واحتشد الآلاف من المواطنين والمقيمين مصطحبين أطفالهم، في الحي الثقافي (كتارا)، وفي المدينة الرياضية "اسباير"، حيث تجولوا حاملين أكياس القرنقعوه ووجدوا في انتظارهم برامجاً مميزة وحافلة، ونال الأطفال نصيبهم من الهدايا والحلوى والمكسرات الملفوفة في أكياس صغيرة، حيث شاركوا في ترديد الأهازيج والأغنيات الشعبية المرتبطة بشهر رمضان المبارك.
وتميزت احتفالية (القرنقعوه) في كتارا، لهذا العام والتي تقام بالتزامن مع مهرجان كتارا لشهر رمضان المبارك، بالابتكار والإبداع، عبر محتوى متجدد ينسجم مع مضمون المهرجان الذي يتناول شعار "القرآن وخلق الإنسان". والذي يهدف إلى نشر الثقافة الصحية، بالإضافة إلى الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية عبر برامج وفقرات هادفة وممتعة تنمي ثقافة الطفل وتعرفه بعاداته الصحية وتقاليده السليمة وتحيي الموروث القطري بهدف المحافظة عليه.
وكان أكثر من خمسة آلاف مواطن ومقيم، قد توافدوا إلى مربط الشقب للمشاركة في مهرجان القرنقعوه السنوي، الذي نظمته مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، في أجواء عائلية مليئة بالمرح.
وقد استمتعت العائلات بالفعاليات التي احتفت بثراء الثقافة القطرية، عبر ممارسة مجموعة واسعة من الأنشطة والألعاب الترفيهية، شملت ألعاباً تراثية للأطفال، وفعاليات فنية وحِرَفِية، وأنشطة ركوب الخيل، وجلسات سرد القصص التربوية المفيدة.
وشارك الزوار في الفعاليات التراثية والثقافية، التي أقيمت في الحلبة الداخلية بمربط الشقب، في أجواء مثالية عكست أصالة التراث القطري. واشتملت الأنشطة الثقافية، التي قُدمت خلال المهرجان، على جلسات لسرد القصص التراثية، وممارسة الألعاب التقليدية القطرية مثل "القيس والدحروي والطاق طاقية"، إلى جانب أنشطة زخرفة الحناء والرسم على الوجوه. كما أتيحت للزوار فرصة تناول مشروبات الكرك والقهوة العربية والأطباق الشعبية القطرية.
ويرتبط شهر رمضان المبارك، بأذهان أطفال دول الخليج العربي وأطفال قطر، بالقرنقعوه، الذي يحتفل به في ليلة منتصف شهر رمضان من كل عام، والقرنقعوه ، ما زال حاضرا بقوة في احتفالات قطر بشهر رمضان، حيث أصبحت العديد من المؤسسات والشركات الخاصة، تحتفل فيه وتدعو زبائنها للاحتفال به، وتوزع عليهم الحلوى والمكسرات.
وليلة "القرنقعوه"، عادة اجتماعية لها أشباه عالمية كما "الهالويين" الغربي، كما أن لها نسخاً تشبهها في دول الخليج، وإن اختلفت التسمية، ففي الإمارات يطلق عليها "حق الليلة" ويحتفل بها في منتصف شهر شعبان، وفي عُمان يطلق عليها "الطَلْبة"، وهي ليلة "القرقيعان" في السعودية والكويت، أما في البحرين وقطر فتُعرف بليلة "القرنقعوه".
"يتغنى أطفال قطر، كما أطفال الخليج بالقرنقعوه، وهم يحملون أكياس المكسرات ويطوفون فيها في الأحياء، منشدين "قرنقعوه .. قرقاعوه... عطونا الله يعطيكم... بيت مكّة يودّيكم... يا مكّة يا المعمورة... يا أمّ السلاسل والذهب يا نورة".
وتزايد مؤخراً إقبال العائلات القطرية على زيارة الأماكن والمؤسسات العامة التي تحتفل بالقرنقعوه، لكنّها لم تتنازل عن الطابع التقليدي للاحتفال، والذي يقضي بأن ينتظر الكبار في بيوتهم حتى يأتي الأطفال ويقرعوا الأبواب ويطلبوا الحلوى والمكسّرات، فيضعون "الجفير"، (السلة الكبيرة) عند الحوش ويوزّعون ما فيه للأطفال، وبعدها ينطلقون إلى الاحتفالات العامة التي تتوزّع في أرجاء الدوحة.
ووفقاً للعادة الشعبية التقليدية القديمة، يخرج الأطفال في مجموعات من بعد الإفطار إلى الأحياء حاملين معهم أكياساً من القماش، ويطوفون على المنازل القريبة وهم يرددون: "قرنقعوه. قرقاعوه. عطونا. الله يعطيكم". ويقومون بالطرق على الأبواب بغية ملء الأكياس التي يحملونها بأنواع الحلوى والمكسرات التي يعدها الأهالي خصيصاً قبل أيام من هذه المناسبة.