرانيتين لهجوم من قبل متظاهرين غاضبين على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر.

وكان رئيس الشؤون السياسية السابق في مكتب الرئاسة الإيرانية، محمد جمشيدي، قد كشف في السابع من الشهر الجاري عن قيام البحرين بتوسيط روسيا لدى طهران للموافقة على تطبيع العلاقات مع المنامة. وقال جمشيدي في حوار مع التلفزيون الإيراني إن البحرين سبق وأن طلبت أيضا بشكل مباشر من الحكومة الإيرانية إحياء العلاقات معها، ثم طلبت من روسيا القيام بالتوسط للغرض نفسه.

وكان العاهل البحريني، حمد بن عيسى آل خليفة، قد قال خلال لقائه أواخر الشهر الماضي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه: "لقد كانت لدينا مشاكل مع إيران، لكن الآن لا توجد أي مشاكل على الإطلاق. لا يوجد سبب لتأجيل تطبيع العلاقات مع إيران".

وكان وزير الخارجية البحريني قد زار إيران مرتين خلال مايو/أيار ويونيو/حزيران الماضيين، للمشاركة في تشييع جثمان الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان وكذلك للمشاركة في اجتماع منتدى حوار التعاون الآسيوي الذي استضافته طهران. وخلال الزيارة الثانية، وفي بيان مشترك، أعلن القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني السابق علي باقري ووزير الخارجية البحريني، عبد اللطيف بن راشد الزياني، بعد لقاء بينهما، عن اتفاق الطرفين على آلية لبدء المباحثات بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية.

المساهمون