قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" اليمينية، المقربة من ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، إن جيش الاحتلال نفذ هجماته الواسعة في عمق سورية الليلة قبل الماضية بهدف إرسال رسالة مفادها أن انتهاء حقبة دونالد ترامب وتولي الرئيس المنتخب جون بايدن مقاليد الحكم في واشنطن لن يؤثر على عزم إسرائيل مواصلة العمل على تحقيق أهدافها في العمق السوري.
وفي تعليق أعده معلقها العسكري يوآف ليمور، أوضحت الصحيفة أن الهجوم جاء للتأكيد على أن عودة القوى العظمى، وضمنها الولايات المتحدة في عهد بايدن، للاتفاق النووي مع إيران لن تؤثر على مخططات إسرائيل لمواصلة عملياتها في سورية، مشيرة إلى أنه من غير المستبعد أن تعمل إسرائيل أيضا ضد البرنامج النووي الإيراني.
وأضافت أن الهجمات الواسعة على سورية جاءت ردا على مسؤولية الإيرانيين عن عمليات زرع العبوات الناسفة بالقرب من الحدود السورية "الإسرائيلية".
ورأى معد التقرير أن الهجمات تمثل أيضا رسالة لنظام بشار الأسد لتحذيره من أنه في حال لم يعمل على منع تحول جنوب سورية إلى ساحة للعمل ضد إسرائيل فإن جيشه سيتلقى الضربات، مستدركا أنه لا يوجد لدى إسرائيل الكثير من الآمال على إمكانية أن يقدم الأسد على خطوات جديدة بسبب عدم فاعلية جيشه.
من جهة أخرى، لفتت الصحيفة إلى أن الهجمات تمثل رسالة لـ"حزب الله" الذي ما زال يصر على الانتقام لمقتل أحد عناصره في سورية، مشيرة إلى أن الهجمات توضح لقيادة الحزب أن الرد الإسرائيلي على أي استفزاز يقدم عليه يمكن أن يكون غير متناسب.
وحسب "يسرائيل هيوم" فإن الهجمات الأخيرة تمثل رسالة للإيرانيين و"حزب الله" ونظام بشار الأسد بأن فترة الهدوء، التي شهدتها الأسابيع الأخيرة في سورية، انتهت وأن إسرائيل لن تسمح لهذه الأطراف بالاستثمار في تدشين بنى عسكرية في المنطقة.
ولاحظت الصحيفة أن إسرائيل قلصت في الأسابيع الأخيرة من وتيرة هجماتها في سورية ضد الأهداف الإيرانية لدواع سياسية وميدانية.
وأكدت أن جيش الاحتلال حرص على تعزيز قوة الردع من خلال إعلانه المسؤولية عن الهجمات وعرضه فيديوهات توثق هذه الهجمات بشكل غير تقليدي.
ورجح ليمور أن تكون بعض المواقع التي استهدفت الليلة قبل الماضية كانت ضمن بنك الأهداف الإسرائيلي الذي أعد منذ فترة طويلة، مثل مقر قيادة "فيلق القدس" في مطار دمشق الدولي.
وتوقعت الصحيفة أن تقدم إيران على الرد على الهجمات الأخيرة، مشيرة إلى أنه يرجح أن الإيرانيين يحاولون حاليا تحديد هدف لضربه.