أهالي بيتا الفلسطينية يودعون الشهيد شادي الشرفا.. والاحتلال يهدم منزلاً في القدس

نابلس

سامر خويرة

سامر خويرة
القدس المحتلة

محمد محسن

محمد محسن
10 اغسطس 2021
تشييع جنازة الشهيد شادي الشرفا
+ الخط -

جابت مسيرة حاشدة شارك فيها آلاف الفلسطينيين، اليوم الثلاثاء، بجثمان الشهيد شادي الشرفا (41 عاماً) محمولًا على الأكتاف شوارع بلدة بيتا جنوب نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة، قبل مواراته الثرى في مقبرة البلدة مسقط رأسه، فيما هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي منزلاً من طابقين سكنيين في حي بطن الهوى ببلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى.

ووسط غضب عارم، وهتافات منددة بجريمة قتله واحتجاز جثمانه مدة 14 يومًا، صدحت حناجر المشيعين بعبارات "يا شهيد ارتاح ارتاح واحنا نواصل الكفاح"، و"بالروح بالدم نفديك يا شهيد"، و"على القدس رايحين شهداء بالملايين".

وبدا الحزن ظاهراً على الوجوه، إذ أغلقت المحال التجارية في بلدة بيتا أبوابها، فيما توقفت حركة السير إكراما للشهيد، الذي ارتقى بعد إطلاق جيش الاحتلال النار عليه قرب مدخل البلدة في 27 يوليو/ تموز الماضي، وجرى تسليم جثمانه صباح اليوم الثلاثاء، بعد احتجازه لـ14 يوماً.

تشييع جثمان الشهيد شادي الشرفا (العربي الجديد)

والشرفا هو الشهيد التاسع من أبناء بلدة بيتا والقرى المجاورة، منذ انطلاق الفعاليات الشعبية قبل أكثر من 3 شهور، والمناوئة لإقامة المستوطنين بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي بؤرة استيطانية على قمة "جبل صبيح"، المطل على بيتا والمناطق الملاصقة لها.

وقال الناشط محمد بني شمسة، لـ"العربي الجديد": "إن بيتا تنعى الشرفا الذي استشهد وهو يقوم بمهمة إنسانية ووطنية تتمثل بإيصال المياه إلى الأهالي بعد قيام الاحتلال بقطعها، وقد خاطر بحياته، كون خطوط المياه الرئيسية تقع خارج البلدة، وعلى مقربة من تواجد قوات الاحتلال، التي أعدمته بدم بارد".

وتابع بني شمسة: "لم يكتف الاحتلال بقتل شادي، بل عمل على احتجاز جثمانه وحرم ذويه من وداعه لنحو أسبوعين، لذلك تكاتفت جهود المواطنين والنشطاء، ونفذت عدة فعاليات للضغط على الاحتلال لتسليم جثمانه، وهو ما كان اليوم".

ومنذ انطلاق فعاليات بيتا والقرى المجاورة قبل أكثر من ثلاثة أشهر، رفضًا للبؤرة الاستيطانية "إفيتار" المقامة على جبل صبيح، تنوعت خلالها الفعاليات المناوئة لتلك البؤرة، أهمها فعاليات الإرباك الليلي، حاولت قوات الاحتلال صد تلك الفعاليات عبر قتل تسعة من أبناء البلدة والبلدات المجاورة، واعتقال 42 شابًا وإصابة المئات.

من جهة أخرى،هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، منزلاً من طابقين سكنيين في حي بطن الهوى ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، يعود للشقيقين رماح وعلي عودة، بذريعة البناء غير المرخص، ومنعت قوات الاحتلال المواطنين من التواجد في محيط المنزل الذي يُؤوي اثني عشر فرداً، وأجبرت العائلة على تفريغ محتوياته، قبل أن تباشر بهدمه.

