28 اغسطس 2019
رسائل التهديد
عبدالإله هزاع الحريبي (اليمن)
مهمة أي كاتب صحفي أن يبحث عن الحقيقة، وأن يوضحها للناس، مهما كانت موجعة، وأن يكون همه خدمة وطنه وشعبه في ضوء ما يعتقده من حقائق. عليه ألا يرضي أي طرف سياسي، أو حتى يرضي الجمهور الذي يتابع كتاباته، هو يُرضي ضميره، ويُعَبِّر من قناعاته ورؤيته عن الحقيقة التي يراها أو يعتقد أنها حقيقة.
عندما يكون صاحب القلم في هذا الطريق، يتعرّض لمضايقات كثيرة، ويصل أحياناً إلى تهديد حياته بالفناء، إذ تعرّض صحفيون وكتاب رأي كثيرون للقتل والاغتيال، بسبب أرائهم التي تناهض قوى الفساد والاستبداد، وقوى الظلام التي تخاف نور الحقيقة.
قبل ثورات الربيع العربي، وفي أثنائها وبعدها، ظلّ أصحاب الرأي في مقدمة المستهدفين، إما بالاغتيال أو الاختطاف والإخفاء القسري أو الطرد من الوظيفة العامة. في اليمن، الأمر أكثر بشاعةً، فزعيم الحركة الحوثية الإنقلابية الخارجة من كهوف التخلف والجهل بحقائق الشريعة والمدنية يقول، في أحد خطاباته الموجهة إلى أتباعه، أن فئة الإعلاميين هم أخطر من المقاتلين الذين يواجهونهم في الميدان. وفي عهد حركته، تم منع إصدار الصحف الوطنية والحزبية والأهلية، ومصادرة صحف الدولة، وإصدارها لترويج فكر الحركة الإنقلابية المتمرّدة وسياستها، وكذلك إغلاق القنوات الفضائية التي لا تتبع حركتهم.
بين فينة وأخرى، تأتيني رسائل تهديد، أرقام مجهولة تتصل بي، أرفض حتى الرد على الرسائل التي تأتي منها. بطريقة غير مباشرة تريد مني أن أصمت، وأتوقف عن التعبير في الشأن السياسي والاجتماعي والواقع المأساوي، ومن المتسبّب فيه في وطني. وهنا لا يمكن أن أقول إن مصدر التهديد هو هذه الحركة المتمرّدة على شعب اليمن، فأعداء الحقيقة كثيرون، ومن يرفضون الآراء المناقضة لآرائهم كثيرون وهم مستعدون دوماً لإسكات من يخالفهم الرأي، فعندما أكتب عن هذا الأمر فأنا لا أستعرض حالة فردية، وإنما أعبر عن كل أصحاب الأقلام التي لا ترتهن لسياسة حزبٍ أو جماعة.
أكتب أيضا، لكي تصل رسالة إلى كل الذين يضيقون بالكلمة، إننا عندما نكتب عن ما نراه وما يجري في وطننا اليمن، فإننا بذلك نعلن عدم خوفنا للترهيب، وأننا مستعدون للتضحية بأرواحنا، فلسنا أقل من الذين يضحون بأرواحهم في الجبهات، دفاعاً عن الجمهورية التي تتعرّض لمحاولة إنهائها في اليمن.
عندما يكون صاحب القلم في هذا الطريق، يتعرّض لمضايقات كثيرة، ويصل أحياناً إلى تهديد حياته بالفناء، إذ تعرّض صحفيون وكتاب رأي كثيرون للقتل والاغتيال، بسبب أرائهم التي تناهض قوى الفساد والاستبداد، وقوى الظلام التي تخاف نور الحقيقة.
قبل ثورات الربيع العربي، وفي أثنائها وبعدها، ظلّ أصحاب الرأي في مقدمة المستهدفين، إما بالاغتيال أو الاختطاف والإخفاء القسري أو الطرد من الوظيفة العامة. في اليمن، الأمر أكثر بشاعةً، فزعيم الحركة الحوثية الإنقلابية الخارجة من كهوف التخلف والجهل بحقائق الشريعة والمدنية يقول، في أحد خطاباته الموجهة إلى أتباعه، أن فئة الإعلاميين هم أخطر من المقاتلين الذين يواجهونهم في الميدان. وفي عهد حركته، تم منع إصدار الصحف الوطنية والحزبية والأهلية، ومصادرة صحف الدولة، وإصدارها لترويج فكر الحركة الإنقلابية المتمرّدة وسياستها، وكذلك إغلاق القنوات الفضائية التي لا تتبع حركتهم.
بين فينة وأخرى، تأتيني رسائل تهديد، أرقام مجهولة تتصل بي، أرفض حتى الرد على الرسائل التي تأتي منها. بطريقة غير مباشرة تريد مني أن أصمت، وأتوقف عن التعبير في الشأن السياسي والاجتماعي والواقع المأساوي، ومن المتسبّب فيه في وطني. وهنا لا يمكن أن أقول إن مصدر التهديد هو هذه الحركة المتمرّدة على شعب اليمن، فأعداء الحقيقة كثيرون، ومن يرفضون الآراء المناقضة لآرائهم كثيرون وهم مستعدون دوماً لإسكات من يخالفهم الرأي، فعندما أكتب عن هذا الأمر فأنا لا أستعرض حالة فردية، وإنما أعبر عن كل أصحاب الأقلام التي لا ترتهن لسياسة حزبٍ أو جماعة.
أكتب أيضا، لكي تصل رسالة إلى كل الذين يضيقون بالكلمة، إننا عندما نكتب عن ما نراه وما يجري في وطننا اليمن، فإننا بذلك نعلن عدم خوفنا للترهيب، وأننا مستعدون للتضحية بأرواحنا، فلسنا أقل من الذين يضحون بأرواحهم في الجبهات، دفاعاً عن الجمهورية التي تتعرّض لمحاولة إنهائها في اليمن.
دلالات
مقالات أخرى
16 اغسطس 2019
30 يوليو 2019
19 يوليو 2019