أردوغان: الجمهورية التركية هي للأكراد والأتراك

30 أكتوبر 2024
أردوغان خلال فعالية في أنقرة 30 أكتوبر 2024 (Getty)
+ الخط -

شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، على الأخوة التركية الكردية في البلاد، معتبراً أن الجمهورية التركية هي للأكراد والأتراك، وهو ما رد عليه حزب "ديم" الكردي بشكل إيجابي. وأطلق الرئيس أردوغان تصريحات في كلمته أمام كتلة حزبه البرلمانية في أنقرة، تطرق فيها بشكل واسع للأخوة في البلاد بين جميع المكونات وخاصة الأتراك والأكراد أكبر مكونين.

وتأتي تصريحات أردوغان بعد أيام من دعوة غير مسبوقة من قبل حليفه زعيم الحركة القومية دولت باهتشلي لزعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان ليحل الحزب الانفصالي مقابل العفو عنه، ليدعم أردوغان حليفه باهتشلي في هذه الدعوة.

وجاء في كلمة أردوغان، الذي وإن واصل الحديث عن السلام إلا أنه استمر بتهديد المسلحين، بقوله "سنواصل حربنا ضد الإرهاب بكل عزيمة، بما في ذلك في تركيا والعراق وسورية وخاصة في أوروبا، وسوف نقضي بالتأكيد على التهديد الذي يواجه تركيا أينما جاء، وقريباً سنزف البشرى والأخبار السارة لبلادنا حول أمن حدودنا الجنوبية وسلامة أرواح شعبنا وممتلكاته"، دون الكشف عن التفاصيل.

وأكد في حديثه أنه "منذ تأسيس حزب العدالة والتنمية قلنا دائماً إن الدولة للجميع بشكل متساوٍ، وحالياً هناك حريق في المنطقة، ورغبة في إعادة رسم الحدود في منطقتنا، ولهذا فإن محاورنا الرئيسية في الحفاظ على أخوتنا الأبدية هم إخواننا الأكراد أنفسهم، إخوتنا الأكراد أدركوا الآن اللعبة والقصة الخيالية من خلال المنظمة الإرهابية الانفصالية (الكردستاني) لمدة 40 عاماً".

ودعم أردوغان دعوة حليفه باهتشلي فيما يخص الانفتاح على الأكراد، وحديثه عن الأخوة التركية الكردية بقوله "إنه التزام ديني وسياسي على الأتراك والأكراد أن يحبّوا بعضهم البعض". وتابع في هذا السياق: "إذا كان هناك تركي لا يحب الأكراد فهو ليس تركياً، وإذا كان هناك كردي لا يحب الأتراك فهو ليس كردياً تماماً كما قال باهتشلي، وقد عبرنا دائماً عن شعور مماثل دائماً وقلنا لا يمكن للأتراك أن يعيشوا ويوجدوا ويحافظوا على وجودهم بدون الأكراد في جغرافيتنا، ولا يمكن للأكراد البقاء بدون الأتراك، كنا نقول ذلك دائماً من قلوبنا بكل حب وصدق وإخلاص".

دعم أردوغان دعوة حليفه باهتشلي في ما يخص الانفتاح على الأكراد

وتطرق أردوغان إلى معركة "ملاذ غرد" الشهيرة قبل 953 عاماً وقال: "كان في جيش ألب أرسلان التركي والكردي والعربي، وبالتالي كان نصراً للأتراك والأكراد وكان نصراً للأخوة، يحاولون تفرقتنا منذ فترة طويلة وإضعافنا من الداخل ولن نقع بالفخ وسنعالج جراح الماضي معاً، ونكتب التاريخ مجدداً معاً".

إلى ذلك، ناشد الرئيس التركي الأطراف السياسية لاستغلال "نافذة الفرصة المفتوحة حاليا لتقوية الجبهة الداخلية أمام الأعداء في الخارج، واستغلال البرلمان الذي هو الممثل الشرعي للشعب، أقول من البرلمان لإخوتي الأكراد ننتظر منكم الإمساك بيدنا بقوة".

كلمة "غير مسبوقة"

ووصفت وسائل إعلام تركية كلمة أردوغان بأنها مهمة جداً وغير مسبوقة تتناسق مع خطاب حليفه باهتشلي فيما يتعلق بالقضية الكردية في البلاد، والتي اكتسبت أهمية مع بداية عمل البرلمان أول الشهر الجاري، ومصافحة باهتشلي نواب حزب "ديم" الكردي والتصريحات الإيجابية المتبادلة.

حزب "ديم" الكردي رد بإيجابية على دعوة أردوغان على الفور في كلمة للرئيس المشترك أمام كتلة الحزب البرلمانية تونجر باقرهان قائلاً "في الوقت الحالي هناك حاجة إلى تفاهم حيث يناقش الجميع ويتحدثون معاً بشجاعة دون تردد، إذا لم نتمكن من التحدث والمناقشة معاً وإيجاد الحلول فقد نواجه خسارة هذا القرن أيضاً".

وأضاف "يجب على الجمهورية أن تصنع السلام مع الأكراد والعلويين وجميع الشعوب والمعتقدات التي تستبعدها، والأهم من ذلك مع الديمقراطية والحريات، ولكي تتمكّن البلاد من تحقيق السلام والازدهار فلا بد أولاً من تحرير الأكراد وإرساء الديمقراطية في تركيا".

من الواضح أن هذه التصريحات الإيجابية المتبادلة ستنعكس إيجاباً في المرحلة المقبلة على حوار سياسي

ورداً على كلام أردوغان أفاد "أنت تواجه اختباراً تاريخياً وفي الحزب، كلمتك حول حل القضية الكردية والسلام في تركيا اليوم مهمة وكرئيس لديك مسؤولية اتخاذ خطوات من أجل السلام، يمكنك استخدام هذه المسؤولية، تعال وتحمّل مسؤولية السلام، وخذ مكانك على صفحة مختلفة وليس على صفحة الرؤساء السابقين، لأن هذه المشكلة شهدت 42 رئيس وزراء و13 رئيساً ولم يتم حلها، والأمر متروك لك أن تكون الرئيس الذي يحل هذه المشكلة".

ورداً على سؤال صحافي عقب الكلمة حول "الحق في الأمل" أو العفو، قال بقرهان "الحق في الأمل ليس شيئاً توصلنا إليه بأنفسنا، بل هو موجود أيضاً في الاتفاقيات الدولية التي وقعتها تركيا، الحق في الأمل يجب أن يطبق ليس فقط على زعيم الكردستاني عبد الله أوجلان، ولكن أيضاً على آلاف الأشخاص الذين يعانون من نفس الوضع".

ومن الواضح أن هذه التصريحات الإيجابية المتبادلة ستنعكس إيجاباً في المرحلة المقبلة على حوار سياسي في البلاد وانفتاح وتطبيع، ستتكشف تفاصيله لاحقاً، وقد تكون مسألة كتابة الدستور الجديد محطة اختبار مهمة بين الأطراف السياسية.

 

 

 

المساهمون