أول تعليق رسمي تركي على الاشتباكات بين الأمن والأكراد في فرنسا

25 ديسمبر 2022
من المواجهات التي وقعت في باريس بالأمس (Getty)
+ الخط -

علق مسؤولون أتراك، اليوم الأحد، على ما جرى في فرنسا من مواجهات بين مواطنين أكراد وقوى الأمن الفرنسية، على خلفية مقتل 3 أكراد، قبل يومين، في هجوم استهدف مركزا ثقافيا ونفذه مواطن فرنسي عنصري.

واندلعت المواجهات بين متظاهرين أكراد غاضبين والشرطة في وسط باريس، عقب اعتداء استهدف مركزاً للجالية الكردية، حيث أطلقت الشرطة التي انتشرت خارج المركز الثقافي الغاز المسيل لتفريق محتجين، وشوهد البعض يلقون مقذوفات على الشرطة، ويضرمون النيران في حاويات القمامة، بينما تضررت سيارات عدة خلال الاضطرابات.

وأثار الاعتداء غضب الجالية الكردية التي وجّهت مجدداً أصابع الاتهام إلى تركيا، رغم عدم وجود دليل بعد يدين أنقرة في هذه المرحلة.

الرد التركي كان رفيعا على ما حدث، حيث قال إبراهيم قالن، المتحدث باسم الرئيس رجب طيب أردوغان، في تغريدة عبر "تويتر": "حزب العمال الكردستاني في فرنسا هو نفس التنظيم المدعوم في سورية، نفس الحزب الذي قتل في الأعوام الـ40 الأخيرة آلافا من الأتراك والأكراد ورجال الأمن، وحاليا يحرقون شوارع باريس، هل ستبقون صامتين؟".

وأرفق المتحدث باسم الرئاسة منشوره بصورة لسيارة محترقة خلال المواجهات التي حصلت في باريس أمس.

أما متحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم، عم تشليك، فقال من ناحيته، خلال مؤتمر صحافي في مدينة أضنة جنوبي البلاد: "من دعم التنظيمات المسلحة بات اليوم يواجهها وجها لوجه".

وأضاف: "نقول دائما إن حزب العمال الكردستاني في النهاية عندما يقوى سينقلب عليكم مجددا ويسبب الضرر لكم، والرئيس (أردوغان) قال سابقا أنه مهما طال الزمن فإنكم ستكونون وجها لوجه مع هجمات المسلحين".

وأكمل أن "الرئيس التركي سبق أن أفاد عدة مرات بعدم دعم هؤلاء وتوفير الحماية لهم، ولكن مؤيدي الحزب أثبتوا ذلك مع ما فعلوه، والأمر الذي يجب الانتباه له هو كيف أن حزب العمال الكردستاني بممارساته هذه يسبب الضرر للأكراد في المثال الذي حصل في فرنسا".

وتابع أيضا: "ما حصل من حادث عنصري ندينه، ولكن هناك بُعد آخر لما حصل، وهو تدفق مؤيدي الكردستاني إلى الشوارع والإخلال بالنظام العام في فرنسا، والهجوم على قوى الشرطة، وحرق السيارات، وسرقة المتاجر، وهو ما يجب أن تفكر به فرنسا مليا".

كما نشر وزير الداخلية التركي سليمان صويلو تغريدة عبر حسابه الرسمي، قال فيها "من دَقَّ دُقَّ، إنه درس لمن يدعم ويحمي ويجعل التنظيمات المسلحة تشعر بالغرور في أوروبا، وتسلك هذ الطريق لتلقين أوروبا درسا في التربية، عفوا أليس هذا حزب العمال الكردستاني/وحدات الحماية الكردية؟".

وأرفق الوزير التركي منشوره بمشاهد من المواجهات التي اندلعت أمس بين المتظاهرين وقوى الأمن الفرنسية.

وتحمل التصريحات الرسمية التركية نوعا من الشماتة من الدول الأوروبية بسبب ما تعتقد أنقرة أنه تجاهل لنداءاتها المتكررة حول عدم توفير الحماية لحزب العمال الكردستاني والوحدات الكردية وداعميهما في أوروبا، وهو من أبرز أسباب معارضة أنقرة انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو".

وتصنف تركيا الكردستاني والوحدات الكردية تنظيماتٍ مسلحةً إرهابيةً محظورةً، وركزت وسائل الإعلام التركية على ما يجري في فرنسا وأن المتظاهرين الأكراد رفعوا في تظاهراتهم أعلام "الكردستاني".

وفي السنوات الأخيرة، تلاحق القوى الأمنية التركية عناصر الكردستاني وأنصاره عبر عدة مستويات داخل البلاد من خلال حملات أمنية واعتقالات وملاحقات، فضلا عن دعم اعتصام الأمهات أمام مقر حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، الذي بدوره يواجه دعوى قضائية لإغلاقه وطرد نوابه من البرلمان ورفع الحصانة عنهم.

كما تشمل العمليات التركية الأمنية تنفيذ عمليات عسكرية خارج الحدود، تشمل شمال العراق وشمال سورية، في وقت تواصل تركيا تهديداتها بتنفيذ مزيد من العمليات العسكرية شمالي سورية ضد وحدات الحماية الكردية في تل رفعت وعين العرب ومنبج.

دلالات
المساهمون