وعد الناطق العسكري لـ"كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، أبو عبيدة، مساء اليوم السبت، أسرى "نفق الحرية" الأربعة الذين أعيد اعتقالهم والاثنين اللذين لا يزالان طليقين، بأنّ صفقة تبادل أسرى قادمة لن تتم إلا بتحريرهم.
ويعني ذلك أنّ قيادة "كتائب القسام" وضعت أسماء الأسرى كشرط لأي عملية تبادل قادمة، وهو وعدٌ نادراً ما يصدر عن الكتائب التي تعمل في ملف التبادل بصمت شديد وبعيداً عن وسائل الإعلام.
وأثارت عملية فرار الأسرى الستة من سجن "جلبوع" شمالي الأراضي المحتلة، الاثنين الماضي، واعتقال أربعة منهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد ذلك، أمس الجمعة واليوم السبت، حالة غضب فلسطينية ودعوات إلى الانتقام، وسط تفاعل وطني واسع مع نيلهم حريتهم قبل إعادة اعتقال الأربعة، ودعوات إلى المقاومة لوضعهم على سلّم أولوياتها في التبادل القادم، وقد جاء رد "القسام" سريعاً.
وقال أبو عبيدة، في كلمة مصورة ومقتضبة ركزت على ملف الأسرى: "إذا كان أبطال نفق الحرية حرروا أنفسهم هذه المرة من تحت الأرض، فإننا نعدهم ونعد أسرانا الأحرار بأنهم سيتحررون قريباً بإذن الله من فوق الأرض".
وشدد على أنّ "أبطال نفق الحرية سيخرجون مرفوعي الرأس، وقرار قيادة القسام بأن صفقة تبادل قادمة لن تتم إلا بتحريرهم"، موضحاً أنّ إعادة اعتقال "أبطال نفق الحرية لا يحجب حقيقة عملهم المشرف، ولن يخفي حجم الخزي والعار الذي لحق بالمؤسسة الأمنية الصهيونية".
وحول التهديدات الإسرائيلية للضفة ومدينة جنين تحديداً، قال أبو عبيدة إنّ مخيم جنين و"ثوراه" ليسوا وحدهم، وإنّ الكتائب لن تسمح لـ"العدو" بالتغول عليهم، وستقوم بواجبها الديني والوطني تجاههم.
وتحتجز "كتائب القسام" أربعة أسرى إسرائيليين لديها منذ ما بعد عام 2014، اثنان أسرتهما خلال الحرب الثالثة على القطاع في 2014 والآخران في ظروف مختلفة بعد عبورهما إلى القطاع عبر الحدود، ولا تزال تصر على أنّ ملفهم منفصل عن قضايا غزة، وأنّ إطلاق سراحهم سيتم بتبادل أسرى.
وتشترط الكتائب قبل البدء الفعلي بتبادل أسرى جديد، أنّ يتم الافراج عن نحو 60 فلسطينياً أعيد اعتقالهم من محرري صفقة "وفاء الأحرار" في عام 2011، والتي تمت بالإفراج عن الجندي الأسير جلعاد شاليط الذي احتجزته الكتائب 5 سنوات في غزة مقابل 1027 أسيراً وأسيرة فلسطينية.
إسرائيل تعلن اعتراض صاروخ أطلق من قطاع غزة
في الأثناء، أعلنت إسرائيل، اعتراضها صاروخاً أطلق من قطاع غزة، هو الثاني خلال 24 ساعة.
وجاء في بيان لجيش الاحتلال، وفق ما أوردته "الأناضول": "في أعقاب تفعيل صفارات الإنذار، تم تحديد إطلاق صاروخ واحد من قطاع غزة وقد تم اعتراضه من قبل القبة الحديدية".
وقبل صدور البيان، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، بينها قناة "12" الخاصة، أنه سمع دوي صفارات الإنذار في سديروت، ومناطق أخرى في (غلاف غزة) جنوبي الأراضي المحتلة.
ولم تعلن أي جهة فلسطينية في غزة مسؤوليتها عن إطلاق أي قذائف صاروخية.
وهذا الإعلان الثاني لجيش الاحتلال الإسرائيلي عن رصد إطلاق صواريخ من غزة خلال أقل من 24 ساعة، واعتراضها. وفجر السبت، شنت طائرات حربية إسرائيلية، غارات على مواقع فلسطينية في قطاع غزة.