- أردوغان يناقش العوامل المؤثرة مثل الضغوط الاقتصادية، جائحة كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية، ويؤكد على الحاجة لمعالجة المواقف السلبية داخل الحزب وبين البيروقراطيين.
- يشدد على أهمية الاعتراف بالأخطاء والتعافي منها لإعادة بناء العلاقة مع الشعب، مؤكداً أن الخسارة تشكل فرصة للتجديد والنهوض من جديد، مع التأكيد على أهمية عدم بناء جدار بين الحزب والمواطنين.
واجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الثلاثاء، قيادات حزبه بنتائج الانتخابات البلدية، التي جرت الأحد الماضي، وأدت إلى خسارة الحزب وتراجعه للمرتبة الثانية، مؤكداً أنه لا يمكن لأحد في حزب العدالة والتنمية، حتى هو، التهرب من مسؤولية الخسارة.
ونقلت صحيفة حرييت حديث أردوغان خلال اجتماع مجلس قيادة الحزب المركزية، التي جرت أمس الثلاثاء، وهو الاجتماع الأول بعد الانتخابات.
وبحسب النتائج الأولية غير النهائية، حل حزب العدالة والتنمية في المرتبة الثانية في الانتخابات خلف حزب الشعب الجمهوري المعارض بفارق أكثر من 2%، حيث حصل "الشعب الجمهوري" على 37.77% متقدماً على حزب العدالة والتنمية الذي حصل على 35.49%.
وأفادت الصحيفة بأنّ أردوغان أجرى خلال الاجتماع تقييمات لنتائج الانتخابات، وأهمها أنّ هناك خسارة واضحة للأصوات وأن حزب العدالة والتنمية لم يتمكّن من دفع الناخبين، الذين دعموه لمدة 21 عاماً، إلى صناديق الاقتراع هذه المرة، وعمل على تحليل أسباب ذلك.
وشدد أردوغان خلال الاجتماع على أنّ لكل من المركز ومنظومة الحزب والمرشحين نصيباً في الوضع الحالي من الخسارة، وشدد بشكل خاص على أن ما حدث منذ عملية اختيار المرشحين وحتى انتهاء الانتخابات سيتم تقييمه بكل تفاصيله.
وبحسب تقييمات أردوغان، فإنّ الخسارة جاءت بسبب ضغط التضخم وعواقبه، الذي بدأ وتزايد مع ارتفاع تكاليف المعيشة ووباء كورونا والحرب الروسية الأوكرانية وكان محسوساً بعمق في انتخابات الأحد، ولم تكن الإجراءات الوقائية كافية، خاصة ما جاء من المتقاعدين الذين استمع إلى شكاواهم في جميع المحافظات.
وأشار أردوغان إلى أن شرائح كثيرة من المجتمع عانت من فقدان الرعاية الاجتماعية، وأن الجهود المبذولة للتخفيف من معاناة المتقاعدين في هذه العملية لم تجد نفعاً في الوصول إلى الهدف المطلوب، وشدد على أهمية التخلص من المواقف السلبية التي بدأت تظهر في إدارة الحزب ورؤساء البلديات والنواب والبيروقراطيين ومكافحتها.
ونقلت الصحيفة عن أردوغان قوله بوضوح إن "حزب العدالة والتنمية الذي خرج من قلب الأمة لا يستطيع أن يبني جداراً بينه وبين المواطنين"، وأن ذلك "هو العدو الأكبر، وأن أصحاب المواقف السلبية تجاه الشعب، وبغض النظر عن مناصبهم، لا يمكنهم الهروب من المساءلة".
وأردف أن إدارة حزب العدالة والتنمية ستقوم أيضاً بتقييم الوضع في ولايات مثل أماسيا وكوتاهيا وكيركاليه، حيث تنافس حزبا تحالف الشعب (العدالة والتنمية والحركة القومية) وفاز حزب الشعب الجمهوري.
أردوغان: هناك استنزاف لدم وروح الحزب
ونقلت الصحيفة عن مصادر الحزب أن أردوغان، الذي انتقد نفسه في الاجتماع، يرى أنه ينبغي تحليل الأسباب التي جعلت الشعب يدفع بالحزب إلى المركز الثاني هذا العام.
ويعتقد أردوغان، وفق الصحيفة، أنه بالإضافة إلى خسارة الأصوات، هناك استنزاف لدم وروح الحزب، واللوم في هذا الوضع لا يمكن إلقاؤه على الشعب، كما يفعل الناس العاجزون والمهملون، وأن حزب العدالة والتنمية لم تكن لديه قط ولا يمكن أن تكون لديه عادة البحث عن الأخطاء في الشعب.
وشدد أردوغان على أنه لا يمكن لأحد في إدارة حزب العدالة والتنمية، بما في ذلك هو نفسه، أن يتهرب من مسؤولية نتائج انتخابات 31 مارس/ آذار، وأن خسارة الأصوات لا يمكن اختزالها في مشكلة واحدة، ومن واجبهم معالجة أي تقصير أو خطأ أو نوايا أو خيانة، ويجب على حزب العدالة والتنمية أن يعترف بأخطائه ويتعافى، ويقوي جسوره مع الشعب من جديد، وأن النضال الصعب المستمر منذ 22 عاماً لا يمكن السماح له بالذهاب هباء.
وشكلت نتائج الانتخابات المحلية صدمة كبيرة لحزب العدالة والتنمية الذي تلقى أولى خسائره منذ العام 2002، رغم فوزه بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت في مايو/ أيار الماضي، مقابل انتعاش المعارضة التي حققت فوزاً أحياها من جديد.