داعش وجولييت

10 سبتمبر 2014
+ الخط -

أعزّك الله، عزيزي القارئ الذي كوته حكوماته بمكواة الاستقرار كيّاً، وصدّرته إلى الغرب، والشمال والجنوب والشرق، في قوارب الموت أو في الطرود الحديدية.  يقول حكماء إنّ الله استجاب لدعائنا، وضرب الظالمين بالظالمين. لكن، للأسف لم نخرج من بينهم سالمين. لداعش حسنات ومزايا أهمها:
- لا تتحالف مع شرقٍ شيوعي، ولا غرب إمبريالي، خسئوا. واضح أنّ الجميع يعاديها، أمّا أسلحتها فمن شرف الغنائم.
- تذبح بالسيف، وهو أصدق إنباء من الكتب، ومن البراميل أيضاً، بل ومن الكيماوي غير الشرعي، والمحرم دولياً.
- إنها، لله الحمد والمنَّة، لا يتهمها أحد بتزوير الانتخابات.
- إنها، والله الموفق والمستعان، لا تؤجل عقاب اليوم إلى الغد، فهي تجلد فوراً، قبل أن يجفّ عرق الجاني، أو دم الضحية، جهاراً نهاراً، أمام عيون الأشهاد، وليس مثل نظام البرميل في الأقبية وما وراء الشمس.
-  أنها، بإذن الله تعالى، تعيد الجثة إلى أهلها. صحيح أنها تصلب بعض الجثث، ليعشش فيها الطير، وذلك رحمة من داعش بالطير، وهو أفضل من دفن الأحياء، أو بيع الجثة الغلط إلى أهلها.
-  الشعار، مولاي القارئ، مهم في السلم والحرب، والحل والترحال والتبحار، فشعار وهتاف داعش هو: دولة الإسلام باقية. وهو أفضل من الشعار الوثني، والعياذ بالله، والذي يهتف بالروح والدم نفديك يا حمادة... وحمادة هو رئيس هذه الكلمات المسكينة. وأعوذ بالله من "أنا".
-  أنّ أتباع داعش من بداة الصحراء والجلابية، وغير مسموح لهم بدخول الحفلة، أما أهل البراميل فتقدميون، يرتدون البناطيل الغربية.
- بعد عشرات الأفلام المصورة المرعبة طبعاً، مع أنّ داعش تحرّم التصوير الفوتوغرافي، وُجد أنّ داعش تعفو أحياناً عن المجرم، أو الضحية، بعد التوبة، وهو ما لا نراه عند نظام البراميل العربي الاشتراكي.
-  ليس لداعش مذيعات مطر، ولا مذيعات داريّا. ليس لهم سوى الجواري، ولله الحمد والمنَّة، يعني الكذب والفبركة أقل، بل هي معدومة، إلا إذا ثبت أنّ جيمس فولي حي يضحك، وتلك، إن صحَّت، فهي بشارة خير (بتاء التأنيث الراقصة) على قولة أهل الانقلاب في مصر.
- أنّ داعش أظهرت، بكاشف الحمل، أنّ الغرب عنده غيرة وحمية، فقد بادر بوش، ومعه عشرة من الدول ذات النخوة والأخلاق الحميدة على محاربة داعش، حرصاً على صورة الكباب.. الشهيّة.
- مثل كلِّ الأدوية، والسم من الأدوية كمصل، يؤخد عقار داعش بعد الاستبداد نصف قرن، في العضل، أو عن طريق الفم، أو عن طريق باب المندب.
-  إنه، حسب الأفلام المصوَّرة، وذلك اجتهاد نختمه بقولنا الله أعلم، يمكن للمسلم تجنب سيف داعش بالدخول في الإسلام مرة ثانية، وهذا ما لا يحدث عند دين البرميل.
-  فرق كبير بين الاغتصاب والسبايا، فالسبايا زوجات و"أمهات ولد" مستقبلاً.
-  البرميل يفجّر الجوامع على" أبو جنب"، أما داعش فتفجّرها على"أبي موزة"،  "وأبو موزة" أكرم من "أبو جنب".
- كما ترون، الفروق أكثر من سبعة كما هو معتاد في التسالي، زيادة الخير خير، ثم إنّ ملوكاً وقواد ثورات يخطئون في العد، مثال ذلك لويس السادس عشر، وسيادة الهاشتاج حفظه الله.
- الأهم أنّ داعش جعلت العرب يتفقون، مع بعضهم ومع إسرائيل، ومع إيران، ومع أميركا، على "بوط" رجل واحد.
- أنّ هذه الفوائد، قد اقتبست من قوله تعالى: "أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ"، وأستغفر الله لي ولكم.


 

أحمد عمر
أحمد عمر
أحمد عمر
كائن يظنُّ أن أصله طير، من برج الميزان حسب التقديرات وطلاسم الكفّ ووحل الفنجان.. في بكرة الصبا أوعشية الشباب، انتبه إلى أنّ كفة الميزان مثقوبة، وأنّ فريق شطرنج الحكومة "أصحاب فيل"، وأنّ فريق الشعب أعزل، ولم يكن لديه سوى القلم الذي به أقسم" فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا..."
أحمد عمر