إسرائيل تكشف لأول مرة عن آلاف الوثائق حول حرب أكتوبر 1973

29 مايو 2023
أشارت الوثائق إلى فشل المخابرات الإسرائيلية في عدم التحذير من الهجوم (Getty)
+ الخط -

كشفت وزارة الأمن الإسرائيلية لأول مرة عن آلاف الوثائق حول حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، التي شنتها القوات السورية والمصرية بهدف استرداد شبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية المحتلتين عام 1967.

وعرضت الوزارة الوثائق على موقع خصص لهذا الغرض على شبكة الإنترنت. ويتعلق الكثير منها بالخلافات بين الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية حول تفسير المعلومات التي حصلت عليها بشأن نوايا كل من مصر وسورية بشأن الحرب.

وعرض الموقع، الذي أطلق أمس الأحد، 15 ألف صورة، 6000 وثيقة و215 فيلما و40 تسجيلا صوتيا و170 خريطة.

وتضمنت الوثائق معلومات حول المعارك التي دارت على الجبهتين الجنوبية والشمالية، فضلا عن كشف بروتوكولات النقاشات التي أجراها المستوى السياسي أثناء الحرب، وضمن ذلك اجتماعات المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن.

وكشفت الوثائق عن محاضر الاجتماعات التي عقدتها لجنة "غرانات" التي حققت في مسار الحرب وتحديدا في فشل المنظومة الاستخبارية في تقديم تصور واقعي حول نوايا كل من مصر وسورية بشأن الحرب.

وتضمن الموقع، الذي أطلق قبل أربعة أشهر من إحياء الذكرى الخمسين لاندلاع الحرب، وثائق تتعلق بالاجتماعات التي عقدتها هيئة أركان الجيش الإسرائيلي قبل الحرب وخلالها، حيث تمت الإشارة إلى محاضر اجتماعات هيئة الأركان بدءا من يناير/ كانون الثاني 1968 وحتى اندلاع الحرب.

ولفت الموقع إلى "يوميات" ديوان رئيسة الحكومة الإسرائيلية في ذلك الوقت غولدا مئير، حيث تتعرض اليوميات للأحداث داخل الديوان بمجرد أن تصل مئير إلى الديوان وحتى تغادره.

كما تضمنت الوثائق اجتماعات لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست المتعلقة بمسار الحرب وبإفادات مئير ووزير الأمن موشي ديان وكبار قادة الجيش أمامها.

وشملت الوثائق دراسات وتحقيقات أجراها الجيش بعد الحرب، حول مسارها وأداء المؤسسة العسكرية على المستويين العملياتي والاستخباري.

وحسب إحدى الوثائق، فإنه قبل ساعة ونصف من اندلاع الحرب في السادس من أكتوبر 1973، وتحديدا في الساعة الثانية عشرة ظهرا، عرضت شعبة الاستخبارات العسكرية "معلومات استخبارية" وصفت بـ"المربكة" وحملت الرقم "433"، حيث أشارت إحدى هذه المعلومات إلى أنه تم رصد توجه لدى المصريين والسوريين لشن حرب فورا، لكن محللي المعلومات في الشعبة قدروا أنه لم يتخذ قرار بعد في القاهرة ودمشق بشن الحرب من منطلق أن المصريين والسوريين "يعون أنه لا يوجد احتمال لتحقيق انتصار في الحرب".

وحسب الوثائق، فإن "أمان" أصر على تقديراته غير الجازمة بشأن نوايا مصر وسورية رغم أنه حصل على معلومات موثوقة حول نوايا الجانبين لشن الحرب.

وتتعلق إحدى الوثائق التي نشرها الموقع بنتائج دراسة أجراها العميد يوآل بن بورات، قائد وحدة التجسس الإلكتروني "8200" عام 1985 حول مسار الحرب، حيث أِشار إلى مظاهر الخلل التي اتسمت بها طريقة تحليل شعبة الاستخبارات العسكرية للمعلومات الاستخبارية التي جمعتها عشية اندلاع الحرب.

ونقلت إحدى الوثائق عن ضابط كبير عمل في لواء الأبحاث التابع لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" قوله: "لو تمكّنّا من منع المفاجأة لكان الرأي العام قد تجاوز فشلنا في هذه الحرب".