إدانات عربية ودولية لـ"مجزرة التابعين" في غزة: إسرائيل تعرقل المفاوضات

10 اغسطس 2024
ما بقي من مدرسة التابعين في حي الدرج بعد قصفها، 10 أغسطس 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **إدانات واسعة**: أدانت دول عربية ودولية المجزرة الإسرائيلية في مدرسة "التابعين" بغزة، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 100 شهيد. اعترف جيش الاحتلال باستهداف المدرسة، مدعياً وجود عناصر من المقاومة الفلسطينية فيها.

- **ردود فعل دولية**: أدانت قطر، مصر، الأردن، السعودية، لبنان، إيران، تركيا، الإمارات، الكويت، سلطنة عمان، فرنسا، ومنظمة التعاون الإسلامي المجزرة، ودعوا إلى تحقيق دولي عاجل ووقف العدوان الإسرائيلي. عبرت الولايات المتحدة عن قلقها ودعت إلى وقف إطلاق النار.

- **مواقف أوروبية وأممية**: أدانت فرنسا والاتحاد الأوروبي الغارة الإسرائيلية، ووصفتها بأنها "مروعة". دعت المقررة الأممية فرانشيسكا ألبانيز والمفوض "أونروا" فيليب لازاريني إلى التحرك الفوري لوقف الفظائع.

الرئاسة الفلسطينية: على واشنطن إجبار الاحتلال على وقف عدوانه

قطر تجدد الدعوة إلى تحقيق دولي عاجل لتقصي الحقائق

مصر: الاستهداف دليل قاطع على غياب إرادة إسرائيل لوقف الحرب

تتوالى الإدانات العربية والدولية للمجزرة المروعة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم السبت بحق النازحين الفلسطينيين في مدرسة "التابعين" بحي الدرج وسط مدينة غزة، والتي راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد وعشرات المصابين، فيما اعترف جيش الاحتلال باستهداف المدرسة، وزعم أن عناصر وقيادات من المقاومة الفلسطينية كانوا فيها.

ورأت العديد من المواقف أن إسرائيل، بارتكابها المجزرة، تثبت أن لا نية لديها لوقف الحرب، وتريد عرقلة المفاوضات وإفشالها، لا سيما أنّ الاستهداف أتى غداة البيان المشترك للوسطاء، قطر ومصر والولايات المتحدة، في وقت متأخر الخميس - الجمعة، والذي شدد على ضرورة إبرام اتفاق وقف لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين، ودعوة إسرائيل وحركة حماس إلى استئناف عاجل للمفاوضات يوم الخميس المقبل.

وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، اليوم السبت، في بيان، إنّ "هذه الجريمة تأتي استمراراً للمجازر اليومية التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة، وكذلك في الضفة الغربية، والتي تؤكّد مساعي دولة الاحتلال لإبادة شعبنا عبر سياسة المجازر الجماعيّة وعمليات القتل اليومية، في ظل صمت دولي مريب". وأضاف أنه "في الوقت الذي تعلن فيه الإدارة الأميركية الإفراج عن 3.5 مليارات دولار لصالح إسرائيل، لإنفاقها على أسلحة وعتاد عسكري أميركي، تقوم فوراً بارتكاب جريمة نكراء ومجزرة بحق أهلنا في غزة، النازحين في مدرسة بمدينة غزة". وقال أبو ردينة: "على الإدارة الأميركية إجبار دولة الاحتلال فوراً على وقف عدوانها ومجازرها ضد شعبنا الأعزل، واحترام قرارات الشرعية الدولية، ووقف دعمها الأعمى الذي يقتل بسببه الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ العزل".

قطر تجدد الدعوة إلى تحقيق دولي عاجل

ودانت دولة قطر بأشد العبارات قصف الاحتلال الإسرائيلي مدرسة التابعين في غزة. وذكر بيان لوزارة الخارجية القطرية، اليوم السبت، أنّ الدوحة تعد القصف "مجزرة مروعة، وجريمة وحشية بحق المدنيين العزل وتعدياً سافراً على المبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي، وقرار مجلس الأمن الدولي 2601". وجددت وزارة الخارجية مطالبة دولة قطر بتحقيق دولي عاجل يتضمن إرسال محققين أمميين مستقلين، لتقصي الحقائق في استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي المستمر للمدارس ومراكز إيواء النازحين، داعية في الوقت ذاته المجتمع الدولي لتوفير الحماية التامة للنازحين، ومنع قوات الاحتلال من تنفيذ مخططاتها الرامية لإجبارهم على النزوح القسري من القطاع، وإلزامها بالامتثال للقوانين الدولية.

