يبدو أن الرسالة التي وجّهها رئيس المجلس الإسلامي الأعلى التونسي، عبد الله الأوصيف، إلى مدير الإذاعة الوطنية، التي حاول من خلالها التدخل في المضامين الإعلامية لبرنامج "عيال الله"، مشيراً إلى تحريف متعمّد لمعاني القرآن والسنّة النبوية. وشبهت الرسالة يوسف الصديق، الذي كان ضيف البرنامج، بصاحب "الآيات الشيطانية" سلمان رشدي.
هذه الرسالة التي اعتبرتها نقابة الصحافيين، تدخلاً غير مقبول فى عمل الإذاعة التونسية، ومحاولة لممارسة ضغوط على كل تفكير حرّ. كما أصدرت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري بياناً استنكرت فيه تدخل رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في ما لا يعنيه قانوناً، باعتبار أن الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري/ الهايكا، هي مرجع النظر الأساسي في ما يتعلق بتعديل المضامين الإعلامية. وإذا كان ثمة ملاحظات، فإنه من الأحرى التوجه بها إلى الهيئة، ولفتت "الهايكا" انتباه رئاسة الحكومة لخطورة مثل هذه المواقف الصادرة عن مؤسسة تعود لها بالنظر، حيث تضمنت المراسلة تحريضاً صريحاً ضد المفكر يوسف الصديق، وهو ما قد يعرض حياته للخطر في ظل ظروف أمنية حرجة.
قبل رئيس الحكومة، الحبيب الصيد، شكوى الهايكا، إذ إنه قرر إعفاء رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الدكتور عبد الله الأوصيف، من مهامه لتجاوزه الصلاحيات الممنوحة له وعدم إعلام رئيس الحكومة بنص الرسالة التى وجهها للإذاعة التونسية. وطبيعة عمله كرئيس لمجلس استشاري يحتم عليه استشارة رئاسة الحكومة التي يعود إليها بالنظر قبل اتخاذ أي قرارات قد تتسبب فى إحراج للحكومة التونسية مثل رسالته للإذاعة التونسية.