"التجمع الوطني للأحرار" أكبر الرابحين و"الإسلاميون" أكبر الخاسرين في الانتخابات الجزئية بالمغرب

22 يوليو 2022
ضعف إقبال المغاربة على للتصويت في الانتخابات التشريعية الجزئية (Getty)
+ الخط -

أظهرت نتائج الانتخابات التشريعية الجزئية، التي جرت، أمس الخميس، بدوائر الحسيمة (شمال شرقي المغرب) ومكناس (وسط) ومديونة (جهة الدار البيضاء) التفوق الانتخابي لـ"التجمع الوطني للأحرار" رغم ما طاول الحزب ورئيسه عزيز أخنوش، في الآونة الأخيرة، من انتقادات وغضب شعبي جراء الغلاء وارتفاع أسعار المحروقات.

وبدا لافتا استمرار التراجع الشعبي لحزب "العدالة والتنمية"، الذي كان يمنّي النفس بحصد مقعدين من أصل 6 مقاعد برلمانية لتدعيم مجموعته النيابية المكونة من 13 نائبا فقط.

وكان "التجمع الوطني للأحرار" (قائد الائتلاف الحكومي الحالي) أكبر الرابحين  في انتخابات 21 يوليو/ تموز 2022، بعد أن تمكن من اكتساح وتصدر النتائج في دائرتي مكناس والحسيمة والظفر بمقعدين، حيث حصلت مرشحة الحزب في الأولى، صوفيا الطاهري على نحو 17 ألف صوت (تعتبر هذه النتيجة مؤقتة وغير رسمية في انتظار الإعلان النتائج النهائية) ومرشحه في الثانية، بوطاهر البوطاهري، على أكثر من 10259 صوتا.

وبتحقيق هذا النصر الانتخابي، يكون"التجمع الوطني للأحرار" قد أفلح في اختبار مدى شعبيته والإفلات من عقاب انتخابي، في حين تمكن حزب الأصالة والمعاصرة (مشارك في الحكومة) من استعادة مقعده بدائرة الحسيمة بعد إلغاء المحكمة الدستورية لنتائج انتخابات الثامن من سبتمبر/ أيلول الماضي.

وتكرر الأمر ذاته، مع حزب "الاستقلال"(عضو الائتلاف الحكومي)، بعد نجاحه في استعادة مقعدين بالحسيمة ومديونة، في إشارة أخرى إلى استمرار التفوق الانتخابي لأحزاب الأغلبية الثلاثة وسيطرتها على المشهد الحزبي منذ تشريعيات 8 سبتمبر/ أيلول 2021.

ورغم طابعها الجزئي الذي لا يغير في خريطة البرلمان، إلا أن العديد من المراقبين اعتبروها محطة رهانات سياسية بالنسبة لأحزاب الأغلبية، ولأحزاب المعارضة خاصة "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" و"العدالة والتنمية"، كما نُظر إليها كمحطة استفتاء على الثقة في الحكومة ومساندة لها خاصة في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة نتيجة أزمة الغلاء والسخط الشعبي التي تعرفها الفئات الاجتماعية.

وفي وقت حسّن فيه حزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" من نتائجه بظفره بمقعد في الدائرة المحلية للحسيمة، التي وصفت بكونها "دائرة الموت"، كان الحزب الإسلامي من أكبر الخاسرين في الانتخابات الجزئية، بعد أن خرج خاوي الوفاض رغم التعبئة التي قامت به قيادة الحزب في صفوف مناضليه للتصويت بكثافة لمرشحي الحزب بدائرتي مكناس والحسيمة، وذلك في وقت كان يراهن فيه على الرفع من عدد مقاعده الـ  13.

ویذهب مراقبون إلى اعتبار الهزيمة الجديدة لحزب العدالة والتنمية دليلا على استمرار التراجع الشعبي والبعد عن استعادة مجده الانتخابي ومكانته في الخريطة السياسية.

وإلى جانب "العدالة والتنمية"، خرج حزب "الحركة الشعبية" المعارض خاوي الوفاض من انتخابات 21 يوليو / تموز ىالحالي، إذ لم يتمكن مرشحه وزير الثقافة السابق محمد الأعرج من استعادة المعقد الذي كان حصده في تشريعيات الثامن من سبتمبر الماضي بدائرة الحسيمة.

من جهة ثانية، بدا لافتا ضعف إقبال المغاربة على للتصويت في الانتخابات التشريعية الجزئية، إذ بلغت نسبة المشاركة في دائرة الحسيمة، مثلاً، 22.29 بالمائة، حيث أدلى ما مجموعه 51 ألفا و261 ناخبا وناخبة بأصواتهم.

المساهمون