تظاهر آلاف الأشخاص مساء أمس الجمعة في بلغراد، احتجاجاً على خطة لتطبيع العلاقات بين صربيا وكوسوفو، عشية جولة جديدة من محادثات رفيعة المستوى برعاية الاتحاد الأوروبي بشأن سبل تطبيق تلك الخطة.
ويُجري رئيس صربيا ألكسندر فوتشيتش ورئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي المحادثات خلال اجتماع اليوم السبت في مقدونيا الشمالية، برئاسة منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.
وستتركز المحادثات على سبل تطبيق اتفاقية من 11 نقطة، طرحها الاتحاد الأوروبي بهدف المساعدة في وضع حدّ لعقود من العداء بين صربيا وإقليمها السابق الذي أعلن الاستقلال في 2008.
وتجمّع حوالي 4000 شخص، بحسب مصور وكالة "فرانس برس"، الجمعة، أمام كاتدرائية القديس سافا في وسط بلغراد، ثم توجهوا إلى مقر الرئاسة. وكُتب على لافتة ضخمة حملها المتظاهرون "لا للتنازل!".
وقالت رئيسة المجموعة القومية المتطرفة "زافيتنيسي" ("حراس القسم" باللغة الصربية) ميليتشا دورديفيتش ستامينكوفسكي أمام الحشد: "هذه الخطة، التي قُدمت إلينا كحل وسط، تؤدي مباشرة إلى إنشاء ألبانيا الكبرى". وعلى غرار المتحدثين الآخرين، انتقدت سياسة فوتشيتش حيال الخطة. وقالت "نحثه على رفض كل شيء غداً في أوريد (...) إنه ليس اتفاقاً، بل خيانة".
وهتف المتظاهرون "خيانة"! و"يعيش (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين!".
وتستمر التوترات بين صربيا وكوسوفو، البالغ عدد سكانها 1,8 مليون نسمة، أغلبهم من أصل ألباني، بعد نحو 25 عاماً من حرب دامية بين متمردين انفصاليين ألبان والقوات الصربية، انتهت بحملة عسكرية قادها حلف شمال الأطلسي.
ولا تزال صربيا ترفض الاعتراف باستقلال كوسوفو، واندلعت موجات من الاضطرابات بين السلطات المحلية والأقلية الصربية في كوسوفو.
وتأتي المحادثات الأخيرة بعد أشهر من الدبلوماسية المكوكية، للدفع بخطة الاتحاد الأوروبي التي حظيت بدعم الولايات المتحدة وجميع قادة الاتحاد وعددهم 27.
ولم يتوصل الجانبان إلى اتفاق الشهر الماضي في بروكسل، حيث تم الكشف عن خطة السلام.
وحث بوريل، كورتي وفوتشيتش، الخميس، على إظهار "الشجاعة" في المحادثات المقبلة، والاتفاق على كيفية تنفيذ الخطة.
وكتب في مدونة أن تطبيع العلاقات بين الجانبين "خطوة مهمة" نحو أهدافهما المتمثلة في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي يوماً ما.
(فرانس برس)