أكثر من 100 قتيل في احتجاجات بنغلادش.. فرض حظر التجول ونشر الجيش

19 يوليو 2024
تصاعد الدخان من مركبات أحرقها متظاهرون في دكا، 18 يوليو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **فرض حظر التجول ونشر الجيش**: أعلنت رئيسة وزراء بنغلادش، الشيخة حسينة، فرض حظر تجول ونشر الجيش بعد احتجاجات دامية أسفرت عن مقتل 105 أشخاص.

- **حظر التظاهرات واعتقال زعماء المعارضة**: حظرت السلطات التظاهرات في دكا واعتقلت زعيم المعارضة روح الكبير رضوي أحمد، وسط مواجهات عنيفة بين الشرطة والطلاب.

- **أعمال العنف والإصابات**: أسفرت الاشتباكات عن إصابة أكثر من 700 شخص، بينهم 104 من الشرطة و30 صحافياً، وتم إحراق نحو خمسين مركزاً للشرطة.

أعلن مكتب رئيسة الوزراء في بنغلادش الشيخة حسينة، اليوم الجمعة، فرض حظر للتجول في كل أنحاء البلاد ونشر قوات الجيش لحفظ الأمن بعد أيام من الاحتجاجات الطالبية الدامية، فيما ارتفعت حصيلة الاحتجاجات إلى 105 قتلى. وقال المتحدث باسم مكتب رئيسة الوزراء نعيم الإسلام خان لوكالة فرانس برس إنّ "الحكومة قررت فرض حظر للتجول ونشر الجيش لمساعدة السلطات المدنية".

ارتفعت حصيلة الاحتجاجات الطالبية في بنغلادش إلى 105 قتلى مساء الجمعة، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استناداً إلى بيانات المستشفيات. وأُبلغ عن 24 قتيلاً إضافياً في ثلاثة مستشفيات في العاصمة دكا، وستة قتلى آخرين في مدينة رانغبور في شمال البلاد، أضيفوا إلى الحصيلة السابقة البالغة 75 قتيلاً.

وفي وقت سابق اليوم، حظرت السلطات في بنغلادش التظاهرات الجديدة في العاصمة دكا وأعلنت توقيف أحد زعماء المعارضة الرئيسيين بعد اضطرابات في البلاد لعدة أيام ومواجهات دامية بين قوات الأمن والطلاب خلال الساعات الـ48 الماضية. وخلال الأسبوع تحولت التظاهرات التي انطلقت مطلع يوليو/ تموز الحالي للمطالبة بإنهاء نظام الحصص في تعيينات القطاع العام، إلى اشتباكات عنيفة خلفت قتلى وجرحى.

كانت شوارع دكا المزدحمة عادة، مقفرة فجر الجمعة وكانت تحمل آثار أعمال العنف كالمباني الحكومية المحروقة والسيارات المتفحمة والحجارة على الطرقات، وظلت خدمة الإنترنت مقطوعة. وصباحاً اندلعت مواجهات جديدة في العاصمة. وأشار مراسل "فرانس برس" إلى أنّ مئات الطلاب قطعوا الطرقات في منطقة باناني التجارية الراقية. وبحسب شهود عيان أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع في عدة أماكن بالمدينة التي يبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة.

وقال قائد شرطة المدينة حبيب الرحمن: "لضمان السلامة العامة حظرت الشرطة جميع التجمعات والمسيرات والاجتماعات في الأماكن العامة في دكا" الجمعة. كما ذكرت الشرطة أنها اعتقلت أحد قادة المعارضة الرئيسيين في دكا روح الكبير رضوي أحمد، زعيم الحزب القومي البنغلادشي، من دون تقديم تفاصيل عن أسباب اعتقاله. ويوم أمس اتهمت الشرطة في بيان "الكفار" بـ"إحراق وتخريب وتدمير" مبان رسمية بما في ذلك مبنى التلفزيون الحكومي BTV، بعد انقطاع "شبه كامل" للإنترنت في جميع أنحاء البلاد.

700 جريح

وقال فاروق حسين المتحدث باسم شرطة دكا لوكالة فرانس برس إن "مئة شرطي أصيبوا خلال الاشتباكات"، الخميس، كما تم "إحراق نحو خمسين مركزاً للشرطة". وحذرت الشرطة من أنه إذا استمرت أعمال العنف سنضطر إلى تطبيق القانون إلى أقصى الحدود". وهذا سبب سقوط أكثر من ثلثي عدد القتلى بحسب معلومات حصلت عليها "فرانس برس" من مصادر طبية.

وأصيب أكثر من 700 شخص الخميس في اشتباكات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين بينهم 104 من عناصر الشرطة و30 صحافياً وفقاً لقناة "إندبندنت تليفجن" المستقلة التي قالت إن 26 من أقاليم البلاد الـ64 سجلت وقوع صدامات. وتهدف التظاهرات شبه اليومية التي انطلقت مطلع يوليو/تموز الجاري إلى إنهاء نظام الحصص في القطاع العام الذي يخصص أكثر من نصف الوظائف لمجموعات محددة خاصة لأبناء قدامى المحاربين في حرب التحرير ضد باكستان عام 1971. ويطالب الطلاب بالتوظيف على أساس الجدارة، معتبرين أن هذا النظام يعطي الأفضلية لأبناء أنصار رئيسة الوزراء الشيخة حسينة التي تحكم البلاد منذ عام 2009 ويتهمها المعارضون بالرغبة في القضاء على كل المعارضة لتعزيز سلطتها.

منع أي اتصالات في بنغلادش

وتكثف الحراك في الأيام الماضية واندلعت اشتباكات في عدة مدن بينما هاجمت شرطة مكافحة الشغب الطلاب الذين أقاموا حواجز بشرية على المحاور الرئيسية. وأمرت السلطات هذا الأسبوع بإغلاق المدارس والجامعات إلى أجل غير مسمى مع تدهور الوضع.

وقال مبشر حسن، الخبير في شؤون بنغلادش في جامعة أوسلو لوكالة فرانس برس، إن المتظاهرين "يحتجون على الطبيعة القمعية للدولة. ويشككون في قيادة حسينة ويتهمونها بالتمسك بالسلطة عنوة". وقال علي رياض أستاذ السياسة في جامعة إلينوي "إنها فورة السخط الكامن بين الشباب الذي تراكم على مر السنين بسبب حرمانهم من حقوقهم الاقتصادية والسياسية". وأضاف: "أصبحت حصص التوظيف رمزاً لنظام مزيف".

وقالت بيديشا ريمجيم المحتجّة البالغة 18 عاماً: "نطالب أولاً رئيسة الوزراء بالاعتذار". وتابعت "يجب تحقيق العدالة لإخواننا الذين قتلوا". ولا تزال خدمة الإنترنت مقطوعة في البلاد وفقاً لمنظمة نيتبلوكس للدفاع عن الشبكة الإلكترونية ومقرها لندن. وكتبت المنظمة في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إن "الاضطرابات تمنع العائلات من التواصل وتقوض الجهود لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان".

(فرانس برس)

دلالات