تقدم وكيل مجلس الشيوخ المصري بهاء الدين أبو شقة (82 عاماً)، بأوراق ترشحه منفرداً في الانتخابات على منصب رئيس "حزب الوفد"، المقرر إجراؤها في 11 مارس/آذار المقبل، وذلك بعد سداد مبلغ 100 ألف جنيه مساهمة منه (على سبيل التبرع) في مصاريف إجراء الانتخابات.
وأعلن نائب رئيس الحزب هاني سري الدين، في بيان، اليوم الإثنين، رفضه الترشح في الانتخابات على رئاسة الحزب، قائلاً "أنني أربأ بالوفد، اسماً وكياناً، وبنفسي أن أشارك في عملية تضليل لقواعد الوفديين، حيث تفتقد العملية الانتخابية لأدنى قواعد النزاهة والشفافية".
وأضاف سري الدين، الذي يرأس لجنة الشؤون المالية والاقتصادية في مجلس الشيوخ، أن قرار عدم مشاركته في انتخابات الحزب "ليس انسحاباً من معركة الوفد، وإنما احتراماً لكيان منح الدولة المصرية تراثاً وطنياً خالداً"، على حد تعبيره، مستكملاً "رئيس الحزب أقصى الكثير من الوفديين، وضم آخرين لانتخابه مجدداً، فضلاً عن عدم تشكيل لجنة حيادية للإشراف على الانتخابات".
وأكد عدم وجود بيانات واضحة للجمعية العمومية للحزب، مشيرًا إلى تشكيل جميع اللجان بالتعيين من رئيس الحزب، إذ "لا يعرف أحد شيئاً عن اللجان النوعية وأعضائها، رغم أنها جزءاً من الهيئة الوفدية"، مشيرًا إلى أن هذه اللجان لم تنعقد على مدار العامين الماضيين إلا في ما ندر.
وتراجع أبو شقة، الذي يشغل منصب رئاسة الحزب منذ عام 2018، عن قرار استقالته من منصبه في أكتوبر/تشرين الأول 2020، على وقع الخلافات التي شهدها "الوفد" بسبب اختيارات ممثليه في ما يُعرف بـ"القائمة الوطنية"، المدعومة من أجهزة الأمن لحصد أغلبية مقاعد البرلمان، تحت رعاية حزب "مستقبل وطن".
وقرر أبو شقة الاستمرار في رئاسة الحزب عقب تسريب اسمه ضمن قائمة التعيينات في مجلس الشيوخ (الغرفة الثانية للبرلمان)، واختيار نجله محمد أبو شقة عضواً في "اللجنة العليا للإصلاح التشريعي" المشكلة بقرار من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكذلك اختيار ابنته أميرة عضو في مجلس النواب عن "تنسيقية شباب الأحزاب".
وكان حزب "الوفد" قد شهد خلافات حادة بين أعضاء هيئته العليا وأبو شقة، بسبب تمرير الأخير أسماء بعينها في القائمة الانتخابية المحسوبة على نظام السيسي، ومنها اسم ابنته أميرة، وعدد من نواب الحزب الحاليين في البرلمان، متجاهلاً بذلك ترشيحات الهيئة العليا وقرارها بالانسحاب من القائمة لاحقاً.
وفي فبراير/شباط 2021، قرر أبو شقة اختيار رجل الأعمال المتورط في قضايا فساد مالي سليمان وهدان رئيساً لهيئة الحزب في مجلس النواب، بدلاً من النائب المخضرم محمد عبد العليم داوود، الذي اتهم حزب "مستقبل وطن" بتوزيع الرشى الانتخابية على الناخبين للوصول إلى مقاعد البرلمان.
كما فصل أبو شقة 9 قيادات من الحزب فصلاً نهائياً، ومنعهم من دخول مقره، وهم: ياسر الهضيبي (عضو مجلس شيوخ)، ومحمد عبد العليم داوود (عضو مجلس نواب)، وطارق سباق، ومحمد عبده، وحسين منصور، ونبيل عبد الله، ومحمد حلمي سويلم، وحمدان الخليلي، وحاتم رسلان.
وجاء قرار فصل قيادات "الوفد" رداً على انتقاداتهم لبعض سياسات السلطة الحاكمة، الأمر الذي رفضه أبو شقة المتورط في واقعة اعتقال الأجهزة الأمنية لثلاثة من قيادات شباب الحزب بسبب انتقاداتهم له، وهم: راضي شامخ، وأشرف منصور، ومحمد مجدي فرحات، والذين أفرج عنهم في وقت لاحق.
يذكر أن أبو شقة هدد أعضاء الهيئة العليا للحزب في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، بقوله على الملأ: "أنا بتاع الدولة، والأجهزة الأمنية. واللي هايعترض منكم هافصله، وأحبسه"، وذلك على خلفية تصاعد حدة الخلافات داخل الحزب بعد خسارة بعض القيادات في انتخابات الهيئة العليا، وفصل أبو شقة 6 قيادات منهم بمخالفة للائحة الحزب.