ألمانيا: مداهمة شبكة دولية للاشتباه بقيامها بجرائم غسل أموال وتمويل الإرهاب

06 أكتوبر 2021
وصفت المهمة الأمنية للشرطة الألمانية بأنها "الأكبر" منذ سنوات (فرانس برس)
+ الخط -

في مهمة أمنية وصفت بـ"الأكبر" منذ سنوات، نفذ حوالي ألف ضابط وعنصر من قوات الشرطة والوحدات الخاصة الألمانية الملثمين والمدججين بالسلاح، اليوم الأربعاء، حملة مداهمات لأكثر من 80 منزلاً وشقة ومحال تجارية في ثلاث ولايات بالتوقيت نفسه، وذلك على خلفية عمليات غسل أموال وأعمال جريمة منظمة.

وأسفرت الحملات الأمنية، وفق ما ذكرت صحيفة "بيلد"، عن توقيف أحد عشر شخصاً بشبهة تمويل الإرهاب في سورية والاحتيال وتهريب الأموال من خلال معاملات مالية غير قانونية، فيما يجري التحقيق مع قرابة 70 شخصاً آخرين.

وفي السياق، أفادت شبكة "في دي آر" الإخبارية بأنّ كلاً من ولايات شمال الراين وفستفاليا وسكسونيا السفلى وبريمن، وبناء على إشارة مكتب المدعي العام في ديسلدورف وبعد التحقيقات وفي إطار مكافحة الجريمة المنظمة والاشتباه بأشخاص يعملون ضمن شبكة دولية تعمل منذ العام 2016، تم تنفيذ العملية.

وبحسب المعلومات الأولية، فإنّ القصة تعود إلى مايو/أيار عام 2020، بعدما أوقفت الجمارك صدفة وعلى الطريق السريع في منطقة كالدن كيرشن سيارة يستقلها عدد من الأشخاص، وبتفتيشها تم العثور على مبلغ 300 ألف يورو مخبأة داخل حقيبة، بزعم أنها من أموال تجارة المخدرات في هولندا.

وبمتابعة التحقيقات وتفريغ الهواتف، توصل المحققون لمعرفة هوية شخص سوري الجنسية يدعى خالد، ويقال إنه كان من داعمي تنظيم "داعش" الإرهابي في محافظة إدلب، شمال غربي سورية، على صلة بشخص آخر ألماني اعتنق الإسلام ويدعى مانفريد تي. وهما على علاقة بمجموعة أكبر تجمع الأموال من اللاجئين في ألمانيا، ومن بين أمور أخرى، من أجل نقلها إلى سورية وتركيا، جزء منها يريد اللاجئون إرسالها لإعالة أسرهم في سورية، وحيث تتقاضى الشبكة عمولة على الحوالات  المالية.

وذكرت محطة "دبليو دي آر" العامة الألمانية أنّ الشبكة التي تخضع للتحقيق يشتبه في أنها حوّلت أكثر من 100 مليون يورو (111 مليون دولار) من الأرباح الناتجة عن تهريب المخدرات وغيرها من الأعمال غير القانونية إلى تركيا وسورية، حيث قد يتم استخدام جزء منها في تمويل الجماعات المسلحة.

وأوضحت الشرطة أنّ هذا النشاط جزء من تحقيق بشأن ما يسمى بشبكة "الحوالة"، والتي يعمل فيها أفراد لا بنوك كوسطاء لتحويل الأموال. وهذا النظام يستخدم بشكل واسع في "دول "إسلامية".

كذلك، أشارت التقارير إلى أساليب أخرى لتحويل الأموال، من بينها شراء الذهب ونقله عبر أشخاص إلى البلدان المستهدفة ليعاد بيعه هناك وذلك لصعوبة نقل الأموال عبر الأشخاص. ولم يتضح بعد بشكل قاطع ما إذا كانت التحويلات إلى سورية تتمم بالفعل إلى المنظمات الإرهابية ولا تزال قيد المتابعة من قبل المحققين، علماً أنّ صحيفة "بيلد" ذكرت أنّ الأموال تحول إلى "جبهة النصرة".

ولفت المحققون، وفق التقارير، إلى أنه باتت هناك أدلة كافية في ما يتعلق بجرائم غسل الأموال والاحتيال والأعمال المصرفية غير القانونية والتهرب الضريبي، إلى قيام البعض من المشتبه بهم بأعمال سطو مسلح من أجل جمع الأموال.

المساهمون