إكسير داعش في الأسواق
إكسير داعش: يرجّع الغايب، يغسل الأموال، يطيل عمر الاستبداد، ويجعل إسرائيل أماً بالرضاعة. يا أبا الطرّماح.
أظن وأعتقد، وأنا في كامل قواي العقلية، أنّ داعش، الآن، تباع في غرز مصر ومقاهيها، كنوع من أنواع الكيف، ولعله أقواها بعد نانسي وأوباما. "صنف داعش" يسطل من أول نفس. لم تعد القوى العقلية كاملة في هذا الزمن، فقد غدونا ناقصي عقل ودين، ليس بسبب الفتن التي تتساقط علينا كقطع الليل المظلم، وإنما بسبب ناقصات العقل والدين و.. الثياب اللاتي يسلبن ذا اللب حتى لا حراك .. ولي صديق يجاهر بما في نفسه من أشواق ولوعات، كلما رأى ناقصة عقل ودين وثياب، تأوّه وقال: يا داعش.. الطرف. سألته، مرة، عن الطرف ما هو: فقال هو النساء! وأظن، أيضاً، أن مذيعي مصر (أسر قائد الأسطول السادس، تفتيش كيري،...) يتعاطون "داعش"!
وأظن أني رأيت فيلماً مصرياً تجارياً قصيراً من دقيقتين، من تلك الأفلام التي تذاع بين البرامج في الاستراحات، فلا راحة أبداً مع رؤوس المال التنين، ويسمونها "بالدعاية"، اسم الفلم ناعس، أو ربما داعس، عذراً فالذاكرة تخونني مع الزمن الفحل، وفي سريري! وغالباً، في عصر "نكاح الفضائيات وتناسلها" ما تكون الدعاية سبباً لطلاق البرنامج، والهروب إلى برنامج أكثر فحولة في فضائية أخرى، إنه زمن الخيانة الشاملة، يا أبا الدحداح.
يبيّض "داعس" الغسيل ويزيل البقع والدهون، ثم ما يلبث أن ينفجر، مدمراً البيت والعائلة الصعيدية السعيدة. والبودرة، كلمة انكليزية أصلها عربي، من البذر والبذور، والذرور. أما الباء فحرف جرٍّ وسحل زائد.
لكن، الواقع أنّ الدولة الإسلامية التي طحنت الحدود والدين، غسلت ذنوب الحكومات الاستبدادية، وجعلتهم أبطالاً: دولة السيسي، دولة البعث السوري، داعش جعلت الكفار أتقياء ومجاهدين، وهناك نادي مكافحة علي بابا الذي أنشأته أميركا، فبلغ عدد المنتسبين إليه أربعين دولة، أما إسرائيل فهي "طانط" ودادا.
لا يظهر متحدث إعلامي، أو باحث، إلا ويذكر اسم داعش مع اسم الإخوان المسلمين وبيت المقدس، وحتى الآن، لا مؤشرات على وجودها في مصر. يؤاجر في شتمها وسبّها الحابل والنابل، بمن فيهم صديق مصطفى محمود الملحد الذي وجد دليلاً جدياًّ على الإلحاد هو داعش، وعسى أن نرى صديق مصطفى محمود شيخاً للأزهر!
النظام السوري الذي أطلق زعماء الجماعات الإسلامية من السجون، وأبقى طل الملوحي ومازن درويش، كان خبيثاً، ويعرف فعل أكسير الشباب، وها هي "الواشنطن بوست" تدعو لحذف اسم منظمات محكوم عليها بالإرهاب من القائمة السوداء، لأنها تحارب داعش، مع أنّ جبهة النصرة حاربت داعش فترة، ويحاربها الجيش السوري الحر لا يزال. ويتوقع مراقبون أنه، إذا استمر الحال، فإنّ الجيش الحر سينضم إلى الدولة الإسلامية للنكاية، أو بسبب انحياز الاشتراكية الدولية والإمبريالية العالمية ضدها. وعلى حدّ معلوماتي، فإن إسرائيل تفضّل أن تبقى محايدة، وتتجنب محاربة داعش، أو هي تحاربها من وراء ستار، حتى لا تثير الريبة، كما فعلت إبّان تحرير الكويت. والآن، سينبري عشرات المناضلين، وسيقولون: أتجعل الذي الأدنى كالذي هو خير. إسرائيل؛ الدولة الرومانسية، التي ترعى الحدود والعهود والذمم، وترأسها حسناوات مثل ليفني، تساويها مع داعش التي ترجم بالحجر! كافر.
رجم شعب كامل بالبراميل جريمة فيها نظر، ورجم امرأة جريمة لا تغتفر. الإنسان يميل إلى التبسيط، فقتل فرد واحد يؤثر في النفس أكثر من جريمة قتل جماعة، فكيف إذا صاحبته تسونامي منادب إعلامية عالمية.
يقال إنّ الخير يولد من بطن الشر، لكني لا أعرف ما الخير الذي ستجلبه داعش صنفاّ أو دولة. يا أبا جيكا وأورتيغا.