بنغلادش: استقالة الشيخة حسينة والبلاد تترقب خطاب قائد الجيش

05 اغسطس 2024
متظاهرون يطالبون باستقالة الشيخة حسينة، داكا 4 أغسطس 2024 (محمد راكيبول حسن رافييو/Getty)
+ الخط -

قال الجيش في بنغلادش إن الشيخة حسينة رئيسة الوزراء استقالت من منصبها وتوجهت إلى الهند، اليوم الاثنين، وسط تصاعد المظاهرات المناهضة لها، وكان متظاهرون اقتحموا مقر الشيخة حسينة، وقالت "فرانس برس" نقلاً عن مصدر مقرب من الشيخة حسينة أنها غادرت المقر الرسمي لرئاسة الوزراء في العاصمة داكا "إلى مكان أكثر أماناً" مضيفاً أنها كانت تعتزم تسجيل خطاب لكن "لم تتح لها الفرصة لذلك"، وجاء ذلك في ظل تسارع الأحداث في البلاد مع دعوات المتظاهرين بالتوجه إلى داكا، الاثنين، في تحد لحظر التجول الشامل الذي أعلنته الحكومة مساء أمس الأحد لمواجهة موجة التظاهرات المناهضة للحكومة التي اجتاحت البلاد منذ أسابيع وقُتل فيها ما لا يقل عن 300 شخص، وقال آصف محمود أحد قادة الاحتجاج الرئيسيين في حملة العصيان المدني على مستوى البلاد "ندعو الطلاب والناس في أنحاء البلاد للسير باتجاه دكا"، وأضاف: "حان الوقت للتظاهرة النهائية".

ومن المنتظر أن يتوجه قائد الجيش، وقر الزمان، بكلمة إلى الأمة بعد ظهر اليوم بحسب ما أكد متحدث عسكري لـ"فرانس برس"، في حين أشار أحد كبار مساعدي رئيسة الحكومة الشيخة حسينة إلى أن استقالتها باتت "محتملة". ومن جهته وجه نجل الشيخة حسينة، سجيب واجد جوي المقيم في الولايات المتحدة، دعوة لقوات الأمن بمنع أي انقلاب على حكم والدته وقال في منشور على "فيسبوك": "واجبكم هو الحفاظ على سلامة شعبنا وبلدنا والحفاظ على الدستور"، مضيفاً: "هذا يعني عدم السماح لأي حكومة غير منتخبة بالوصول إلى السلطة لدقيقة واحدة، هذا واجبكم".

وتحولت التظاهرات التي انطلقت ضد نظام حصص لوظائف الخدمة المدنية إلى أسوأ اضطرابات تشهدها البلاد منذ تولي الشيخة حسينة (76 عاماً) السلطة، وبلغت الحصيلة الإجمالية للمواجهات خلال التظاهرات المناهضة للحكومة 300 قتيل على الأقل، حيث قُتل يوم أمس الأحد 94 شخصاً في ما اعتبر أكثر الأيام دموية منذ اندالاع الاحتجاجات الشهر الماضي، ونزل مئات الآلاف يوم أمس إلى شوارع العاصمة والعديد من المدن الأخرى، حيث تواجه مناهضو الحكومة ومؤيدوها، ووقعت اشتباكات استخدموا خلالها العصي والسكاكين، بينما عمدت قوات الأمن إلى إطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريقهم.

وتسيّر قوات الأمن البنغلادشية اليوم الاثنين دوريات في داكا وقطع الجيش والشرطة الطرق المؤدية إلى مقر رئيسة الوزراء بالأسلاك الشائكة في محاولة لتطبيق حظر تجول فُرض مساء الأحد، وقيّدت السلطات خدمة الإنترنت بشكل صارم، بينما أقفلت مكاتب وأكثر من 3500 من مصانع النسيج، القطاع الحيوي للاقتصاد الوطني، أبوابها الاثنين. وشدّد مفوّض حقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، أمس الأحد، على "وجوب وضع حد للعنف المروّع في بنغلادش"، وحذر أستاذ السياسة في جامعة إيلينوي والخبير في شؤون بنغلادش علي رياض، من أن حسينة متمسكة بمواقفها. مضيفاً أنه يشعر "بقلق بالغ" إزاء الأزمة، وقال رياض "هذه انتفاضة شعبية غير مسبوقة بكل المقاييس"، مضيفاً: "كما أن شراسة الأطراف الحكومية والموالين للنظام لا مثيل لها في التاريخ". وشوهد متظاهرون في داكا وهم يتسلقون تمثالاً لوالد الشيخة حسينة، الشيخ مجيب الرحمن زعيم الاستقلال، ويحطّمونه بالمطارق، على ما أظهرت مقاطع مصورة نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي.

وخلافاً للشهر الماضي، لم يتدخل رجال الشرطة والجيش في أوقات كثيرة يوم أمس لقمع الاحتجاجات واكتفوا بالمراقبة. ولوّح متظاهرون في داكا بعلم بنغلادش من أعلى عربة مدرعة وسط حشد كبير كان يردد هتافات أمام أنظار رجال الأمن، وفق مقاطع فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وتحققت منها "فرانس برس". وقال مدير معهد جنوب آسيا في مركز ويلسون ومقره واشنطن مايكل كوغلمان "الشيخة حسينة تواجه مصيراً محتوماً، إنها تفقد الدعم والشرعية بسرعة"، وأضاف أن "الاحتجاجات اكتسبت زخما هائلاً، يغذّيها الغضب الشديد ولكن أيضا الثقة التي تأتي مع معرفة أن قسم كبير من الأمة يدعمها".

وتحكم حسينة (76 عاماً) بنغلادش منذ العام 2009 وفازت بولاية رابعة على التوالي في انتخابات كانون الثاني/يناير التي لم تشهد منافسة حقيقية، وتتهم منظمات حقوق الإنسان حكومتها بإساءة استخدام مؤسسات الدولة لترسيخ إمساكها بالسلطة والقضاء على المعارضة، بما في ذلك عبر القتل خارج نطاق القضاء.

(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)