وكان خطا أنابيب نورد ستريم 1 و2 في قلب التوترات الجيوسياسية في الأشهر الأخيرة، مع قطع روسيا إمدادات الغاز عن أوروبا، ما يعتقد أنّه ردّ على العقوبات الغربية ضدّها بعد غزوها أوكرانيا.
اعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الثلاثاء، أنّ عمليات تسرّب الغاز التي رصدت في خطي أنابيب "نورد ستريم" هي نتيجة "فعل تخريبي".
وقالت فون دير لاين في تغريدة على "تويتر": "لقد تحدثت مع (رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي) فريدريكسن عن الفعل التخريبي الذي استهدف نورد ستريم، معتبرة أنّه من الأهمية بمكان التحقيق في هذه الأحداث وجلاء كل ملابساتها وأسبابها".
وحذّرت المسؤولة الأوروبية من أنّ "أيّ تعطيل متعمّد لبنية تحتية للطاقة في أوروبا هو غير مقبول، وسيؤدّي إلى أقوى ردّ ممكن".
Spoke to @Statsmin Frederiksen on the sabotage action #Nordstream.
— Ursula von der Leyen (@vonderleyen) September 27, 2022
Paramount to now investigate the incidents, get full clarity on events & why.
Any deliberate disruption of active European energy infrastructure is unacceptable & will lead to the strongest possible response.
وأتى تصريح المسؤولة الأوروبية بعيد إعلان رئيسة وزراء الدنمارك، مساء الثلاثاء، أنّ تسرّب الغاز، الذي حصل في خطي أنابيب نورد ستريم 1 ونورد ستريم 2 قرب جزيرة دنماركية ببحر البلطيق ناجم عن "عمل متعمّد" و"ليس حادثاً".
وقالت فريدريكسن خلال مؤتمر صحافي، إنّ "الرأي الواضح الصادر عن السلطات هو أنّها كانت أعمالًا متعمّدة. نحن لا نتكلّم عن حادث".
وقال وزير الطاقة والمناخ الدنماركي دان يورغنسن، في مؤتمر صحافي للحكومة، إنّ كوبنهاغن تقدّر أن يستمرّ تسرّب الغاز من خطوط الأنابيب غير المشغلة ولكن الممتلئة بالغاز "أسبوعًا على الأقل" حتى نفاد غاز الميثان، المتسرّب من الأنابيب تحت الماء.
وأضافت فريدريكسن: "لا معلومات لدينا حتى الآن حول المسؤول عن ذلك".
وقال خبير علم الزلازل السويدي بيورن لوند، اليوم الثلاثاء، إنه متأكد من أن النشاط الزلزالي الذي تم رصده في موقع تسرب للغاز من خط أنابيب نورد ستريم في بحر البلطيق نتج عن انفجارات وليس زلازل أو انهيارات أرضية.
وأضاف لوند، خبير الزلازل في المركز الوطني السويدي لعلوم الزلازل التابع لجامعة أوبسالا، أن البيانات الزلزالية التي جمعها هو وزملاؤه في الشمال أظهرت أن الانفجارات حدثت في الماء، وليس في الصخور تحت قاع البحر.
وكان أمين عام حلف الـ"ناتو"، ينس ستولتنبرغ، مساء الثلاثاء، قد عبّر عن "قلقه البالغ" إزاء التسربات في خطي أنابيب الغاز الروسي نورد ستريم1 و2، اللذين يمران عبر بحر البلطيق إلى أوروبا.
وقال أمين عام الحلف، في كلمة أمام مشرعي الاتحاد الأوروبي، إنه "من المهم جدا الوصول إلى كل الحقائق"، ولهذا السبب يتابع الـ"ناتو" عن كثب التطورات.
وجاء تصريح ستولتنبرغ بعد تأكيد السلطات السويدية والدنماركية رصد تسربات في خطوط الغاز الروسي المارة عبر بحر البلطيق.
وأكد ستولتنبرغ مجددًا دعم الحلف لأوكرانيا في مواجهة "الحرب العدوانية الوحشية" التي تشنها روسيا، وقال إنه ينبغي على الحلف أن يواصل الرد.
إلى ذلك، سارعت كييف إلى القول إن التسرب، غير المفسّر للغاز، من ثلاثة مواقع من خطّي أنابيب الغاز "نورد ستريم 1" و"نورد ستريم 2" هو نتيجة "هجوم إرهابي مخطط له" من موسكو "ضد الاتحاد الأوروبي"، بدون أن تقدّم أي براهين على قولها.
وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك على "تويتر"، "إن تسرّب الغاز على نطاق واسع من نورد ستريم 1 ليس إلّا هجومًا إرهابيًا مخططًا له من قبل روسيا وعملًا عدوانيًا ضد الاتحاد الأوروبي".
"Gas leak" from NS-1 is nothing more that a terrorist attack planned by Russia and an act of aggression towards EU. 🇷🇺 wants to destabilize economic situation in Europe and cause pre-winter panic. The best response and security investment — tanks for 🇺🇦. Especially German ones…
— Михайло Подоляк (@Podolyak_M) September 27, 2022
واعتبر بودولياك أن روسيا "تريد زعزعة استقرار الوضع الاقتصادي في أوروبا وبثّ الهلع قبل الشتاء"، على خلفية مخاوف من أزمة طاقة غير مسبوقة في أوروبا في الأشهر المقبلة.
وكتب على "تويتر" أن "أفضل ردّ على طاغية (...) هو دبابات لأوكرانيا"، مطالبًا بتسليم الجيش الأوكراني المزيد من الأسلحة الغربية لمواجهة القوات الروسية.
وفي حين أنّ أنابيب نورد ستريم التي يديرها تحالف شركات تملك "غازبروم" الروسية الغالبية فيه، هي خارج الخدمة حاليا، إلا أن كلا الخطين لا يزالان يحتويان على الغاز.
وواحد من التسربات في نورد ستريم 1 حدث في المنطقة الاقتصادية الدنماركية، والآخر في المنطقة الاقتصادية السويدية، بينما كان تسرّب نورد ستريم 2 في المنطقة الدنماركية.
وتم الإبلاغ عن تسرّب الغاز للمرة الأولى في نورد ستريم 2 الإثنين.
(العربي الجديد، وكالات)