01 نوفمبر 2024
ضبط أميركي للحصار
بات واضحاً أن رياح حصار قطر ما عادت تسير مثلما تشتهي الدول الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، والتي تحاول، بشتى الطرق، الإيحاء بعكس ذلك، فهناك هبوب جديد للريح، يدفع الدول الأربع إلى التراجع خطوة إلى الوراء. المؤشرات الأولى للتحول المرحلي في خطوات الدول الأربع كانت في اجتماع القاهرة، والذي جاء على عكس ما خطط له، إذ كان وزراء خارجية مصر والسعودية والإمارات والبحرين يمنّون النفس باتخاذ خطواتٍ تصعيديةٍ رداً على نهاية مهلة الرد القطري على الإملاءات الـ13 التي قدمتها هذه الدول، غير أن تدخلاً "من السماء" كبح جماح التصعيد، مرحلياً. فالاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الأميركي دونالد ترامب من طائرته بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان كفيلاً بـ "إبقاء الوضع على ما هو عليه"، وخروج الوزراء مُربَكين في الرد على أسئلة الصحافيين.
الإرباك الذي أحدثه ترامب أصاب الحصار والدول الأربع بهزّة لم تستطع تجاوزها، إذ أعاد التوجه الأميركي الجديد خلط الأوراق بشكلٍ لم تعد الدول الأربع تعرف ما هي الخطوات التالية التي عليها اتخاذها، بانتظار ضوء أخضر جديد. وحتى البيان الذي صدر ليل الخميس كان جلياً أنه محاولةٌ لحفظ ماء الوجه، والتأكيد على نوايا التصعيد، بعدما جاء المؤتمر الصحافي الرباعي كارثياً على المستويات كافة. غير أنه من الواضح أن قرار التصعيد، في المرحلة الحالية، لم يعد بيد دول الحصار، حتى وإن حاولت هذه الإيحاء بغير ذلك، على غرار نعي جهود الوساطة الكويتية، واعتبار المطالب الـ13 لاغية، والإشارة إلى فشل المساعي الديبلوماسية.
فزيارتا وزيري الخارجية، الأميركي ريك تيلرسون والبريطاني بوريس جونسون، إلى السعودية والكويت، توحيان بأن الحملة على قطر باتت تسبب قلقاً حقيقياً للإدارة الأميركية، حتى وإن بدت الأمور عكس ذلك في تغريدات الرئيس الأميركي الذي يدير سياسته الخاصة على موقع تويتر. غير أن هذا القلق لا يعني أن الأزمة في طريقها إلى النهاية، وأن الحملة على قطر وصلت إلى خواتيمها، فالتهدئة المرحلية لا ترتبط بالتخلي عن مطالبة الدوحة بتقديم تنازلات لدول الحصار، بل ربما بإعادة صياغة قائمة الإملاءات ضمن رؤية أميركية جديدة سيقدمها وزير الخارجية، ريكس تيلرسون، خلال زيارته إلى المنطقة في الساعات المقبلة. فلا يمكن القول، منذ اللحظة الأولى، إن الحملة لم تنل الرضا الأميركي اللازم لانطلاقها، لكنها طالت أكثر مما كان مخططاً لها، ودخلت في منعطفاتٍ حتمت الدخول الأميركي المباشر على الخط.
قد لا تكون أيام الحملة على قطر وحصارها معدودة، غير أنها دخلت في مرحلةٍ جديدةٍ، عنوانها "التفاوض البناء"، كما يريد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، والذي لم يوضح على ماذا سيكون هذا التفاوض في ظل الاتهامات والافتراءات التي لا تنفك دول الحصار توجهها إلى الدوحة. ربما التفاوض على ما تريده الولايات المتحدة في الدرجة الأولى، وهو ما سيتوضح من الجولة المرتقبة لتيلرسون، والتي يبدو أنها ستكون مفصلية في مسار الحملة على قطر.
الهزّة الأميركية التي أصابت الحملة على قطر وهدّأت من حدتها كانت كاشفةً لمن يملك مفاتيح قرار إطلاق الحملة وتصعيدها، فمنذ اليوم الأول، سعى الأميركيون إلى النأي بالنفس، وترك الأمور تمضي إلى نهايتها، قبل أن يقرّروا التدخل. لكن هذا التدخل لا يعني نهاية الحصار، فالحملة الإعلامية مستمرة، والتصعيد الكلامي ماض إلى المزيد، بانتظار تبيان ماذا يحمل الأميركيون في جعبتهم من "مبادراتٍ" أو مطالب يريدون من الأطراف "التفاوض" حولها.
فزيارتا وزيري الخارجية، الأميركي ريك تيلرسون والبريطاني بوريس جونسون، إلى السعودية والكويت، توحيان بأن الحملة على قطر باتت تسبب قلقاً حقيقياً للإدارة الأميركية، حتى وإن بدت الأمور عكس ذلك في تغريدات الرئيس الأميركي الذي يدير سياسته الخاصة على موقع تويتر. غير أن هذا القلق لا يعني أن الأزمة في طريقها إلى النهاية، وأن الحملة على قطر وصلت إلى خواتيمها، فالتهدئة المرحلية لا ترتبط بالتخلي عن مطالبة الدوحة بتقديم تنازلات لدول الحصار، بل ربما بإعادة صياغة قائمة الإملاءات ضمن رؤية أميركية جديدة سيقدمها وزير الخارجية، ريكس تيلرسون، خلال زيارته إلى المنطقة في الساعات المقبلة. فلا يمكن القول، منذ اللحظة الأولى، إن الحملة لم تنل الرضا الأميركي اللازم لانطلاقها، لكنها طالت أكثر مما كان مخططاً لها، ودخلت في منعطفاتٍ حتمت الدخول الأميركي المباشر على الخط.
قد لا تكون أيام الحملة على قطر وحصارها معدودة، غير أنها دخلت في مرحلةٍ جديدةٍ، عنوانها "التفاوض البناء"، كما يريد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، والذي لم يوضح على ماذا سيكون هذا التفاوض في ظل الاتهامات والافتراءات التي لا تنفك دول الحصار توجهها إلى الدوحة. ربما التفاوض على ما تريده الولايات المتحدة في الدرجة الأولى، وهو ما سيتوضح من الجولة المرتقبة لتيلرسون، والتي يبدو أنها ستكون مفصلية في مسار الحملة على قطر.
الهزّة الأميركية التي أصابت الحملة على قطر وهدّأت من حدتها كانت كاشفةً لمن يملك مفاتيح قرار إطلاق الحملة وتصعيدها، فمنذ اليوم الأول، سعى الأميركيون إلى النأي بالنفس، وترك الأمور تمضي إلى نهايتها، قبل أن يقرّروا التدخل. لكن هذا التدخل لا يعني نهاية الحصار، فالحملة الإعلامية مستمرة، والتصعيد الكلامي ماض إلى المزيد، بانتظار تبيان ماذا يحمل الأميركيون في جعبتهم من "مبادراتٍ" أو مطالب يريدون من الأطراف "التفاوض" حولها.