أفغانستان: "طالبان" تحاصر مدينة غزنة وتواصل هجومها على قندهار

12 يوليو 2021
عناصر من قوات الأمن الأفغانية التي تنتشر بمحيط قندهار للتصدي لهجمات "طالبان" (Getty)
+ الخط -

تحدثت وزارة الدفاع الأفغانية عن مقتل 271 عنصراً من "طالبان" في عمليات للجيش في مختلف مناطق البلاد، فيما تستمر الحركة في توسيع مناطق سيطرتها بشكل متزامن مع الانسحاب الأميركي، دون أن تستطيع حتى الآن السيطرة على المراكز الإقليمية.

وقال مسؤولان أفغانيان، الاثنين، إن مقاتلي حركة "طالبان" حاصروا مدينة غزنة وسط البلاد، واستولوا على منازل مدنيين لاستخدامها في مواجهة قوات الأمن، لتكون المدينة بذلك أحدث مركز حضري يتعرض لتهديدات مقاتلي الحركة، بحسب "رويترز".

ويعد هذا الهجوم هو الأحدث على عاصمة إقليمية، إذ تسعى "طالبان" لتطويق المدن والاستيلاء على الأراضي. 

وأشار حسن رضائي، عضو مجلس إقليم غزنة، إلى أن "الوضع في مدينة غزنة حرج للغاية... "طالبان" تستخدم منازل المدنيين كمخابئ، وتطلق النار على قوات الأمن الأفغانية". 

وذكر سكان لـ"رويترز" أن الاشتباكات بين الطرفين مستمرة أيضاً في إقليم قندهار بجنوب البلاد، الذي كان لـ"طالبان" فيه عادة وجود قوي. وتقع غزنة على الطريق الرئيسي بين كابول ومدينة قندهار.

وقال حميدزي لالي، وهو عضو سابق في البرلمان ويقاتل حركة "طالبان" في قندهار مع مسلحين: "يهاجم مسلحون من "طالبان" منذ أربعة أيام مدينة قندهار من اتجاه الغرب"، وأضاف أنه في المقابل "تقاتل قوات الأمن الأفغانية، بما في ذلك القوات الخاصة، "طالبان" وتحاول دفعهم للتراجع".

وأكد فؤاد أمان، المتحدث باسم وزارة الدفاع، أن الوضع في قندهار "تحت السيطرة الكاملة لقوات الأمن الوطنية الأفغانية" التي نفّذت عمليات جوية وبرية خلال الأيام القليلة الماضية.

ولم تتمكن "طالبان" حتى الآن من السيطرة على عواصم إقليمية، لكن هجماتها في أنحاء البلاد تمثل ضغطا على قوات الأمن. 

وتصدت قوات الأمن الأفغانية، أمس الأحد، بدعم من ضربات جوية، لهجوم شنه مقاتلو "طالبان" على طالقان، وهي مركز إقليم رئيسي في شمال أفغانستان على الحدود مع طاجيكستان.

وتصاعدت أعمال العنف في البلاد منذ أن أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، في إبريل/ نيسان الماضي، أن القوات الأميركية ستنسحب بحلول 11 سبتمبر/ أيلول، منهية بذلك وجودها الذي دام 20 عاماً في أفغانستان، فيما سيتنحى الجنرال الأميركي أوستن ميلر، الذي يقود الحرب في أفغانستان، عن القيادة اليوم الاثنين في نهاية رمزية لأطول صراع تخوضه بلاده.

باكستان.. طالبان تغيرت

وعلى صعيد متصل، قال وزير الداخلية الباكستاني، شيخ رشيد، في مؤتمر صحافي الاثنين، إن حركة "طالبان" تغيرت كثيراً خلال السنوات الماضية، و"لا تعول على الحرب ولا تريد حل القضية الأفغانية من خلال الحرب، بل عن طريق المفاوضات".

وأضاف شيخ رشيد أن الحركة "لا بد أن يتم التفاوض معها من أجل حلحلة القضية الأفغانية، وأن الاحتكام إلى السلاح والخيار العسكري فاشل وسيأتي بالويلات للمنطقة بأسرها".

من جانبه، قال وزير الإعلام الباكستاني، فواد شودري، في تغريدة له على "تويتر"، أن بلاده تراقب الوضع المتغير في أفغانستان عن كثب، مشدداً على أن بلاده "تسعى لتجنب الحرب الأهلية في أفغانستان، وأن تكون أفغانستان آمنة".

كما أكد الوزير أن رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، شدد على أن بلاده تسعى لأن تكون جزءاً من عملية السلام في أفغانستان، و"لكنها لن تكون جزءاً من الحرب هناك، لذا هي لن تسمح لأي جهة أن تستخدم الأراضي الباكستانية ضد أفغانستان، كما أنها تتوقع من أفغانستان ألا تستخدم أراضيها ضد باكستان".

وتشهد الساحة السياسية في باكستان حالة ترقب بسبب ما يجري في أفغانستان المجاورة. 

وكانت الحكومة الباكستانية قد أكدت أنه في حالة وقوع حرب أهلية في أفغانستان يمكن أن يلجأ نحو 700 ألف أفغاني إلى باكستان، وأنها تضع خطة لأجل مواجهة الوضع الراهن في أفغانستان وتأثيراته.

وكان نائب الرئيس الأفغاني أمر الله صالح اتهم إسلام أباد بدعم "طالبان"، مشيراً، في تغريدة له على "تويتر"، إلى الفيديوهات التي نشرت على منصات التواصل الاجتماعي، والتي تظهر استقبال حشود لجثمان أحد قتلى "طالبان" في مدينة بشاور.