مصر: إسرائيل تفتقر إلى الإرادة السياسية لإنهاء الحرب

بدورها اعتبرت مصر، اليوم السبت، أنّ القتل المتعمد للفلسطينيين العزل يظهر افتقار إسرائيل إلى الإرادة السياسية لإنهاء الحرب في غزة. واستنكرت وزارة الخارجية المصرية، في بيان لها، "استمرار الاعتداءات الإسرائيلية في حق المدنيين بقطاع غزة، في استخفاف غير مسبوق بأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني"، مطالبة بـ"موقف دولي موحد ونافذ يوفر الحماية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ويضع حداً لمسلسل استهداف المدنيين العزل".

واعتبرت الخارجية أنّ استمرار ارتكاب تلك الجرائم واسعة النطاق، وتعمد إسقاط تلك الأعداد الهائلة من المدنيين العُزّل، كلما تكثفت جهود الوسطاء لمحاولة التوصل إلى صيغة لوقف لإطلاق النار في القطاع، "دليل قاطع على غياب الإرادة السياسية لدى الجانب الإسرائيلي لإنهاء تلك الحرب، وإمعان في استمرار المعاناة الإنسانية للفلسطينيين". وأكدت أنّ مصر "ستستمر في مساعيها وجهودها الدبلوماسية، وفي اتصالاتها المكثفة مع جميع الأطراف المؤثرة دولياً، لضمان نفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، والعمل على التوصل إلى وقف لإطلاق النار، مهما تكبدت من مشاق أو واجهته من معوقات".

البيت الأبيض: نشعر بقلق بالغ

من جهته قال البيت الأبيض إنّ "قتل وإصابة عدد كبير جداً من المدنيين في حرب غزة" مستمر، معبراً عن شعوره "بقلق بالغ إزاء التقارير عن سقوط قتلى مدنيين في غزة عقب غارة شنتها القوات الإسرائيلية على مجمع يضم مدرسة"، وأشار إلى أنه على اتصال بالمسؤولين الإسرائيليين "الذين قالوا إنهم استهدفوا مسؤولين كباراً في حماس، ونطلب المزيد من التفاصيل". وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي شون سافيت إن القصف الذي أثار تنديداً دولياً "يؤكد الحاجة الملحة الى وقف لإطلاق النار وصفقة (للإفراج عن) الرهائن، الأمر الذي نواصل العمل بلا كلل لإنجازه".

الأردن: إمعان في الاستهداف الممنهج للمدنيين

من جانبها، دانت وزارة الخارجية الأردنية بأشد العبارات قصف إسرائيل مدرسة التابعين التي تؤوي نازحين في حي الدرج في غزة، معتبرة ذلك خرقاً فاضحاً لقواعد القانون الدولي، وإمعاناً في الاستهداف الممنهج للمدنيين ومراكز إيواء النازحين. وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة سفيان القضاة في بيان "إدانة المملكة واستنكارها المطلق لاستمرار إسرائيل لما تقوم به من انتهاكات للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، في ظل غياب موقف دولي حازم يلجم العدوانية الإسرائيلية ويجبرها على احترام القانون الدولي ووقف عدوانها على غزة، وما ينتجه من قتل ودمار وكارثة إنسانية غير مسبوقة".

وقال القضاة إن "هذا الاستهداف الذي يأتي في وقت يسعى فيه الوسطاء لاستئناف المفاوضات على صفقة تبادل تفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار مؤشر على سعي الحكومة الإسرائيلية لعرقلة هذه الجهود وإفشالها"، مشدداً على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته، وخصوصاً مجلس الأمن لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة فوراً، ووقف الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة والمستمرة للقانون الدولي، ومحاسبة المسؤولين عنها.

