أكّد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، اليوم الاثنين، أنه سيتم هذا الأسبوع الإعلان عن التاريخ الدقيق لاستئناف مفاوضات فيينا، بعد التشاور مع الاتحاد الأوروبي المنسق للمفاوضات ومجموعة 1+4 الشريكة في الاتفاق النووي، وهي مكوّنة من الصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.
واتفقت إيران مع الاتحاد الأوروبي على استئناف مفاوضات فيينا قبل نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني، خلال لقاء بين نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني ونائب مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي في بروكسل إنريكي مورا، الخميس الماضي.
وأضاف خطيب زادة أن عدم الإعلان عن تاريخ استئناف المفاوضات في بروكسل كان سببه رغبة إيران التشاور مع أعضاء الاتفاق النووي.
وفي السياق، انتقد المبعوث الروسي لمفاوضات فيينا عدم الإعلان عن التاريخ الدقيق لاستئناف هذه المفاوضات، في تغريدة مساء الأحد، معلّقاً على تقرير لصحيفة "طهران تايمز" بشأن إطلاق الجولة الجديدة "قريباً"، وقال: "إن الجانب الإيراني قد أكّد خلال المباحثات في بروكسل، يوم 27 أكتوبر/ تشرين الأول، أنه سيتم الإعلان عن اليوم المحدد لاستئناف المفاوضات ليس في القريب العاجل فقط وإنما خلال الأسبوع المقبل على وجه التحديد"، أي هذا الأسبوع الذي يلي مباحثات بروكسل بين إيران والاتحاد الأوروبي.
Good. Just one remark, dear #TehranTimes. As far as I remember after the meeting in Brussels on October 27 the Iranian side was more specific and expressed the intention to announce the exact day of resumption of the #ViennaTalks not just soon but precisely the next week. https://t.co/d9u3Bx6Lxz
— Mikhail Ulyanov (@Amb_Ulyanov) October 31, 2021
وعلى صعيد متصل، أكّد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، أن بلاده "لن تجري أي تفاوض تحت أي عنوان مع أميركا" قبل العودة إلى الاتفاق النووي ورفع جميع العقوبات.
وتعليقاً على تصريحات رئيس مجلس الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان بأن جميع الخيارات على الطاولة ضد إيران واتهام إيران بالخروج من الاتفاق النووي؛ قال خطيب زادة إن هذه التهديدات "تنمّ عن عدم صدق الإدارة الأميركية الراهنة، وتزيد من عدم ثقتنا بنيّاتها"، مضيفاً أن الولايات المتحدة هي التي انسحبت من الاتفاق النووي وإيران لم تخرج منه لكي تعود إليه، وهي ومجموعة 1+4 لا تزالان عضوين في الاتفاق.
إيران: السلاح النووي ليس له أي موقع في عقيدتها الدفاعية
وفي تعليقه على بيان قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية على هامش قمة مجموعة العشرين في روما؛ قال خطيب زادة إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد أكّدت مراراً على أعلى المستويات أنها "لن تسعى إلى امتلاك السلاح النووي، وهذا السلاح ليس له أي موقع في عقيدتها الدفاعية"، عازياً ذلك إلى فتوى للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي بتحريم إنتاج واستخدام السلاح النووي.
وأضاف أن طهران ترحّب بنية بقية الأطراف "العودة الكاملة إلى تنفيذ تعهداتها"، لكنه قال إن "معيارنا الأساسي هو سلوك وأعمال الطرف الآخر، والإدارة الأميركية الجديدة خلافاً لمواقفها الإعلامية لا تزال تواصل سياسة الضغوط القصوى التي أدت إلى فرض عقوبات جديدة أو إعادة تفعيل عقوبات رفعت سابقاً".
وحول انتقادات بيان قادة الدول الغربية الأربع لإيران لإنتاجها اليورانيوم المعدني واليورانيوم بدرجات نقاء عالية "من دون مبرر"، قال المتحدث الإيراني إن "إنتاج اليورانيوم المعدني وتخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء عالية، كما أعلنا سابقاً وخلافاً لما ورد في البيان؛ له أهداف سلمية واستخدامات غير عسكرية منها استخدامات طبية ولأجل توفير وقود مفاعل طهران البحثي"، مشدداً على أن "هذه المواقف غير الواقعية لن تكون لها نتائج بنّاءة".
إيران: لن نتساهل في الرد على تهديدات إسرائيل
وتعليقاً على تقارير إعلامية بتخصيص إسرائيل موازنة 1.5 مليار دولار للقيام بعمل عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية؛ قال خطيب زادة: "لن نتساهل في تهديدات الكيان الصهيوني المحتل ضد استقرار المنطقة وأمنها، فجوهر هذا الكيان هو خلق الأزمات وبث الفوضى"، قائلاً إن "هذا الكيان يعلم جيداً القدرات العسكرية الإيرانية ومحدودية قدراته".
وشدّد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية على أن بلاده "لن تمازح في أمنها القومي والكيان الصهيوني يعرف ذلك جيداً"، مهدداً بردّ "حازم" على أي تحرك ضد إيران.
وحول طلب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، من إيران اللقاء مع وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن "لا مانع لهذا اللقاء".
وأضاف أنه إذا تم التخطيط لزيارة أخرى لغروسي و"كان هناك ضرورة للقاءات سيتم ذلك"، موضحاً أن العلاقات بين إيران والوكالة "فنية وقوية ومهنية".
وخلال زيارته إلى إيران يوم 12 سبتمبر/ أيلول الماضي، اتفق غروسي مع منظمة الطاقة الذرية الإيرانية على العودة إلى طهران في زيارة ثانية، خلال أسابيع، لكنها لم تتم بعد، وربما يعود التأخير إلى سجال نشب بين إيران والوكالة على خلفية اتهامات الأخيرة لطهران بانتهاك اتفاق تم خلال زيارة المدير العام للوكالة، فغروسي بعد أيام من عودته من زيارة إيران، اتهمها بـ"التقاعس عن الوفاء الكامل بشروط الاتفاق" من خلال رفض دخول مفتشي الوكالة الدولية إلى موقع "تسا" النووي في كرج القريبة من طهران، لاستبدال بطاقات الذاكرة في كاميرات المراقبة الأممية، غير أن الحكومة الإيرانية أكدت أن الاتفاق مع غروسي لا يشمل هذا الموقع الذي تعرّض لـ"عملية تخريبية" خلال يوليو/ تموز الماضي، عازية ذلك إلى استمرار التحقيقات الأمنية والقضائية بشأن هذه العملية.
وخلال زيارة غروسي تم الاتفاق على استبدال بطاقات ذاكرة الكاميرات الموضوعة في المنشآت النووية الإيرانية من دون تسليم بياناتها إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث ربطت طهران تسليمها بالتوصل إلى اتفاق في فيينا لإحياء الاتفاق النووي.
وأكد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، الأربعاء الماضي، في مؤتمر صحافي في طهران، أن زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، إلى طهران "حتمية"، لكن تاريخها غير محدد بعد، مع الإشارة إلى أن المباحثات مع غروسي ستتناول قضايا فنية والتعاون الثنائي.