وأفاد الشقيقان عودة، في حديث لـ"العربي الجديد"، بأن جميع محاولاتهما للحصول على رخصة بناء لشقتيهما على مدى أكثر من عشرة أعوام باءت بالفشل، إذ كانت ترفض بلدية الاحتلال في القدس إعطاء تراخيص البناء اللازمة، وتفرض من حين لآخر غرامات ومخالفات مالية عليهما.

والشقتان اللتان هدمتهما جرافات الاحتلال تعدان ضمن عشرات البيوت المهددة بالهدم في بطن الهوى وفي حي البستان المجاور، حيث تخطط سلطات الاحتلال لهدم وإزالة تلك المنازل لصالح مشروع ما يسمى حديقة الملك التوراتية، وتعزيز التواجد الاستيطاني في هذا الحي الذي يشكل امتدادا لعدد آخر من الأحياء مهدد كثير من منازلها بالهدم.

ويخوض أهالي حي بطن الهوى بسلوان منذ سنوات صراعاً قضائيا في محاكم الاحتلال، كما ينظمون منذ شهور فعاليات احتجاج يومية وأسبوعية ضد عمليات الهدم التي تستهدف ترحيلهم القسري من مناطق إقامتهم الحالية، في وقت اطلقت يد المستوطنين للسيطرة على مبان وتوسيعها بإضافات بناء جديدة.  

يُذكر أن بلدية الاحتلال في القدس أرغمت، أمس الإثنين، سبع أسر من عائلة المواطن علي العبيدي الردايدة من حي الأشقرية على أراضي بيت حنينا شمالي القدس على هدم منازلهم بأيديهم بحجة البناء دون ترخيص.

وأفاد سمير العبيدي، أحد أصحاب تلك المنازل، لـ"العربي الجديد"، بأنه على مدى خمسة عشر عاماً لم تتمكن العائلة من الحصول على تصريح بناء لمساكنهم المتواضعة، بل كانت تكرر فرض الغرامات والمخالفات المالية بمبالغ وصلت إلى أكثر من 65 ألف شيكل بالعملة الإسرائيلية (قرابة 21 ألف دولار أميركي)، إلى أن قررت مؤخراً هدمها تحت طائلة تدفيعهم رسوم الهدم. 

وقال العبيدي: "على ضوء ذلك وعملا بنصيحة المحامي، قمنا بتنفيذ عملية الهدم بأيدينا تلافيا لدفع الرسوم ولاستحالة الحصول على الرخصة، بعد أن قامت بلدية الاحتلال بتنظيم المنطقة لصالح المخططات الاستيطانية المتاخمة للحي، إذ يدعي المستوطنون ملكيتهم لنحو 73 دونما منذ خمسينيات القرن الماضي".

ذات صلة

الصورة
تظاهرة أمام مقر إقامة نتنياهو بواشنطن 22 يوليو 2024 (العربي الجديد)

سياسة

تظاهر ناشطون في واشنطن، أمام فندق ووترغيت مقر إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يوجد بالعاصمة بعد دعوته لإلقاء كلمة بالكونغرس
الصورة
محكمة العدل الدولية تستمع لطلب جنوب أفريقيا، 16 مايو 2024 (الأناضول)

سياسة

بدأت محكمة العدل الدولية في لاهاي، اليوم الجمعة، جلسة لإعلان رأيها الاستشاري بشأن التبعات القانونية للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
الصورة
مشهد من دير البلح وسط قطاع غزة - يوليو 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

أفاد رئيس بلدية دير البلح في وسط قطاع غزة ذياب الجرو "العربي الجديد"، بأنّ المدينة التي ادّعى الاحتلال أنّها آمنة تتعرّض مناطق فيها لاستهداف عسكري متواصل.
الصورة
منظر للدمار في منطقة المواصي بخانيونس بعد الهجوم الإسرائيلي، 14 يوليو 2024 (الأناضول)

منوعات

دشن متابعون فلسطينيون وعرب وسم #العربية_شريك_في_الإبادة، ليعبروا عن غضبهم إزاء تغطية القناة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.