أميركا تؤكد أن الانتقال في السودان "لا بد أن يقوده مدنيون"... ودعوة أوروبية لـ"إجراء حوار فوري"
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، اليوم الثلاثاء، إنه يجب أن يكون هناك انتقال يقوده مدنيون في السودان، وسط احتجاجات في البلاد في أعقاب الانقلاب العسكري في 25 أكتوبر/ تشرين الأول.
وذكر برايس، في مؤتمر صحافي، أن واشنطن "تستعرض جميع الخيارات المتاحة" لدعم الانتقال في السودان.
من جهة أخرى، دعا الاتحاد الأوروبي ودول الترويكا (النرويج والولايات المتحدة والمملكة المتحدة)، الثلاثاء، "أصحاب المصلحة السودانيين" إلى "إجراء حوار فوري وشامل، بدعم دولي، لمعالجة قضايا الفترة الانتقالية".
وجاء ذلك بحسب بيان صحفي صادر عن الاتحاد الأوروبي ودول الترويكا حول التطورات في السودان.
وقال البيان: "نحث بشدة أصحاب المصلحة السودانيين على الالتزام بحوار فوري بقيادة السودانيين، ومدعوم دوليًا، لمعالجة قضايا الفترة الانتقالية". وتابع: "يجب أن يكون مثل هذا الحوار شاملاً تمامًا، ويمثل الفئات المهمشة تاريخيًا، وأن يشمل الشباب والنساء، ويساعد في إعادة البلاد على طريق الديمقراطية".
وأكد الاتحاد الأوروبي ودول الترويكا أنهم "لن يدعموا رئيس وزراء أو حكومة معينة دون مشاركة مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة المدنيين". وأضاف: "نتطلع إلى العمل مع حكومة وبرلمان انتقالي يتمتعان بمصداقية من الشعب السوداني، ويمكنهما قيادة البلاد إلى انتخابات حرة ونزيهة كأولوية."
وأردف البيان: "سيكون هذا ضروريًا لتسهيل قيام الاتحاد الأوروبي ودول الترويكا بتقديم المساعدات الاقتصادية للسودان". واستدرك: "في ظل عدم إحراز تقدم، فإننا نتطلع إلى تسريع الجهود لمحاسبة هؤلاء الفاعلين الذين يعرقلون العملية الديمقراطية".
وحمّل البيان "السلطات العسكرية المسؤولية عن انتهاكات حقوق الإنسان"، مجددًا مطالبته بـ"الإفراج عن جميع المعتقلين ظلماً ورفع حالة الطوارئ على الفور".
رئيسة مجلس الأمن قلقة لاستخدام العنف ضد المتظاهرين
من جهتها، أعربت رئيسة مجلس الأمن الدولي، السفيرة النرويجية مني جول، عن "القلق العميق إزاء العنف المستخدم ضد المتظاهرين السلميين بالسودان"، متوقعة أن يعقد المجلس قريبًا جلسة خاصة لبحث الوضع هناك.
وجاء ذلك في تصريحات أدلت بها السفيرة النرويجية للصحافيين بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، وذلك بمناسبة تولي بلادها رئاسة أعمال مجلس الأمن الدولي لشهر يناير/ كانون الثاني الجاري.
وقالت رئيسة المجلس للصحافيين: "أعتقد أنه من المحتمل تمامًا أن يكون لنا (في مجلس الأمن) اجتماع قريب بشأن الوضع في السودان، خاصة أن الموقف يتطور ويتدهور بسرعة". وأردفت: "نحن قلقون للغاية من العنف المستخدم ضد المتظاهرين السلميين.. ونحن مستمرون في دعوة وحث العسكريين والقادة في السودان على الجلوس معًا والتوصل إلى طريق للمضي قدمًا".
وتابعت: "من المؤكد أننا نراقب الوضع عن كثب، وسنرى ما يمكن لمجلس الأمن أن يفعله لتعزيز جهود الأمين العام (أنطونيو غوتيريس)".
وعلى صعيد الوضع في السودان، ذكر شهود عيان أن قوات الأمن أطلقت، الثلاثاء، الغاز المسيل للدموع لتفريق حشود ضخمة تجمعت احتجاجاً على الحكم العسكري ومقتل محتجين في الآونة الأخيرة في أنحاء العاصمة السودانية الخرطوم والمدن المجاورة.
وانطلق المتظاهرون من منطقتي الصحافة والديم، في مواكب تسعى لإسقاط الانقلاب العسكري استجابة لدعوة من لجان المقاومة السودانية، وبدعم من تجمع الأحزاب السياسية وتجمع المهنيين السودانيين، وأغلقوا الطرق القريبة بالمتاريس وأحرقوا إطارات السيارات.
(رويترز، الأناضول، العربي الجديد)