اعتبرت أوكرانيا أن تولي روسيا السبت رئاسة مجلس الأمن الدولي لشهر أبريل/ نيسان يمثّل "صفعة في وجه المجتمع الدولي"، فيما وصفت دول غربية الأمر بأنه "كذبة إبريل".
واستنكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "إخفاق" الأمم المتحدة مع تولي روسيا السبت رئاسة مجلس الأمن الدولي، مضيفاً "من الصعب تخيل أي شيء يثبت (أكثر) الإخفاق الكامل لمثل هذه المؤسسات".
وتابع، في خطايه الليلي اليومي "لا يوجد شكل من أشكال الإرهاب لم تمارسه روسيا"، داعياً إلى "إصلاح المؤسسات الدولية، بما فيها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
وشدد الرئيس الأوكراني على أن هذا "الإصلاح الذي من الواضح أنه طال انتظاره يشمل منع دولة إرهابية... من تدمير العالم. يجب أن يخسر الإرهابيون، ويجب أن يحمّلوا مسؤولية الإرهاب وألا يتولوا الرئاسة في أي مكان".
من جانبه، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إنّ "رئاسة روسيا لمجلس الأمن الدولي صفعة في وجه المجتمع الدولي". ودعا كوليبا عبر "تويتر" "الأعضاء الحاليين" للمجلس إلى "التصدي لأي محاولة روسية لإساءة استخدام هذه الرئاسة".
Russian UNSC presidency is a slap in the face to the international community. I urge the current UNSC members to thwart any Russian attempts to abuse its presidency. I also remind that Russia is an outlaw on the UNSC: https://t.co/rZVC1pV0MY#BadRussianJoke #InsecurityCouncil
— Dmytro Kuleba (@DmytroKuleba) April 1, 2023
وكان كوليبا قد وصف الخميس رئاسة روسيا للمجلس بـ"المزحة السيئة"، قائلاً إن "روسيا اغتصبت مقعدها، وهي تشن حرباً استعمارية، ورئيسها مجرم حرب مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة خطف أطفال"، لكن هذه الانتقادات لم تمنع موسكو من التأكيد أن وزير خارجيتها سيرغي لافروف سيقود وفدها إلى الأمم المتحدة هذا الشهر خلفاً لموزامبيق.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا للصحافيين الخميس "الحدث الرئيسي الآخر للرئاسة الروسية هو المناقشة المفتوحة رفيعة المستوى لمجلس (الأمن) حول تعددية أطراف فعّالة من خلال الدفاع عن مبادئ ميثاق الأمم المتحدة. وسيرأس هذا الاجتماع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف".
ولفتت زاخاروفا إلى أن لافروف يعتزم أيضاً ترؤس جلسة مناقشات حول الشرق الأوسط في 25 أبريل.
كذبة أبريل
وسرعان ما صدرت ردود فعل منتقدة من داعمي كييف الدبلوماسيين، ولا سيما الولايات المتحدة.
وعلقت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار الخميس "نتوقع أن تواصل روسيا استخدام مقعدها لنشر معلومات مضللة ومحاولة تشتيت الانتباه عن محاولاتها لتبرير أفعالها في أوكرانيا وجرائم الحرب التي يرتكبها أفراد قواتها المسلحة". وأضافت أن "دولة تنتهك ميثاق الأمم المتحدة بصفاقة وتغزو جارتها لا مكان لها في مجلس الأمن".
كذلك اعتبرت دول البلطيق الثلاث الداعمة بشدة لأوكرانيا أن تولي روسيا رئاسة مجلس الأمن الدولي هو "كذبة نيسان".
وقالت وزارة الخارجية الليتوانية ساخرة "يوم كذبة أبريل هو يوم مثالي" بالنسبة لروسيا، مضيفة أن "روسيا التي تشن حرباً وحشية على أوكرانيا، يمكنها فقط قيادة مجلس انعدام الأمن".
وقالت البعثة الدبلوماسية الإستونية لدى الأمم المتحدة إنه من "المخزي والمهين" أن تقود مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة روسيا التي يترأسها فلاديمير بوتين وهو "مجرم حرب صدرت بحقه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية".
من جانبها، تقول روسيا في الأمم المتحدة إنها تواجه "الغرب الجماعي" الذي منعها من التعامل مع دول العالم منذ بدء هجومها العسكري على أوكرانيا في فبراير/ شباط2022.
يُعقد الاجتماع الأول لمجلس الأمن في ظل الرئاسة الروسية صباح الإثنين، لكنه لن يشمل سوى المناقشات المغلقة المعتادة بشأن برنامج العمل لهذا الشهر.
ويعقب الاجتماع كالعادة مؤتمر صحافي للرئيس الجديد لهذه الهيئة، السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا.
وفي هذا الصدد، شدّد دبلوماسي يعمل في مجلس الأمن الدولي على حقيقة أن "الرئاسة دورية. إنها شهرية، إنها فترة رئاسة قصيرة وليست بأهمية رئاسة مجموعة العشرين أو مجموعة السبع أو الاتحاد الأوروبي التي تستمر ستة أشهر أو سنة وحيث يمكنك الدفع بأجندتك الخاصة".
وأضاف الدبلوماسي "في حالة إساءة استخدام الرئاسة، سنرد بالطبع. ليس هذا هو الهدف. المهم هو الحرب في أوكرانيا والعمل على إنهائها".
وتأتي الرئاسة الروسية لمجلس الأمن الدولي بعد أسبوع من إعلان فلاديمير بوتين رغبته في نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا، حليفه الدبلوماسي الأوروبي الوحيد، ما يعزز مخاوف الغرب.
(فرانس برس)