"جيروزاليم بوست": بايدن لا يتجاهل إسرائيل بل يعاملها "كحليف طبيعي"

08 فبراير 2021
بايدن لم يتصل إلى الآن بنتنياهو(Getty)
+ الخط -

قلّلت معلقة إسرائيلية من دلالات عدم مبادرة الرئيس الأميركي الجديد جون بايدن، بالاتصال برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على غرار اتصاله بعدد من قادة الدول العالم، فضلاً عن عدم ذكر إسرائيل في خطابه الأول عن السياسة الخارجية، الذي ألقاه قبل أيام.
وقالت المعلقة السياسية لصحيفة "جيروزاليم بوست"، لاهافا هارفوك، اليوم الاثنين، إن بايدن لم يتصل بأي من قادة دول منطقة الشرق الأوسط لأنه غير معني في الوقت الحالي "بغمر رجليه في مياه المنطقة"، ما يعني أنه لا يوجد ما يستدعي القول إن الرئيس الأميركي الجديد تعمد تجاهل نتنياهو. ولفتت إلى أن ضجة أثيرت في إسرائيل، لأن بايدن منذ أن أدى اليمين الدستورية، قبل أسبوعين ونصف، لم يجد الوقت الكافي للاتصال بنتنياهو.
وأضافت أن هناك أيضاً من توقف عند عدم ذكر إسرائيل في خطاب السياسة الخارجية الأول الذي ألقاه الرئيس الجديد قبل خمسة أيام على الإطلاق ولم يتعرض لإيران وبرنامجها النووي؛ وبدلاً من ذلك ركز على الحرب في اليمن والأوضاع الإنسانية هناك، وهو ما نظر إليه على أساس أنه إشارة إيجابية لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين) التي تدعمها إيران.
وفي تحليل نشرته الصحيفة، لاحظت هارفوك أن دعائم العلاقة الإسرائيلية الأميركية لا تزال قوية، مشيرة إلى الزيارة التي قام بها، أخيراً، قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي كينث مكينزي، التي تشير إلى تواصل التعاون الأمني بين الطرفين، مشددة على أن أحداً في الإدارة الأميركية الحالية لا يهدّد هذه العلاقة وغير مستعد للمسّ بأنماط التعاون القائم.

وحسب الصحيفة، فإنه يجب عدم التركيز فقط على ما يصدر عن بايدن و"المكتب البيضاوي"، مشيرة إلى الدعوات التي صدرت عن وزارة الخارجية ومستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، بالعودة إلى الامتثال لبنود الاتفاق النووي الإيراني الذي وقع في 2015، وتعهدها بالتشاور مع حلفاء واشنطن الإقليميين قبل الشروع في مفاوضات مع طهران، فضلاً عن رفض الخارجية في الإدارة الجديدة قرار محكمة الجنايات الدولية بالتحقيق في جرائم حرب تتهم إسرائيل بارتكابها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وحسب تفسير الصحيفة، فإن تعاطي بايدن مع نتنياهو يمثل مؤشراً من مؤشرات عديدة على عودة الممارسة السياسية الأميركية إلى طبيعتها، لافتة إلى أن بايدن يخرج عن الطور غير المألوف في تعاطي كل من سلفه دونالد ترامب والرئيس السابق باراك أوباما مع إسرائيل.
وتفسر هارفوك سلوك بايدن تجاه إسرائيل ونتنياهو بالقول إنه عمد إلى "السلوك الطبيعي"، الذي يحيد عن طريقة تعاطي أوباما، الذي زعمت أنه ضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات للفلسطينيين وتوصل إلى الاتفاق النووي من دون أن يأخذ بالاعتبار جزءاً من مسوغات القلق الإسرائيلي، ولا يتبنى في الوقت نفسه "النهج الودود جداً"، الذي سلكه ترامب مع إسرائيل، والذي تمثل باعترافه بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل وتحفيزه مسار التطبيع بين تل أبيب والدول العربية.

وأضافت هارفوك: "أولئك الذين يعتقدون أن عدم اتصال بايدن بنتنياهو يمثل مؤشراً على وجود أزمة بينهما، يجب أن يعيدوا النظر في ذلك، فهل مصلحة إسرائيل تقتضي أن تكون دائماً في بؤرة الاهتمام؟".
وختمت المعلقة الإسرائيلية تحليلها قائلة: "الولايات المتحدة، أو على الأقل قيادتها تريد العودة إلى الأوضاع الطبيعية، ويمكن إسرائيل أن تستفيد عندما يجري التعامل معها كحليف طبيعي للولايات المتحدة".
وأشارت إلى أن تداعيات تفشي وباء كورونا في الولايات المتحدة فرضت أن يكون من "الطبيعي" مواجهته كأولوية لإدارته، وليس قضايا المنطقة.

المساهمون