يصل الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى الجزائر، خلال الأيام القليلة المقبلة، لبحث تقدم التحضيرات السياسية والفنية المتعلقة بعقد القمة العربية المقبلة المقررة في الجزائر في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وقال مصدر مسؤول في الجامعة العربية لـ"العربي الجديد"، إن أبو الغيط سيزور الجزائر في بداية الأسبوع، حيث سيلتقي وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة لبحث ترتيبات القمة العربية المقبلة، والتي يتزامن تاريخ انعقادها مع احتفال الجزائر بذكرى اندلاع ثورة التحرير، بالإضافة إلى مناقشة مجمل التفاصيل التقنية المتعلقة بالقمة قبل أربعة أشهر من عقدها، فضلاً عن قضايا تهم العمل العربي المشترك، بينها جهود فريق الاتصال العربي حول أوكرانيا التي شارك فيها لعمامرة. كما سيلتقي أبو الغيط الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، لبحث ملف القمة المقبلة، وقضايا عربية أخرى، بينها الأزمة في ليبيا واليمن، ودعم جهود الحلّ السياسي في هاتين الدولتين.
ويرافق أبو الغيط عدد من مساعديه، وتأتي هذه الزيارة في صورة دعم سياسي من الأمين العام للجامعة العربية للجزائر، في سياق أزمة حادة بين الجزائر وإسبانيا، رداً على إسناد أوروبي لمدريد، على الرغم من إصرار الجزائر على إبقاء الأزمة مع مدريد في إطار ثنائي، وإعلانها قبل يومين عدم الحاجة لطلب دعم عربي، ونفيها مزاعم بالسعي لعقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب لهذا الغرض.
وتسعى الجزائر لأن يكون مؤتمر القمة العربية المقبل محطة مهمة في تفعيل العمل العربي المشترك، وتراهن بالأساس على إعادة مركزية القضية الفلسطينية إلى صلب العمل العربي، خصوصاً في حال نجحت في تحقيق وفاق بين الفصائل الفلسطينية، في إطار المصالحة الوطنية التي عُقدت لقاءات بشأنها في الجزائر في شهري فبراير/شباط ومارس/آذار الماضيين بين قادة الفصائل ومسؤولين جزائريين، للاتفاق على وثيقة مصالحة تعرض في لقاء فلسطيني - فلسطيني تخطط الجزائر لعقده قبل مؤتمر القمة.
وإضافة إلى الملف الفلسطيني، تُطرح ضمن الملفات الخلافية في ترتيبات القمة، مسألة عودة سورية إلى مقعدها في الجامعة العربية، بعد تجميده عام 2012، إذ تطرح الجزائر فكرة عودتها، بما يضمن إمكانية لعب دور عربي في حلّ الأزمة السورية، خصوصاً بعد التحسن اللافت لعلاقات دمشق مع عدد من الدول العربية كمصر، والسعودية، والإمارات.
وأكد رؤساء وقادة دول عربية، كتونس وقطر والكويت ومصر، بشكل مسبق حضورهم إلى الجزائر للمشاركة في القمة، خلال الزيارات التي قام بها الرئيس تبون إلى هذه الدول في بداية السنة الحالية، كما ستشكل الزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الجزائر خلال الفترة المقبلة، فرصة أخرى لمزيد من تعميق التشاور بين اثنين من كبرى الدول العربية، حول القمة العربية المقبلة، خصوصاً مع تحسن كبير للعلاقات بين الجزائر والرياض في الفترة الأخيرة، إذ كانت الرياض أول عاصمة يزورها الرئيس تبون بعد تسلّمه السلطة في فبراير 2020.