مقاومة صامدة وشرعية رخوة

19 ابريل 2016
+ الخط -
في المقاومة الشعبية ظالم نفسه، ومنهم مقتصد، ومنهم سابق بالخيرات، حالة طبيعية لوراثة الإطفاء. وفي المنضمين للشرعية ثلاثة أصناف، مقاوم وطني ونفعي ونفعي يعمل لأجندة.
تسطر المقاومة الشعبية في اليمن ملاحم بطولية، وتدحر المليشيات الانقلابية في عدد من المناطق، على الرغم من قلة الدعم والإمكانات. المقاوم السابق بالخيرات يقدم ماله ونفسه في سبيل الدين والوطن، ويسقط آﻵف الشهداء وآﻵف الجرحى. قيادات في المقاومة استشهدت، وهي مديونة بالملايين، جرى إنفاقها على الجبهات، فيما يذهب دعم الشرعية والتحالف إلى النفعيين والنفعيين العملاء.
يمثل رجال المقاومة الشعبية القوة الصلبة في ردع المليشيات الانقلابية في مختلف المجالات الإعلامية والتعبوية وجبهات القتال ومحاور التقسيم العسكري.
يخوض المقاوم الشرعي في الجيش الوطني معركة التحرير في تواؤم غير منقطع النظير مع رجال المقاومة الشعبية. ويمكنك أن تلحظ ذلك في محور (مأرب الجوف ميدي وحرض وفرضة نهم). قدم هؤلاء قيادات وجنوداً عديدين، بين شهيد وجريح، وهم يدافعون عن الأرض والعرض، ويخوضون معارك التحرير بزحف يقهر المليشيات الانقلابية. صنعاء الحلم لا بد منها، وإن طال السفر. فكرة تطويق صنعاء كانت مجرد خيال، لكنها اليوم أصبحت حقيقة، وفي الفرضة نقطة الانطلاقة. كم هي عزيمة (المقاوم الوطني) قوية ومرتفعة، ورجال الشكيمة في نهم أرحب المدد والسند. أقوياء على الرغم من أنهم جنود بلا رواتب، ومصروف يومي زهيد، لا يكفي راحلة لعشرين كيلو متر. حينما تحضر الإرادات والعزائم فهي الزاد. المقاومون الوطنيون من كل محافظات اليمن يستعيدون الدولة يحرّرون الأرض بالمتر والكيلو، ويشكلون بوادر لجيش وطني نظامي.
يمشي هؤلاء بخطاهم، وهم يعلمون أنهم الكتلة الصلبة للثورة، ويستكملون أهدافها التحرّرية.
أما النفعيون، وهم أحد أصناف الشرعية الرخوة، فهؤلاء تربطهم مصالحهم بانضمامهم للشرعية، تتقاطع أهدافهم مع ثورة فبراير، وتتماشى مع أهداف الانقلابيين. كان التحاقهم بالشرعية، كون المليشيات الانقلابية لم تستملهم، وكسرت وجاهتهم الاجتماعية، وقطعت مصالحهم التي كانوا يقتاتونها. وأغلب هؤلاء عملاء مع المخلوع علي عبدالله صالح، وقلما تجد فيهم ومنهم من ليس له ارتباط به. ويقفون دائماً مع المنتصر والطرف الأقوى. وسهل تتغير اتجاهاتهم وعلاقتهم وولاءتهم وفقا لما يتعقدون أنه في مصلحتهم. هؤلاء إن انقطعت الريالات عنهم، ترى هدير الأسطوانة المشروخة، ومنهم من تسلل ليصبح في مناصب عسكرية ومدنية.
أما النفعي الذي يخدم أجندة، ووجد نفسه في بوابة الشرعية، فإنه يشترك مع صنف النفعي في قضية المصلحة وتغيير الاتجاهات، فمثلاء كانوا عملاء لفلتان، ولن يتردّدوا أن يكونوا عملاء (لفلتان آخر) تعاني الشرعية من رخاوة في المناطق المحرّرة، سببها هؤلاء. يحتلون المباني الحكومية، ويفرضون وضعاً مليشياوياً جديداً، لا علاقة له بالشرعية ولا بالتحرير. أصبح هؤلاء خطراً حقيقياً على الشرعية والمقاومة الوطنية، بعد أن اتضح ارتباطهم بأجندة مشبوهة، جُل هؤلاء لم نراهم إبّان خوض معارك التحرير وطرد المليشيات الانقلابية.
1625522F-1E7D-48D4-81B7-34B05DAF0181
1625522F-1E7D-48D4-81B7-34B05DAF0181
أحمد الضحياني (اليمن)
أحمد الضحياني (اليمن)