الطغاة وحياتهم الجنسية
العنوان لفيلم وثائقي عرضته، أخيراً، القناة الخاصة "تاريخ"، ويُري أن الطاغية يُعامل النساء تماماً كما يعامل شعبه، متناولاً كنماذح، الطغاة الأشهر عالمياً، وهم بنيتو موسوليني، أدولف هيتلر، جوزف ستالين، وماو تسي تونغ.
كان موسوليني زير نساء كلاسيكياً ومنحرفاً في آن، علاقته بالنساء لا تخلو من نزعةٍ تهكمية، يستهلك العلاقات بسرعة وكثرة، وكيفما اتفق، من دون إيلاء أية أهمية للمرتبة الاجتماعية أو للجمال. لقد عُرف بمبالغاته في كل شيء، وبقابليته ونشاطه الجنسيين المفرطين. فكلما ارتفع عدد "فريساته" ازداد إحساسه بفحولته، ومن ثم قناعته بقدرته على ممارسة السلطة. كان جشعاً من دون أن يكون ذوّاقة، وكان صياداً لا يتوانى عن ركوب سيارته الرياضية إلى الشاطئ، مثيراً من حوله زوبعة معجبين، بهدف اختيار واحدة من المعجبات.
عمل موسوليني على تمجيد جسده، وكأنه التجسيد الأقرب لسياسته، فكان يظهره دائماً، سابحاً، أو فوق حصان، وحتى عاري الصدر، ملقياً خطاباً على الجماهير. وجسده هذا هو الذي هوجم، وأُطلق عليه الرصاص، ورُجم بالحجارة، انتقاماً وتبخيساً، بعد أن جرى تمجيده ثلاثين عاما.
عن حياة هتلر الجنسية وعلاقته بجسده، لم يُعرف الكثير، هو الذي كان يرفض خلع ملابسه حتى أمام طبيبه الخاص. لم يُحسب له أكثر من علاقتين غراميتين، الأولى مع ابنة أخته، ويقال إن العلاقة بقيت أفلاطونية، وانتهت بانتحار الفتاة. والثانية مع إيفا براون التي لم يتزوجها إلا أربعين ساعة قبيل انتحارهما. ويرى المحللون النفسيون أن هتلر كان معوّقاً عاطفياً، لأنه كان يخشى النساء، على الرغم من أنه كان ميالاً إليهن، إلا أنه كان مكبوتاً، وربما حتى غير ذي طبيعة جنسية، بمعنى أن ممارسة الجنس لم تكن حاجةً لديه. يُرجّح حتى إنه كان يعاني من العجز، وهو ما أحيط بالسرّية التامة، كونه المرادف لعدم قابلية القائد على ممارسة السلطة.
وبما أن جسد هتلر غير موجود، فقد تمكّن الأخير من تهييج الجماهير، واستثارتها بالكلام، وبحس الخطابة العالي لديه، وهذا ما اعتبر كاريزما قلّ نظيرها. جدير بالذكر أن النازية كانت تمجّد الجسد الذي اعتبرته من أركان أيديولوجيتها.
ستالين، صاحب السلطة المطلقة، كان يعاني من الفصام والبارانويا، ولا يثق بأيٍّ كان. منحرف نرجسي، كانت السيطرة على الآخرين تثيره جنسياً. تزوّج امرأتين، الأولى توفيت والثانية، ناديا، انتحرت، وقد أحبها جداً، ولم يفهم أبداً "لم فعلت ذلك به". كسواه من الطغاة، كان ستالين قاسياً جداً في ما يخص الآخرين، حسّاساً جداً في ما يتعلق بشخصه، وكان، برأي المحللين، مريضاً نفسياً يحبّ إغواء زوجات وزرائه وضباطه ومعاونيه، لكي يتحكّم ويتلاعب بهم. فالجنس بالنسبة إليه سلاح سيطرة ونفوذ. أما البروباغندا فقد أظهرته رجلاً طيباً حنوناً، يرفع بين ذراعيه طفلة صغيرة يقبلها، هو الذي أطلق عليه لقب "الوالد الصغير للشعب".
الزعيم ماو كان مزواجا، لديه أربع زوجات، عدة عشيقات ثابتات، وعدد لا يحصى من المغامرات العابرة. يسيء معاملة النساء، يستعملهن، ثم يرميهن. أما الكلمة المفتاح لحياته الجنسية فهي: الاستغلال. ألم تقل زوجته الأخيرة عنه في أثناء محاكمتها: "كنت كلب ماو، يقول لي أن أعضّ، فأعضّ. كان يترك لي المهام القذرة".
وقد شاع عن ماو أنه كلما تقدم في العمر، تناقصت أعمار عشيقاته، إلى أن وصلت إلى سن الخامسة عشرة، فقد كان يعتقد أنه يستمد الفتوّة من أنوثتهن، وكان يمتنع عن إيصال الفعل الجنسي إلى خواتيمه. حتى إنه كان يرسل، عبر البلاد، من يعود إليه بالفتيات، فأطلق عليه معاونوه، سرّاً، لقب "الأمبراطور ذو الثلاثة آلاف عذراء". كل هذا في حين كانت سياسة الصين آنذاك طهرانية، تمنع التزيّن، توحّد الزيّ، وتمنع حتى الحياة الخاصة، لأنها مضرّة بالإنتاجية.