"العدالة والتنمية" الجزائرية عن قطع العلاقات مع المغرب: قرار متسرع

25 اغسطس 2021
جاب الله (يسار) يخرج عن إجماع باقي الأحزاب (العربي الجديد)
+ الخط -

خرج حزب جزائري عن صف المواقف المؤيدة لقرار الحكومة الجزائرية قطع العلاقات الدبلوماسية مع المملكة المغربية، بعدما وصف رئيس "جبهة العدالة والتنمية"، عبد الله جاب الله، القرار الذي أعلن عنه أمس الثلاثاء وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، بـ"المتسرع".
وذكر جاب الله في بيان يوم الأربعاء، نشره على صفحته بموقع "فيسبوك"، "ندين تصرفات المغرب المستفزة والجائرة، ونأسف للموقف الرسمي للجزائر لأنّه في نظرنا موقف متسرع".
وأضاف رئيس "جبهة العدالة والتنمية"، التي تعد أحد أبرز الأحزاب الإسلامية: "كان الأولى أن يسبق (قطع العلاقات) بمواقف أقل حدية من هذا الموقف، وهي تراتبية متدرجة لا تخفى على المشتغلين في الميدان الدبلوماسي والسياسي والقانوني".
وتأسف جاب الله على ما وصل إليه "التوتر بين الجزائر والمغرب، وهما جاران وللجار حقوق واجبة الأداء، ويحكمان شعبين مسلمين وللإسلام رحم أعظم من رحم النسب والمصاهرة".
وأضاف متسائلا: "فأين مظاهر هذه الوشائج في سلوكات المغرب نحو الجزائر التي قادت نظام الحكم إلى إعلان قطع علاقاته الدبلوماسية مع المغرب؟  وأين احترام مظاهر تلك الأصول في قرار الجزائر؟".
وأبدى استغرابه من خطوة بلاده: "أما كانت هناك فسحة للتعاطي مع استفزازات النظام المغربي بإجراءات أخرى أخف من إجراء قطع العلاقات؟ فلماذا إذن هذه العجلة؟ ولماذا لا نشهد مثلها مع أنظمة أخرى ألحقت بتصرفاتها الكثير من الضرر؟ بل كان بعضها هو مصدر الضرر والأذى الذي لحق الشعب الجزائري ولا يزال؟"، في إشارة على ما يبدو إلى فرنسا التي تحتضن نشاط حركة انفصالية تتهمها الجزائر بالإرهاب.


وكان لعمامرة، قد أعلن الثلاثاء عن قرار الجزائر، قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، وقال إن "استفزاز المملكة المغربية (للجزائر) بلغ ذروته"، مضيفاً أنّ "المغرب تخلى عن الالتزامات الأساسية للعلاقات مع الجزائر"، وأنه "بناءً على هذه العوامل فقد تقرر قطع العلاقات مع المملكة".

وكان مجلس الأمن القومي في الجزائر، برئاسة الرئيس عبد المجيد تبون، قد اتهم المغرب بدعم حركة انفصالية تدعو لاستقلال منطقة القبائل، وقرر الأسبوع الماضي "إعادة النظر في العلاقات" مع المغرب، بعد شهر من قرار الجزائر استدعاء سفيرها من الرباط، ورفض المغرب تقديم توضيحات طالبت بها الجزائر بشأن موقف مندوب الرباط في الأمم المتحدة عمر هلال، قبل شهر، حيث قام بتوزيع مذكرة في نيويورك على مندوبي دول عدم الانحياز تضمنت خريطة الجزائر دون منطقة القبائل.

ووصفت وزارة الخارجية المغربية، ليل الثلاثاء، قرار السلطات الجزائرية قطع العلاقات الدبلوماسية مع الرباط بـ"أحادي الجانب" و"غير المبرَّر تماماً"، معبِّرة عن "رفض المملكة القاطع المبررات الزائفة، بل العبثية التي انبنى عليها" القرار.