السعودية تستنكر تقاعس المجتمع الدولي

كما أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة بأشد العبارات استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي مدرسة التابعين التي تؤوي نازحين في حي الدرج. وجاء في بيانها بهذا الخصوص: "تؤكد المملكة ضرورة وقف المجازر الجماعية في قطاع غزة الذي يعيش كارثة إنسانية غير مسبوقة بسبب انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتستنكر تقاعس المجتمع الدولي تجاه محاسبة إسرائيل جراء هذه الانتهاكات".

لبنان: استهداف مدرسة التابعين دليل واضح على الاستخفاف بالقانون

من جانبها، دانت وزارة الخارجية اللبنانية بأشد العبارات استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي مدرسة التابعين التي تؤوي نازحين فلسطينيين عُزّل. وقالت في بيان إنّ "القصف العشوائي المُمنهج لجيش الاحتلال الإسرائيلي وقتل الأطفال والمدنيين دليل واضح على استخفاف الحكومة الإسرائيلية بأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني". واعتبرت أن "استمرار ارتكاب الجرائم بحق الفلسطينيين، وتعمد إسقاط هذه الأعداد الهائلة من المدنيين العُزّل، كلما تكثفت جهود الوسطاء الدوليين لمحاولة التوصل إلى صيغة لوقف إطلاق النار في القطاع، يعطي الدليل القاطع لنية إسرائيل إطالة الحرب وتوسيع رقعتها".

ودعت وزارة الخارجية اللبنانية المجتمع الدولي والدول المعنيّة إلى "اتخاذ موقف دولي موحد، وجدي، وفعال، أولاً، لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة ووضع حد لهذه الكارثة الإنسانية، باعتبار أن وقف العدوان على غزة هو الخطوة الأولى باتجاه التهدئة ووقف التصعيد ومنع اشتعال صراع أوسع في المنطقة. وثانياً، لتفعيل المسار الدبلوماسي السلمي من خلال خطوات جدية تلزم الجانب الإسرائيلي بقبول حل الدولتين وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة".

إيران: الحل الوحيد هو إجراء حازم وقوي

ودان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني مجزرة مدرسة التابعين، مؤكداً أنّ الهجوم "دليل واضح على ارتكاب متزامن لجريمة الإبادة وجريمة الحرب وجريمة ضد الإنسانية". وأضاف كنعاني، في بيان، أنّ جريمة مدرسة التابعين أثبتت مرة أخرى أن الكيان الإسرائيلي غير ملتزم بأي قوانين ومقررات دولية، مشيرا إلى أن الحل الوحيد ضد الاحتلال هو "إجراء حازم وقوي للدول الإسلامية وأحرار العالم في تقديم دعم عملي للشعب الفلسطيني ونضاله ومقاومته ضد الاحتلال والعدوان". ودعا كذلك المجتمع الدولي إلى ملاحقة قادة الاحتلال الإسرائيلي ومحاكمتهم.

تركيا: نتنياهو يريد مرة أخرى هدم المفاوضات

قالت وزارة الخارجية التركية، إن إسرائيل ارتكبت جريمة جديدة ضد الإنسانية باستهدافها مدرسة التابعين في غزة. وأكدت في بيان أن الهجوم أظهر مرة أخرى أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تريد هدم مفاوضات وقف إطلاق النار الدائم في القطاع. وشددت على أن الأطراف الدولية التي لم تتخذ خطوات لإيقاف إسرائيل متواطئة أيضاً في هذه الجريمة.


بريطانيا تحمل "حماس" مسؤولية قصف إسرائيل المدرسة

دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي حركة حماس إلى التوقف عن تعريض المدنيين للخطر في قطاع غزة بعد الغارة الإسرائيلية على المدرسة.

وكتب لامي على منصة "إكس": "أشعر بالصدمة من الضربة العسكرية الإسرائيلية على مدرسة التابعين والخسائر المأساوية في الأرواح. يجب على "حماس" أن تتوقف عن تعريض المدنيين للخطر". كما قال الوزير البريطاني إن إسرائيل "ملزمة بالامتثال للقانون الإنساني الدولي"، مشيرا إلى ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار.

حماس ترد على وزير الخارجية البريطاني

في المقابل، دانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشدة التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، والتي طالب فيها الحركة بالتوقف عن تعريض المدنيين للخطر. واعتبرت حماس هذه التصريحات "تساوقاً شنيعاً" مع الرواية الكاذبة للاحتلال، التي تدعي استخدام المدارس ومراكز النزوح لأغراض عسكرية بهدف تبرير استهداف المدنيين.

