ستُجدّد الأيام القليلة المقبلة، مواعيد الاستعراضات المتلفزة لصنّاع القرار ولمتلقّيه، حين يجتمع "زعماء" العالم في نيويورك، تحت قبة الأمم المتحدة. الحدث لن يكون الاجتماعات المملّة للجمعية العامة للأمم المتحدة، بل قمة المناخ العالمية التي تعقد يوم الثلاثاء في المدينة نفسها، ويُنتظر أن يتظاهر، اليوم الأحد، أكثر من 100 ألف شخص ضد منطِقها الذي يسرّع منذ ربع قرن، حلول الكارثة البيئية الكونية الآتية. منطِق يعيد تذكير العالم بأصل المشكلة التي تأخذ بيد الكرة الأرضية، بشبه مساواة بين بلدانها، نحو الهلاك حرفياً، بما أن المسار الذي نسير عليه يودي بقريتنا العالمية نحو ارتفاع حرارتها خمس درجات قبل نهاية القرن الحالي، لتصبح الحياة فوقها، يوماً بعد يوم، مستحيلة أو شبه مستحيلة بأحسن الأحوال.
في اجتماعات قمة المناخ العالمية، سيتكرر المشهد نفسه: ستُعرَض التقارير العلمية التي تقول إنه في حال لم يتم الحدّ بشكل جذري من انبعاثات الغازات السامة (مصدرها الأساسي المصانع التي تستهلك الطاقة غير القابلة للتجدد، خصوصاً النفط والفحم الحجري)، سنشهد المزيد من مظاهر التغيّر المناخي الكارثية، من فيضانات وانحسار مساحة القارة المتجمدة، واتساع رقعة المحيطات... عندها ستبدأ المداولات بالأرقام بين حكام الدول الصناعية الكبرى، ليقفز فيتو "الثلاثة الكبار" الرافضين لأي تغيير في منطق التعاطي مع مصادر الطاقة الطبيعية: الولايات المتحدة وروسيا والسعودية، وليقولوا إنهم غير مستعدين للمخاطرة باقتصاديات بلدانهم، والاقتداء بما تسير عليه ألمانيا التي باتت تستهلك ثلاثة أرباع الطاقة التي تحتاج إليها مصانعها وسياراتها... من مصادر قابلة للتجدُّد. هناك، في قمة المناخ العالمية، سيتأكد العالم من جديد بأن كل الخلافات ستختفي بين واشنطن وموسكو حين يتعلق الأمر بضرورة اتخاذ قرارات مناخية ــ اقتصادية، هي سياسية في الصميم، لتفادي حلول الكارثة قريباً جداً. هناك، في قمة المناخ، ستتجدّد الثقة لدى العالم بأن لوبيات المصانع والنفط وشركات الطيران هي الحاكم الفعلي، وهي سبب كارثتنا الحالية والمقبلة.
في اجتماعات قمة المناخ العالمية، سيتكرر المشهد نفسه: ستُعرَض التقارير العلمية التي تقول إنه في حال لم يتم الحدّ بشكل جذري من انبعاثات الغازات السامة (مصدرها الأساسي المصانع التي تستهلك الطاقة غير القابلة للتجدد، خصوصاً النفط والفحم الحجري)، سنشهد المزيد من مظاهر التغيّر المناخي الكارثية، من فيضانات وانحسار مساحة القارة المتجمدة، واتساع رقعة المحيطات... عندها ستبدأ المداولات بالأرقام بين حكام الدول الصناعية الكبرى، ليقفز فيتو "الثلاثة الكبار" الرافضين لأي تغيير في منطق التعاطي مع مصادر الطاقة الطبيعية: الولايات المتحدة وروسيا والسعودية، وليقولوا إنهم غير مستعدين للمخاطرة باقتصاديات بلدانهم، والاقتداء بما تسير عليه ألمانيا التي باتت تستهلك ثلاثة أرباع الطاقة التي تحتاج إليها مصانعها وسياراتها... من مصادر قابلة للتجدُّد. هناك، في قمة المناخ العالمية، سيتأكد العالم من جديد بأن كل الخلافات ستختفي بين واشنطن وموسكو حين يتعلق الأمر بضرورة اتخاذ قرارات مناخية ــ اقتصادية، هي سياسية في الصميم، لتفادي حلول الكارثة قريباً جداً. هناك، في قمة المناخ، ستتجدّد الثقة لدى العالم بأن لوبيات المصانع والنفط وشركات الطيران هي الحاكم الفعلي، وهي سبب كارثتنا الحالية والمقبلة.