أفادت صحيفة "هآرتس"، اليوم الثلاثاء، بأن إسرائيل تعلق آمالاً على زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، المقررة غداً الأربعاء، في إحداث تغيير في التوجه الأميركي تجاه المفاوضات مع إيران ومشروعها النووي.
ووصفت الصحيفة العبرية مستشار الأمن القومي الأميركي، بأنه يعتبر اليوم الأكثر تأثيراً في إدارة الرئيس بايدن، مشيرة إلى أنه يحظى بموقف إيجابي من أقطاب الحكومة الإسرائيلية، خاصة بفعل منصبه الرسمي، وهو ما يفسر اللقاءات المقررة له في إسرائيل مع كل من رئيس الحكومة، نفتالي بينت ووزيري الأمن بني غانتس والخارجية يئير لبيد، وذلك خلافاً للموقف الرسمي والتعامل الذي حظي به المبعوث الخاص للرئيس الأميركي، روبرت مالي، حيث امتنع رئيس الحكومة الإسرائيلية، قبل أسبوعين عن لقائه عند وصوله إلى إسرائيل عشية بدء الجولة الأخيرة من المفاوضات النووية في فيينا بين إيران والدول العظمى.
وادعت مصادر مقربة من رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت، في حينه أن بينت لا يقاطع روبرت مالي لكنه يعتقد أنه لا تجب العودة إلى المفاوضات مع فيينا، فيما يمثل مالي التوجه الأكثر تأييداً للمفاوضات والعودة للاتفاق النووي السابق مع إيران في الإدارة الأميركية.
وبحسب "هآرتس"، فإن مكانة سوليفان تختلف كلياً عن مالي، الذي وصفه مقربون من بينت بأنه "موظف صغير، لا ينبغي له بالضرورة أن يلتقي كبار المسؤولين".
وأضافت الصحيفة، في تقريرها، أن سوليفان بالإضافة لكونه مستشار الأمن القومي، فإنه بات الأكثر تأثيراً في تحديد السياسة الخارجية لإدارة الرئيس بايدن، فهو "الشخص الأقوى في الإدارة اليوم" وفقاً لمصدر إسرائيلي رفيع المستوى.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي آخر، لم تذكر اسمه، قوله إن سوليفان "هو شخص لامع، متمكن من الملف الإيراني في كل ما يتعلق بإسرائيل، وأكثر إصغاء لاحتياجاتنا".
وأضاف: "إن التأييد والتعويل على سوليفان يزدادان في المحافل الإسرائيلية أيضاً بسبب ما تنسبه إسرائيل وتعتبره الضعف السياسي للرئيس الأميركي جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن، من خلال رغبتهما بحرف السياسة الأميركية عن الشرق الأوسط وتوجيهها نحو الانشغال بالصين ومناطق أخرى".
كما نقلت الصحيفة عن المبعوث الأميركي السابق للشرق الأوسط، خلال فترة إدارة الرئيس بيل كلينتون، دنيس روس، تقديراته بأن سوليفان يحظى بتأييد في إسرائيل بالأساس بسبب "قبوله وانفتاحه على سماع الطرف الإسرائيلي. فهو يصغي جيداً ويترك دائماً شعوراً بأنه يمنح الموظفين الإسرائيليين فرصة حقيقية للتعبير عن آرائهم، وإن كان لا يتفق معهم دائماً، لكنه يتفهمهم".
وبحسب روس، فإن الإسرائيليين يتوقعون في قضايا الأمن، الحصول على شعور بأنهم يحظون بآذان صاغية، وهم غالباً ما ينظرون إلى روبرت مالي، من عدسة تجربته السابقة فقد عمل في المجموعة الدولية لفض النزاعات (ICG)، حيث كان مسؤولاً عن لاعبين كثر بمن فيهم حركة حماس، لذلك كان هناك شعور ولو بمعزل عن الاتفاق النووي مع إيران، أنه يتم التعامل معه كمن يحمل ميولاً لمحاولة التوصل إلى حلول دبلوماسية دائماً، حتى عندما يعتقد الإسرائيليون أنه لا مجال لحل دبلوماسي".
ونقلت الصحيفة عن تقديرات مصادر إسرائيلية بأن الأطراف المتفاوضة لن تعود للاتفاق الأصلي الذي وُقع في العام 2015، أيضاً لأن مدة الاتفاق على وشك الانتهاء بكل حال.
ووفقاً لهذه التقديرات، فإن إيران قد تصل في أواخر شهر يناير/كانون الثاني المقبل أو مطلع شباط إلى العتبة التكنولوجية التي كان يفترض بالاتفاق أن يمنعها من الوصول إليها، وإن قائمة المطالب التي ستعرضها ستلزم مداولات مطولة أكثر.
وقالت الصحيفة إن مسؤولاً في واشنطن أشار إلى أن الربع الأول من العام المقبل سيكون الموعد الذي سيتم فيه الحسم بشأن الاتفاق مع إيران.
وعلى الرغم من الآمال التي تعلقها إسرائيل على زيارة سوليفان، إلا أنها قلقة، بحسب التقرير من المبادرة الأميركية التي كان طرحها سوليفان بشأن التوصل إلى اتفاق مرحلي مع إيران يقضي برفع جملة من العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها مقابل موافقتها، الجزئية، على وقف تخصيب اليورانيوم وتجديد المراقبة الدولية، أو التزام بوقف نشاطها النووي لفترة محدودة من الزمن. وقد سبق أن أعلنت إيران معارضتها لمثل هذا الاتفاق.
أما الاحتمال الثاني الذي تورده الصحيفة فهو تعثر المفاوضات وتفجيرها، مما سيؤدي لأزمة مقابل إيران قد تستمر وقتاً طويلاً يدفع في نهاية المطاف بإيران للعودة لطاولة المفاوضات مع خط أكثر مرونة.