إيران: استئناف مفاوضات فيينا بعد تشكيل الحكومة وأمن الخليج "خط أحمر"

09 اغسطس 2021
خطيب زادة: سياسة الضغوط القصوى قد فشلت (Getty)
+ الخط -

عزا المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، اليوم الإثنين، وقف مفاوضات فيينا غير المباشرة لإحياء الاتفاق النووي إلى عملية انتقال السلطة التنفيذية من الرئيس السابق حسن روحاني إلى الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي، مؤكدا أن بلاده "لم تترك المفاوضات في أي وقت".

وعن موعد استئناف المفاوضات، دعا خطيب زادة في مؤتمره الأسبوعي الذي انعقد افتراضيا بسبب تفشي كورونا الواسع في إيران، إلى التريث حتى تشكيل الحكومة الجديدة واختيار وزرائها.

لكن في الوقت ذاته، أكد المتحدث الإيراني أن الادارة الأميركية "لن تصل إلى نتيجة غير تطورات السنوات الأخيرة ما دامت تتمسك بأفكار (الرئيس الأميركي السابق دونالد) ترامب"، داعيا واشنطن إلى "تغيير الأفكار وكذلك الاهتمام بالحقائق على الأرض".

وأوضح خطيب زادة أن بلاده "لن تقبل بأقل من الاتفاق النووي، والجميع يعلمون أن سياسة الضغوط القصوى قد فشلت".

وتابع أن الرئيس الإيراني الجديد شدد خلال أدائه اليمين الدستورية على أنه "إذا توصلنا إلى حل تعود أميركا من خلاله إلى التزاماتها، فنحن أيضا سنوقف إجراءاتنا التصحيحية"، في إشارة إلى تعهدات نووية أوقفتها طهران خلال السنوات الأخيرة ردا على الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي عام 2018.

وحول لقاء مندوب الاتحاد الأوروبي أنريكه مورا الذي يترأس مفاوضات فيينا مع أمير حسين عبداللهيان المرشح المحتمل الأبرز لمنصب وزير الخارجية في حكومة رئيسي، قال خطيب زادة إن عبداللهيان نقل مواقف الرئيس الإيراني الجديد للمسؤول الأوروبي.

وكان مورا قد شارك في حفل الأداء اليميني لرئيسي الخميس الماضي وأجرى لقاءات مع المسؤولين الإيرانيين.

زيارة وزير خارجية العراق

وعلى الصعيد الإقليمي، كشف المتحدث باسم الخارجية الإيراني عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إلى إيران قريبا، مؤكدا أنه "من المبكر الحديث عن الرسالة التي سيحملها".

وأضاف أن بلاده "ستقرر وفق الرسالة التي ستصل إليها"، مشيرا إلى أنها "تدعو دائما إلى الحوار الإقليمي وترتيبات إقليمية بمشاركة دول المنطقة، والعراق يمكن أن يكون له دور في هذا المجال".

وتشير تقارير إعلامية إلى أن فؤاد حسين سيحمل في زيارته رسالة من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لدعوته للمشاركة في قمة إقليمية في بغداد.

وعن الحوار الإيراني السعودي، وعما إذا كان استمراره ينتظر تشكيل الحكومة في إيران، قال خطيب زادة إن بلاده عقدت عدة جولات حوار مع السعودية حول القضايا الثنائية والإقليمية والدولية.

وأضاف أن "ثمة أسئلة مهمة أمام الطرفين للحوار، ونحن في إيران نرى أنه يمكن التوصل إلى حل لبعض القضايا في مسار حواري".

ودعا خطيب زادة السعودية إلى "الاهتمام الجاد برسالة إيران أن أمن المنطقة لن يتحقق إلا من خلال ترتيبات إقليمية بين دول المنطقة، وخلال هذه العملية يمكن الوصول إلى نتائج إيجابية".

وخاضت إيران والولايات المتحدة ستّ جولات من مباحثات فيينا بشكل غير مباشر، بواسطة أطراف الاتفاق (روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا)، والجولة السابعة تواجه حالة غموض ولم يتم تحديد موعدها بعد، غير أن طهران أكدت أخيراً، وبشكل رسمي، أن على أطراف المفاوضات الانتظار حتى تشكيل الحكومة الإيرانية الجديدة برئاسة إبراهيم رئيسي. 

وتهدف المفاوضات إلى إحياء الاتفاق النووي عبر عودة واشنطن إليه من خلال رفع العقوبات المفروضة على إيران، مقابل عودة الأخيرة إلى التزاماتها النووية. 

أمن الخليج

وحول الاتهامات الغربية الموجهة لإيران بشأن زعزعة أمن الملاحة البحرية في المنطقة، جدد رفض طهران لهذه الاتهامات، معتبرا أن التصريحات الأوروبية حول استهداف سفينة "ميرسر ستريت" الإسرائيلية "غير مسؤولة".

وندد المتحدث الإيراني بتصريحات مسؤول السياسة الخارجية الأوروبية جوزف بوريل، واعتبر أنها "مرفوضة وغير مسؤولة".

وأكد أن "إيران أيضا قلقة تجاه أمن السفن في المياه الدولية"، مضيفا أن أمن الخليج "خط أحمر".

وانتقد صمت الدول الغربية تجاه "الإرهاب الحكومي للكيان الصهيوني وعملياته التخريبية ضد السفن التجارية الإيرانية"، داعيا هذه الدول إلى عدم الانحياز لصالح هذا الكيان.

وتعرضت سفينة "ميرسر ستريت" المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي، لهجوم، يوم 30 يوليو/تموز في شمال بحر عمان، ما أدى إلى مقتل اثنين من طاقمها. ثم بعد أيام من الحادث، أعلنت بريطانيا عن "محاولة اختطاف فاشلة" لناقلة "أسفلت برنسيس" النفطية قبالة ميناء الفجيرة الإماراتي، فيما اتهمت إيران بالوقوف وراء الحادثين.

المساهمون