رغم حجم الدمار وعدد الشهداء ونقص الغذاء والماء والدواء في إطار حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين في غزة، أنكر مسؤول إسرائيلي كبير، اليوم السبت، وجود أزمة إنسانية في القطاع.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول أمني كبير لم تسمّه قوله إن "700 ألف فلسطيني حتى الآن استجابوا لطب إسرائيل إخلاء شمال قطاع غزة والانتقال إلى الجزء الجنوبي منه، لكن 350 ألفاً ما زالوا في الجزء الشمالي؛ نحو 100 ألف منهم في مدينة غزة، بالأساس في البلدة القديمة منها، و80 ألفاً في مخيم الشاطئ للاجئين وبضع عشرات الآلاف في جباليا".
وزعم المسؤول الإسرائيلي عدم وجود نقص في المياه في قطاع غزة، فضلاً عن وجود ما يكفي من الغذاء للأسابيع القريبة، إلى جانب الأدوية التي يجرى إدخالها اليوم السبت.
وقال المسؤول: "بالتأكيد لا توجد أزمة إنسانية في غزة، ولكن هناك مصاعب. العديد من الذين بقوا في شمال قطاع غزة انتقلوا من منازلهم إلى مئات المآوي التي أقيمت"، في إشارة إلى مناطق الخيام التي أقامتها الأمم المتحدة.
وتابع أنّ "حماس تواصل العمل من أجل إبقاء السكان في شمال القطاع".
عزل الضفة الغربية
وتطرق المسؤول الإسرائيلي الكبير، بحسب ما نقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية، إلى التوتر المتصاعد في الضفة الغربية المحتلة.
وقال في هذا السياق إنّ دولة الاحتلال الإسرائيلي تعمل على عزل الضفة الغربية حتى لا تنزلق الحرب إلى هناك، مضيفاً: "لقد اجتزنا يومي غضب في أيام الجمعة".
وأشار إلى أنه في إطار الدفع لاستقرار الوضع في الضفة، جرى اعتقال عدد من ناشطي حركة حماس هناك، كما قتلت إسرائيل "13 مسلحاً" خلال العملية العسكرية في مخيم نور شمس في طولكرم، يومي الخميس والجمعة.
وقال المسؤول إنّ "التنسيق مع الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية مستمر"، وإن هذه الأجهزة "عملت من أجل السيطرة على التظاهرات".
ومنذ بدء معركة "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، استشهد 85 فلسطينياً في الضفة الغربية، وأصيب أكثر من 1300، برصاص قوات الاحتلال والمستوطنين، فيما بلغت حصيلة الاعتقالات حتى يوم الجمعة 930 حالة اعتقال.
جيش الاحتلال: المساعدات ستذهب فقط إلى مناطق الجنوب
وفي السياق، قال الجيش الإسرائيلي إنّ المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة ستذهب فقط إلى المناطق الجنوبية من القطاع، وهي المناطق التي حثت إسرائيل المدنيين الفلسطينيين على التوجه إليها.
وفي مؤتمر صحافي نقله التلفزيون، قال المتحدث باسم الجيش دانيال هاجاري إنّ شحنات المساعدات لن تشمل الوقود، متحدثاً عن مغادرة نحو 700 ألف من سكان مدينة غزة ومحيطها إلى الجنوب حتى الآن.
وزعم المتحدث أنّ 20% من الصواريخ التي أطلقت من غزة منذ أمس الجمعة سقطت داخل أراض فلسطينية. وقال: "تأكدنا من وجود 210 رهائن محتجزين في غزة"، كاشفاً عن مقتل 307 جنود على الأقل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، تاريخ عملية "طوفان الأقصى".