عقدت "حركة شباب حيفا" أمسية لإحياء الذكرى الـ74 لاحتلال مدينة حيفا، في جمعية الثقافة العربية بالمدينة الجمعة، إذ أكد المشاركون بالأمسية على تاريخية المدينة وأن الاحتلال مهما طال لن يستطيع إخفاء حقيقة احتلاله وجرائمه.
وافتتحت الأمسية نردين نصر، من حركة شباب حيفا، مطالبة الحضور بالوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء الفلسطينيين. وقدم المؤرخ جوني منصور نبذة تاريخية عن سقوط حيفا. وتطرق منصور إلى المعارك الرئيسية في عام النكبة بالمدينة، حيث كانت الأولى قرب قصر الخوري في طرف حي وادي النسناس والثانية في بيت النجادة في منطقة الحليصة والثالثة في ساحة الفرير في البلدة السفلى من حيفا.
وقال منصور "المؤسسة الإسرائيلية تنكر وجود شعبنا وتاريخنا وما حصل وما عملته أيديهم في عام 1948، إن يوم 22 نيسان (إبريل) هو تاريخ لا ننساه أبداً نحن الذين نعيش في هذه المدينة فهو تاريخ احتلال حيفا".
وأضاف منصور "كان تعداد العصابات الصهيونية 5000 عنصر ومركزهم في منطقة الهدار لقيادة الهاغاناه، مجموعة مدربة جداً ولها أسلحة مخزنة في كيبوتس الياجور بالإضافة إلى مخازن في العزيزية، ولأن الأحياء اليهودية كانت على الجبل كان سهلا عليهم السيطرة على المدينة. المقاومة الفلسطينية كانت بين 300 إلى 500 مجند مع كمية ذخيرة وسلاح قليلة جداً، كانت هناك حالة من عدم التكافؤ، المعركة الأولى كانت عند قصر عائلة الخوري وهي عائلة لبنانية كانت تقطن حيفا، وتم هدمه في ما بعد".
وأشار منصور إلى آخر شهيدة حيفاوية ارتقت بتاريخ 22 نيسان وكان اسمها جولييت نايف زكا، تقطن في شارع قيساريا في حي وادي النسناس وكانت مسعفة، إذ إنها عندما كانت تحاول إسعاف سيدة تم إطلاق النار عليها.
وتحدث د.عروة سويطات، وهو مخطط مدن، في مداخلة عن مخطط المناطق والأحياء الحيفاوية، وتطرق إلى سياسات التخطيط عامة وفي بلدية حيفا خاصة، وقال "الموروث المعماري ليس موضوع مباني ومحافظة عليها فقط، بل قضية حقوقية وسياسية، وكيف نتعامل مع العدالة والهوية لأبناء هذا الوطن".
وتطرق سويطات، وهو عضو في لجنة المحافظة على الموروث المعماري في بلدية حيفا، عن كيفية تعامل سلطات بلدية حيفا مع العمارة المدنية الفلسطينية بطريقة استشراقية، أضف إلى أنه لا يوجد مصطلح للعمارة المدنية الفلسطينية بالنسبة لهم.
وشملت الأمسية فقرة موسيقية لأغنية الحب على الطريقة الفلسطينية لفرقة "صابرين" الفلسطينية، غناء ليلى جبران وعزف على القانون سهيل جبران.