"الائتلاف السوري" يؤكد رفض خطة بيدرسون "خطوة بخطوة"

18 ديسمبر 2021
رئيس الائتلاف الوطني السوري سالم المسلط (الائتلاف الوطني/ تويتر)
+ الخط -

رفض الائتلاف الوطني السوري خطة المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون، المتمثلة بسياسة "خطوة بخطوة" في التعامل مع نظام الأسد، فيما رحّب بتصريح مندوب السعودية في الأمم المتحدة حول دعمه حقوق الشعب السوري.

وقال الائتلاف خلال اجتماع لهيئته السياسية بحضور رئيسه سالم المسلط إن خطة بيدرسون "خطوة بخطوة" لا تصب في صالح الحل السياسي الذي فوّض المبعوث الدولي بتسييره، فيما شدد بيان للائتلاف على أن هذه الخطة "تحرف مسار العملية السياسية عن وجهتها، وتصب في سلة النظام وإعادة تدويره".

وطالب الائتلاف المبعوث الدولي بالالتزام بصلاحيته ومهامه المقررة في تسيير المفاوضات للوصول إلى الحل السياسي، حسب القرارات الدولية.

وكان بيدرسون قد أكد قبل أيام عقد لقاءات في عدد من الدول العربية، وكذلك مع الأميركيين والأوروبيين، وقال إن هناك فرصة جادة لبحث إمكانية تطبيق مقاربة "خطوة بخطوة" مع نظام الأسد، بهدف بناء الثقة، حسب وصفه. 

وأعرب بيدرسون بعد لقائه وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد في دمشق عن اعتقاده بأن "هناك إمكانية الآن لبدء استكشاف ما سميه مقاربة خطوة بخطوة، أي أن تضع على الطاولة خطوات محددة بدقة.. بأمل أن يبدأ بناء بعض الثقة".

وأضاف في حديث مع الصحافيين "رسالتي أن هناك إمكانية أخرى للبدء في استكشاف السبل الممكنة، للبدء في المضي قدماً في هذه العملية، آملاً أن تنتقل تلك المباحثات إلى جنيف في المستقبل القريب".

وفشلت كافة جولات التفاوض التي قادتها الأمم المتحدة في جنيف خلال السنوات الماضية في تحقيق أي تقدم. وفي خطوة بديلة، انطلقت منذ عام 2019 محادثات حول الدستور برعاية الأمم المتحدة، إلا أنها لم تحقق أيضاً أي تقدم.

ويحضر بيدرسون لإطلاق جولة جديدة من محادثات جنيف الخاصة بكتابة الدستور، فيما تجرى مشاورات لعقد اجتماع أيضا لمجموعة أستانة في 21 و22 الشهر الجاري.

وقال الباحث السوري في مركز "جسور" محمد سرميني لـ"العربي الجديد" إن سياسية "خطوة بخطوة" ليست شيئاً جديداً، مشيراً إلى أنها استراتيجية أميركية للتعامل مع الواقع السوري منذ التدخل الروسي، وذلك بسبب عدم رغبة الأطراف الدولية في إيجاد حل كامل في سورية، مؤكداً أن بيدرسون تبنّى الخطة نظراً لانسداد الأفق السياسي في سورية.

وأضاف سرميني أن "الإشكال الأساسي الدافع لرفض المعارضة لهذه الخطة هو عدم معرفتها الخطوات التي يستطيع النظام وحلفاؤه تقديمها للمعارضة، فيما تعد نتائج الخطة غير واضحة بالنسبة للمعارضة، مقابل وضوحها للنظام"، الأمر الذي يعكس انطباعاً بتقديم شكل من التنازل لصالح النظام.

من جهته، قال الباحث شادي عبد لله في حديث مع "العربي الجديد" إن "النظام السوري لا يبدو متحمساً للمشاركة في المشاورات الجديدة بشأن جنيف بدعوى أنه لم يلمس خطوات حسن نية من الأطراف الأخرى، مستنداً إلى قناعته بأنه المنتصر في الحرب وغير مضطر لتقديم تنازلات، بالرغم من التدهور المأساوي للأوضاع الاقتصادية والمعيشية للسوريين".

وأضاف أن هذه المقاربة التي يطرحها بيدرسون بشأن الخطوة مقابل خطوة تبدو غير واقعية، مشيراً إلى أنه "ليس لدى النظام ما يقدمه مقابل أية خطوات إيجابيه للمجتمع الإقليمي والدولي تجاهه". 

وقال إن المجتمع الدولي ينتظر من النظام تنفيذ إصلاحات سياسية وتعديل الدستور وإشراك المعارضة في السلطة ورفع سطوة الأجهزة الأمنية وإطلاق سراح المعتقلين وإعادة النازحين وخروج إيران من سورية، إلا أنه من غير المتوقع أن يلبيها النظام، وبالتالي لن تكون هناك خطوات مقابلة مثل إعادة الإعمار، وخفض العقوبات، والانفتاح السياسي على النظام.

ويشير عبد لله إلى أن النظام أبلغ بيدرسون أن "لا روسيا ولا إيران يمكنهما الضغط عليه في أي من هذه الملفات"، فيما يعتقد أن النظام يعتمد على دعم إيران له اقتصادياً وسياسياً، وهو ما قد يكون سبب تعنته الحالي.

ترحيب بتصريحات المندوب السعودي

من جهة أخرى، أجرى رئيس الائتلاف الوطني السوري سالم المسلط أمس الجمعة اتصالاً هاتفياً مع مندوب السعودية في الأمم المتحدة عبد الله المعلمي لشكره على كلمته التي هاجم فيها نظام بشار الأسد.

ونشر المسلط تغريدة على "تويتر" ذكر فيها أنه ‏هاتف المعلمي، وعبر له عن شكره وتقديره لـ"الموقف المشرف الداعم للشعب السوري وحقوقه"، مشيراً إلى أن المعلمي أكد له أن مواقف المملكة وقيادتها ثابتة في دعم الشعب السوري.

وشدد الائتلاف بدوره في بيان على أهمية الدور السعودي السياسي والدبلوماسي القادر على تحريك ملف الحل في سورية والمساهمة في دفع المجتمع الدولي نحو تطبيق قرارات مجلس الأمن، وعلى رأسها القراران 2118 و2254.

وكان المعلمي قد قال في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس الماضي إن الأولوية في سورية لا يجب أن تعطى لإعادة الإعمار؛ بل "لإعادة بناء القلوب"، متسائلاً: "ما النصر الذي حققوه إذا وقف زعيمهم على هرم من الجثث؟".

المساهمون