شرعت أحزاب إسرائيلية معارضة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في مشاورات، لتمرير قانون في الكنيست يحظر بموجبه على شخص يواجه لوائح اتهام أمام المحكمة تشكيل حكومة جديدة، فيما حذًر رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت من إقدام رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على إشعال الجبهات لتوفير ظروف تساعد على تملصه من المحاكمة في قضايا الفساد.
وذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية، أمس الأربعاء، أن يئير لبيد، زعيم حزب "ييش عتيد"، حزب المعارضة الرئيس، والذي يمثل يمين الوسط، وأفيغدور ليبرمان زعيم حزب "يسرائيل بيتينو" اليميني، يجريان مشاورات مع الأحزاب والحركات التي ترفض السماح لنتنياهو بتشكيل الحكومة حول القانون الذي يفترض أن تُجرى محاولات سنّه بعد أن يشرع البرلمان الجديد في أعماله.
وأشارت القناة إلى أنه في حال تم تمرير هذا القانون، فإنه سيستخدم في حال اضطرت إسرائيل لخوض انتخابات خامسة في ظل المؤشرات على عدم قدرة الأحزاب المؤيدة لنتنياهو والمعارضة له على تشكيل حكومة.
وبينت أن هناك توافقاً بين الأحزاب المعارضة لنتنياهو على وجوب إسقاط رئيس الكنيست الليكودي يريف ليفين من منصبه، على اعتبار أنه يملك صلاحيات تؤهله للتشويش على إمكانية تمرير مثل هذا القانون؛ فضلاً عن أن أحزاب المعارضة ستكون مطالبة بالسيطرة على بعض لجان الكنيست المهمة.
يشار إلى أن نتنياهو يواجه لوائح اتهام في ثلاث قضايا فساد، حيث يتهم بتلقي الرشوة، وخيانة الأمانة والاحتيال.
من جهتها، قالت زعيمة حزب العمل ميراف ميخائيلي لقناة "كان"، إن مجرد الحاجة إلى سنّ قانون يحول دون السماح لشخص يواجه لوائح اتهام في قضايا فساد بتشكيل حكومة تمثل "شهادة تعكس انحطاط نتنياهو ودليلاً على تمكنه من المسّ بأخلاقيات العمل العام".
بدوره، حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، من إقدام نتنياهو على إشعال الجبهات لتوفير ظروف تساعد على تملصه من المحاكمة في قضايا الفساد.
وفي مقابلة أجرتها معه إذاعة "103 أف أم" ونشرها موقع "معاريف"، أوضح أولمرت أن نتنياهو يمكن أن يستغل أوضاع إسرائيل الأمنية ويمكن أن يلجأ إلى "تسخين الجبهة الشمالية" بهدف المسّ بسير محاكمته.
وأضاف أولمرت أن نتنياهو مستعد لأن "يفعل كل شيء" من أجل الإفلات من المحاكمة، مشدداً على أنه "لا يدير شؤون الدولة، بل يهتم بالأمور التي يرى أنها يمكن أن تساعده على الإفلات من المحاكمة".
وحسب رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، فإن نتنياهو "يعرض دولة إسرائيل للبيع لكل من يدفع أكثر، هو سيعرض كل شيء، الأمن سيعرض للبيع، وكذلك الاستقرار الاقتصادي وجودة البيئة".
وشدد على أن نتنياهو "سيبيع لكل الأحزاب كل ما يرى أنه سيخدم مصالحه، وبهدف تجنيد الأصوات التي تمنحه حكومته دعم 61 نائباً لضمان بقائه رئيساً للحكومة"، مضيفاً أنه "سيتاجر في كل شيء، وكل خطوة سيقدم عليها ستكون مشروعة".
وهاجم أولمرت نتنياهو غاضباً: "نتنياهو توقف عن إدارة الدولة منذ عدة سنوات، كل ما يفعله هو إدارة الأمور التي يرى أنها تنقذه من المحكمة التي ستعقد في الخامس من إبريل/ نيسان المقبل".