أميركا وأوروبا تستهدفان بيلاروسيا بعقوبات متزامنة منسقة

02 ديسمبر 2021
الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو يعتبر حليفاً وثيقاً لموسكو (Getty)
+ الخط -

فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وكندا، الخميس، عقوبات متزامنة على عشرات المسؤولين والمنظمات والشركات في بيلاروسيا، حيث يستهدف الاتحاد الأوروبي أولئك المتهمين بالمشاركة في "هجوم مختلط" على الكتلة عبر استغلال مهاجرين.

واستهدفت الجهات الأربع بيلاروسيا بعقوبات منذ فاز الرئيس ألكسندر لوكاشينكو بولاية رئاسية أخرى العام الماضي، بعد انتخابات قال الغرب ومراقبون آخرون إنها شهدت تزويرا، وكذا بسبب الحملة الأمنية على المتظاهرين السلميين التي أعقبت ذلك.

وأوردت وزارة الخارجية الأميركية أن وزارة الخزانة في الولايات المتحدة "حددت ثلاث طائرات على أنها ممتلكات محظورة، كما استهدفت بالعقوبات 32 فردا وكيانا، بما فيها شركات مملوكة للدولة في بيلاروسيا ومسؤولون حكوميون وغيرهم، الذين يدعمون النظام ويسهلون قمعه"، وفق ما نقلت وكالة "أسوشييتد برس".

وفي غضون ذلك، فرض الاتحاد الأوروبي حظر سفر وتجميد أصول على 17 شخصا آخرين، من بينهم مسؤول بارز بقوات حرس الحدود ومسؤولون بالجيش وممثلون عن الحكومة وقضاة في بيلاروسيا.

كما استهدفت العقوبات شركات نقل جوي، بما فيها شركة الطيران الحكومية "بيلافيا"، ومجموعات سياحية يتهمها الاتحاد الأوروبي بالمساعدة في جلب المهاجرين إلى بيلاروسيا بهدف مساعدتهم على العبور إلى الكتلة المكونة من 27 دولة، عبر بولندا وليتوانيا ولاتفيا.

وبدورها، قالت بريطانيا إنها فرضت عقوبات على "ثمانية أفراد بيلاروس مسؤولين عن القمع وانتهاكات حقوق الإنسان"، كما جمدت أصول شركة "أو جيه إس سي بيلاروسكالي"، إحدى أكبر منتجي أسمدة البوتاس في العالم والتي تعد مصدرا رئيسيا لإيرادات حكومة بيلاروسيا.

في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية البيلاروسية أنها سترد على عقوبات الاتحاد الأوروبي الجديدة بإجراءات "قاسية وغير متكافئة".

عقوبات تطاول شركة طيران سورية

وتشمل عقوبات الاتحاد الأوروبي أيضا، شركة "أجنحة الشام" السورية للخطوط الجوية.
وعقّب أمين سر الهيئة السياسية في "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" عبد المجيد بركات، في حديث لـ"العربي الجديد"، على ذلك بالقول إنه "في كل مرة يثبت النظام السوري أنه غير ملتزم بالقانون الدولي ولا حتى بأبسط المبادئ الإنسانية في تعامله مع الشعب السوري".
ويعتقد بركات بأن "غياب منظومة عقوبات دولية متكاملة وصارمة أدت إلى تهرب النظام السوري من الكثير من العقوبات، وأدت أيضاً إلى إيجاد مساحات له لكي يستثمر في معاناة الشعب السوري"، مؤكداً أن "هناك الكثير من الشركات غير شركة أجنحة الشام ما زالت تعمل وتنشط وتحقق للنظام مكتسبات على المستوى السياسي وتضر بالمصلحة السورية بشكل عام، وما زالت هذه الشركات والاقتصاد الموازي للنظام يستثمر في معاناة السوريين".
وتابع بركات: "فرض عقوبات على أجنحة الشام وكثير من الشركات التابعة للنظام هو أمر مهم وضروري في هذه المرحلة، خاصة أن التراخي في تطبيق العقوبات الأوروبية والأميركية أدى إلى تماديه في نشاطه الاقتصادي الموازي".
وأعلنت شركة "أجنحة الشام" للطيران في الـ13 من نوفمبر/ تشرين الثاني الفائت، عن تعليق كافة رحلاتها إلى مطار مينسك في بيلاروسيا، وذلك "بسبب الأزمة المستمرة على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا، التي أدت إلى تصاعد أزمة اللجوء"، وفق البيان الذي صدر عنها.
وكان مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع للخزانة الأميركية قد أدرج في نهاية العام 2016 شركة "أجنحة الشام" ضمن قائمة العقوبات الأميركية، وذلك لتقديمها الدعم المالي والتكنولوجي والخدمي لحكومة النظام وللخطوط الجوية العربية السورية.
بدروه، أكد أنس العبدة، رئيس "هيئة التفاوض السورية"، في تغريدة له على حسابه الرسمي في "تويتر" على خلفية اجتماع أعضاء مجلس "الاتحاد الأوروبي"، أنه "لا شرعية لنظام الأسد الذي يقتل ويعتقل ويُهجّر ويُجوّع أهلنا لأجل الحكم".
وأشار العبدة إلى أن "أسباب طرد الأسد من الجامعة العربية ما زالت قائمة بل زادت كثيراً"، مضيفاً: "أهلنا في سورية يذوقون العذاب بوجوده. معاناة السوريين ومنع تعويم الأسد والدفع العاجل لحل سياسي عادل هي ملفات ينبغي أن تكون أولوية الدول المجتمعة في بروكسل اليوم".

المساهمون