وأكدت الحركة، في بيان، أن هذه التصريحات تأتي في إطار محاولة مكشوفة للتهرب من المسؤولية القانونية والسياسية والأخلاقية للحكومة البريطانية عن استمرار الإبادة الوحشية، في ظل استمرارها بتقديم الدعم السياسي والعسكري للاحتلال الصهيوني.

الجامعة العربية: مجزرة الاحتلال عمل جبان

بدورها دانت جامعة الدول العربية، بأشد العبارات، المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدرسة التابعين. ووصف أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة، في بيان، اليوم السبت، المجزرة الإسرائيلية بأنها "عمل جبان"، قائلاً إنّ "قتل المدنيين النازحين أثناء صلاة الفجر هو جريمة تفوق حتى المستوى المتدني المعهود عن جيش الاحتلال من حيث الإمعان في الخسة والتجرد من الضمير".

وأضاف البيان أن استمرار حرب الإبادة ضد الفلسطينيين في غزة هو "رخصة لإسرائيل" بالقتل المتواصل والإفلات من العقاب، داعياً المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغوط حقيقية على الاحتلال الإسرائيلي للتفاوض تفاوضاً جادّاً، من خلال الوسطاء، من أجل وقف فوري لإطلاق النار في غزة مقابل صفقة للأسرى.

منظمة التعاون الإسلامي تدين المجزرة

ودانت منظمة التعاون الإسلامي بشدة جريمة استهداف الاحتلال الإسرائيلي مدرسة التابعين، واعتبرت المنظمة، في بيان لها، اليوم السبت، قصف المدرسة "امتداداً للمجازر الوحشية وجريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي طوال أكثر من عشرة شهور في قطاع غزة، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وأوامر محكمة العدل الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة".

وجددت المنظمة دعوتها إلى "مساءلة الاحتلال عن كل جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها مدينة القدس المحتلة"، كما طالبت المجتمع الدولي، خصوصاً مجلس الأمن الدولي، بـ"إلزام إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، باحترام واجباتها بموجب القانون الدولي الإنساني وفرض وقف إطلاق النار الفوري والشامل في قطاع غزة وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني".

الإمارات تدين المجزرة "بأشد العبارات"

ودانت الإمارات "بأشد العبارات استهداف مدرسة التابعين التي تؤوي نازحين في حي الدرج شرق مدينة غزة"، وأكدت وزارة الخارجية في بيان "رفض دولة الإمارات القاطع لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية"، كما شددت على أن "الأولوية العاجلة هي الحفاظ على أرواح المدنيين"، مشددة على ضرورة "الوقف الفوري لإطلاق النار لمنع سفك الدماء، مؤكدة على أهمية أن ينعم المدنيون والمؤسسات المدنية بالحماية الكاملة بموجب القانون الدولي والمعاهدات الدولية، وعلى ضرورة ألا يكونوا هدفاً للصراع".

الكويت: على المجتمع الدولي التدخل

بدورها دانت دولة الكويت المجزرة وعبرت الخارجية الكويتية في بيان "عن إدانة واستنكار دولة الكويت الشديدين لقيام قوات الإحتلال الإسرائيلي بقصف مدرسة التابعين في حي الدرج بقطاع غزة والتي تأوي نازحين"، مؤكدة "على ضرورة تدخل المجتمع الدولي ومجلس الأمن من أجل إيقاف هذه الجرائم البشعة بحق شعبٍ أعزل، وبذل مزيد من الجهود لوقف إراقة الدماء". وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي في بيان إن "الاعتداءات المتواصلة والعنيفة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين... تعتبر جرائم حرب تبرز النهج الإجرامي الخطير لقوات الاحتلال الإسرائيلي".


عُمان تدين "القصف الوحشي"

من جهتها أعربت الخارجية العُمانية في بيان عن "إدانة سلطنة عُمان القصف الوحشي الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدرسة التابعين التي تؤوي نازحين في حي الدرج بقطاع غزة، فجر اليوم، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 100 فلسطيني وإصابة العشرات من المدنيين العزّل"، مجددة دعوتها المجتمع الدولي إلى "التحرك الفوري لوقف هذه الاعتداءات السافرة... ومحاسبة قوات الاحتلال الإسرائيلي".

