إسقاط النائب المصري أحمد الطنطاوي واتهامات بالتزوير

09 ديسمبر 2020
الطنطاوي: هناك اختلافات شديدة بين الأرقام الفرعية وما أعلنته اللجنة العامة (تويتر)
+ الخط -

في ما وصفها سياسيون "بفضيحة مدوية"، أعلنت لجنة الانتخابات العامة في محافظة كفر الشيخ المصرية، فجر الأربعاء، خسارة البرلماني المعارض أحمد الطنطاوي في انتخابات مجلس النواب عن دائرة قلين بالمحافظة، على الرغم من حصوله على أعلى الأصوات بالدائرة في الجولة الأولى، وجولة الإعادة على حد سواء، وفقاً لنتائج محاضر الفرز الرسمية الصادرة عن لجان الانتخاب الفرعية بالدائرة.

وزعمت اللجنة العامة حصول مرشح حزب "مستقبل وطن" سيد شمس الدين على 73 ألفاً و795 صوتاً، ومرشح حزب "الوفد" باسم حجازي على 63 ألفاً و103 أصوات، وياسر منير على 62 ألفاً و855 صوتاً، ليفوزوا ثلاثتهم بمقاعد الدائرة، مدعية حصول المرشحين الخاسرين: مراد القطان على 55 ألفاً و278 صوتاً، وأحمد الطنطاوي على 53 ألفاً و529 صوتاً، ومحيي الدين القطان على 43 ألفاً و94 صوتاً.

وأفادت اللجنة العامة بأن إجمالي عدد الناخبين المقيدين في جميع اللجان الفرعية للدائرة بلغ 605 آلاف و745 ناخباً، في حين بلغ عدد المصوتين 120 ألفاً و764 ناخباً بنسبة مشاركة 19.9%، من بينهم 117 ألفاً و218 صوتاً صحيحاً، و3 آلاف و646 صوتاً باطلاً.

وعقب إعلان النتيجة الرسمية، اتهم الطنطاوي اللجنة العامة بتزييف نتائج الانتخابات في الدائرة، ما يؤثر بالسلب على ثقة المواطنين في القضاء المصري، مشدداً على امتلاكه أوراقاً ومستندات "في منتهى الخطورة".

وقال الطنطاوي: "هناك اختلافات شديدة بين الأرقام التي حصلنا عليها في محاضر اللجان الفرعية، وبين ما أعلنته اللجنة العامة، وهو أمر في منتهى الخطورة، ونطالب بإعادة النظر فيه"، مضيفاً: "طالبت اللجنة قبل إعلان النتائج أن تطلع على أوراق ومستندات أملكها خطيرة جداً، وتجميع أرقام المحاضر في اللجان النوعية لا يخرج أبداً هذه النتائج".

من جهته، قال وزير القوى العاملة السابق، كمال أبو عيطة، الذي حضر من القاهرة خصيصاً للتضامن مع الطنطاوي: "ليست هذه الأرقام التي حصلنا عليها من السادة القضاة رؤساء اللجان الفرعية"، مستطرداً في لهجة حادة: "نرجو إعادة النظر من اللجنة العامة قبل أن ينفض هذا الجمع، وهناك أخطاء مادية مثبتة بموجب محاضر الفرز الرسمية".

فيما كتب المرشح الرئاسي السابق، حمدين صباحي، على صفحته بموقع "فيسبوك"، قائلاً: "أحمد الطنطاوي نجح بأصوات الناس الشرفاء، وأُسقط بتزوير الأجهزة الفاسدة"، مضيفاً في تدوينة أخرى: "فخور بأهلي في كفر الشيخ وقلين، فهم انتصروا للحق، ونصروا النائب الأمل أحمد الطنطاوي الذي حصل على أعلى الأصوات في جولة الإعادة، كما تثبت المحاضر الرسمية للفرز في اللجان الفرعية، وكلها في يد النائب، وحملته".

وأضاف صباحي: "إذا كانت بعض الأبواق (الإعلامية) تنشر الآن أكاذيب رخيصة مزورة مكشوفة، تُملى عليها ضد الحقيقة والحق والقانون وإرادة الناس؛ فإن الله القادر سيرد كيدهم إلى نحورهم، ولن يسرق التزوير إرادة الشعب. مبروك نجاح النائب الأمل، وتحية لأحرار كفر الشيخ وقلين".

وكانت العديد من المواقع الإخبارية الخاضعة لسيطرة الأجهزة الأمنية في مصر، قد نشرت خبراً "موحداً" قبل أكثر من ساعة من إعلان اللجنة العامة للنتائج الرسمية، يفيد بخسارة الطنطاوي لمقعده النيابي عن محافظة كفر الشيخ، من دون أن يكون الخبر مدعوماً بأية أرقام تخص المرشحين المتنافسين في الدائرة.

وتمثل واقعة تزوير نتائج الفرز لإسقاط الطنطاوي تكراراً لما حدث مع المرشح الخاسر في انتخابات البرلمان عن دائرة العمرانية بمحافظة الجيزة، محمد فؤاد، والذي اتهم القضاة المشرفين على الدائرة بـ"تزوير الانتخابات" لصالح مرشحي النظام، عبر التلاعب بأصوات الناخبين بزيادة نسبة المشاركة على خلاف الحقيقة، ومنح أصوات وهمية للمرشحين الفائزين عن حزب "مستقبل وطن" المدعوم من أجهزة الدولة.

وبذلك تقتصر المعارضة في مجلس النواب الجديد على 4 مقاعد فقط من مجموع 568 مقعداً، بعد إعلان فوز كل من: محمد عبد العليم داوود عن دائرة دسوق بكفر الشيخ، وأحمد الشرقاوي عن دائرة المنصورة بالدقهلية، وضياء الدين داوود عن الدائرة الأولى بدمياط، وعضو حركة شباب 6 إبريل السابق، أحمد بلال، عن دائرة المحلة الكبرى بالغربية.

وكان النائب المعارض، هيثم الحريري، قد خسر مقعده أيضاً في جولة الإعادة عن دائرة محرم بك بمحافظة الإسكندرية، وكذلك النواب طلعت خليل، وعبد الحميد كمال عن محافظة السويس، ومحمد العتماني عن دائرة المنزلة بالدقهلية، ومحمود عزت عن دائرة مركز بني سويف.

المساهمون