فرنسا تدين المجزرة بأشد درجات الحزم

دانت فرنسا "بأشد درجات الحزم"، السبت، الغارة الإسرائيلية على مدرسة التابعين في مدينة غزة، وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان: "على مدى عدة أسابيع، تم استهداف المباني المدرسية بشكل متكرر، ما أدى إلى سقوط عدد غير مقبول من الضحايا المدنيين"، مذكّرة بحسب فرانس برس بأن "احترام القانون الإنساني الدولي واجب على إسرائيل".

مقررة أممية: إسرائيل تبيد الفلسطينيين بأسلحة أميركية وأوروبية

وتعليقاً على مجزرة التابعين في غزة، قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز إنّ "إسرائيل تبيد الفلسطينيين بأسلحة أميركية وأوروبية وسط عدم مبالاة من كافة الدول المتحضرة". واعتبرت ألبانيز، في منشور على حسابها عبر منصة إكس، قطاع غزة "أكبر معسكر اعتقال وأكثرها خزياً في القرن الـ21، تبيد إسرائيل فيه الأحياء والمستشفيات والمدارس و"المناطق الآمنة" واحدة تلو أخرى.

وأضافت: "فليصفح عنا الفلسطينيون لعجزنا الجماعي عن حمايتهم، واحترام المعنى الأساسي للقانون الدولي". وأرفقت المقررة الأممية بمنشورها صورة تظهر أشلاء قتلى مدرسة التابعين المتفحمة والمتكدسة بعضها فوق بعض.

بوريل: الغارة الإسرائيلية على المدرسة في غزة "مروعة"

ووصف وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل السبت الضربة القاتلة التي شنتها إسرائيل على مدرسة تؤوي نازحين في غزة بأنها "مروعة". وكتب بوريل على موقع إكس: "الصور القادمة من مدرسة تؤوي نازحين في غزة تعرضت لغارة إسرائيلية مروِّعة، مع ورود أنباء عن سقوط عشرات الضحايا الفلسطينيين. تم استهداف ما لا يقل عن 10 مدارس في الأسابيع الأخيرة. لا يوجد ما يبرر هذه المجازر".

من جانبه، قال مفوض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني: "نشهد يوماً جديداً من الرعب في قطاع غزة بعد قصف مدرسة أخرى وتقارير عن مقتل عشرات الفلسطينيين بينهم نساء وأطفال ومسنون". وأضاف في منشور له على منصة "إكس": "لقد حان الوقت لوضع حد لهذه الفظائع (في غزة) التي تتكشف أمام أعيننا".
 

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل، اليوم السبت، إنّ "الاحتلال الإسرائيلي استهدف 13 مركزاً لإيواء النازحين في أنحاء القطاع منذ بداية أغسطس/ آب الحالي". وأفاد بصل، في مؤتمر صحافي عقده بمدينة غزة، بأنّ "الاحتلال الإسرائيلي استهدف في مدرسة التابعين طابقين، الأول كان يؤوي النساء النازحات والأطفال، والأرضي، وهو عبارة عن مصلى للنازحين".

وأضاف: "مدرسة التابعين تؤوي أكثر من 6 آلاف نازح ذهبوا إليها بعد تدمير قوات الاحتلال الإسرائيلي منازلهم في أكثر من منطقة بقطاع غزة". ‏وذكر أن "الجميع فُجع بحجم المجزرة الكبيرة والمخيف، بفعل العدد الكبير من الشهداء والجرحى بينهم أطفال ونساء، وجزء منهم أشلاء وجزء آخر اشتعلت فيهم النيران في مشهد مخيف لم يراع أدنى الاعتبارات الإنسانية".

واضطر الآلاف من أبناء غزة منذ بداية الحرب إلى النزوح من منازلهم واللجوء إلى المدارس ومحيط المستشفيات مع قصف الطائرات الحربية والمُسيرات الإسرائيلية عشرات آلاف المنازل وتدميرها، واستقبلت المدارس أعداداً كبيرة من النازحين الذين اعتقدوا أنها آمنة، على اعتبار أنها معروفة للإسرائيليين، وأنها تظهر من الجو أبنيةً مدرسيةً مفتوحةً، وهو ما يميزها عن الأبنية والمناطق الأخرى.

المساهمون