"داعش" يغتال والد "داعشيّ" تونسي أفلت منه

تونس

أمينة الزياني

avata
أمينة الزياني
01 يوليو 2016
1E24524A-AA6A-4322-B036-60B6C4B86C04
+ الخط -
لم يكتفِ "داعش" بابنه، فقضى عليه أيضاً. راح الطبيب العسكري التونسي العميد فتحي بيوض، يبحث عن ولده الذي جنّده التنظيم، فقُتل في الهجمات الإرهابية التي استهدفت مطار أتاتورك في العاصمة التركية إسطنبول، في 29 يونيو/ حزيران المنصرم. 


سقوط بيوض ضحية للإرهاب، سلّط الضوء على الإرهاب نفسه الذي تسلل إلى بيوت تونسيين كثر وهتك أوصالها. فالأب الذي سافر بحثاً عن ابنه أنور الذي استقطبه داعش قبل سنتَين، عاد في كفن قبل أن ينهي مهمته. وبالزغاريد والهتافات استُقبل جثمان بيوض، اليوم الجمعة، في مسقط رأسه في قصور الساف.

تفيد روايات المقرّبين من عائلة بيوض، بأنّ أنور، وهو طبيب أيضاً، تعرّف إلى مجموعة من المتشددين المرتبطين بتنظيم "الدولة الإسلامية" والضالعين في تسفير الشباب إلى سورية والعراق. وقد أقحم الشاب أيضاً خطيبته التي كانت تتابع دراستها في الطب، ليلاحظ أهلهما تغيّراً في سلوكهما وتفكيرهما. وبعد فترة وجيزة، سافر أنور إلى تركيا ومنها إلى سورية ليعمل طبيباً هناك تحت سقف "داعش". لكنّه راح يتململ من مهمته، وبدأ يرسل إشارات إلى عائلته تقول برغبته في العودة، هرباً من جرائم "داعش" وفظاعاته.

لم تنفِ العائلة أنّ فرح، خطيبة ابنها التي رافقته للقتال في صفوف "داعش"، اتصلت بالعميد بيوض خلال سفرهما وأعلمته بأنّهما بخير، قبل أن يتّصل أنور ويعلم أهله بأنه موجود في العراق وقد كلّف من قبل التنظيم برعاية الجرحى. لكن بعد أشهر، راح يطلب المساعدة من والده لإنقاذه. فهو كان خائفاً جداً من هؤلاء الأشخاص، وقد وصف عناصر "داعش" في الرسائل التي وجّهها إلى والده بالوحوش. بعد انتقاله إلى سورية وتململه، لجأ الشاب إلى "الجيش السوري الحرّ" معلناً رغبته في العودة إلى تونس. هناك، ظلّ محتجزاً لشهرَين، كان والده خلالهما في تركيا يحاول العثور على سبيل لإعادته إلى حضنه.




وكانت رحلة الوالد قد بدأت عندما تقدّم بطلب إجازة للسفر إلى تركيا، وفقاً لما يؤكّده المتحدث باسم وزارة الدفاع، بلحسن الوسلاتي، لـ"العربي الجديد". ويشير إلى أنّ "وجود العميد بيوض في تركيا كان قانونياً، إذ تقدّم بطلب إجازة من دون الكشف عن دوافع السفر الحقيقية. اكتفى بالقول إنّها شؤون عائلية خاصة، لم تتدخّل الوزارة فيها". 

تجدر الإشارة إلى أنّ وزارة الدفاع تولّت استقبال جثمان بيوض وشيّعته في موكب عسكري، فيما رافقت الجنازة مسيرة شعبية مهيبة ودّعت "الطبيب الإنساني" الذي تشهد له مسيرته.

فبيوض كان طبيب أطفال في المستشفى العسكري، وهو عسكري ملتزم بالقواعد، وناشط في الإغاثة عرفته أكثر من جبهة، على سبيل المثال مخيّم الشوشة الذي تولى فيه الرعاية الصحية الخاصة باللاجئين الهاربين من جحيم الحرب في ليبيا إبان انطلاق ثورتها في عام 2011.

إلى ذلك، يقول مقرّبون من بيوض، لـ"العربي الجديد"، إنّ ابنه كان قد سلّم نفسه إلى السلطات التركية، وكانت الإجراءات في المراحل الأخيرة قبل أن تسلّم تركيا الشاب إلى نظيرتها التونسية. لم يتبقَّ أمام الوالد إلا العودة إلى الوطن والتجهيز لاستقبال الابن الضال والتائب، لكنّ يد الإرهاب باغتته في مطار أتاتورك وأردته قتيلاً. تجدر الإشارة إلى أنّ ثمّة ما لم يُكشف بعد، وخصوصاً أنّ العائلة ترفض الخوض في الموضوع.

في سياق القضيّة التي برزت، أكّد المتحدث الرسمي باسم النيابة العمومية التونسية، سفيان السليطي، في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية، أنّ النيابة فتحت تحقيقاً في الحادثة ضدّ كل من يثبت البحث ضلوعه في تفجيرات مطار أتاتورك في تركيا، وكلّفت قاضي التحقيق في قضايا مكافحة الإرهاب بالنظر في القضية على أنّها جريمة إرهابية خارج الإقليم الوطني سقط ضحيّتها تونسيون.

كذلك، أفادت السلطات التونسية بأنّها تواصل التفاوض مع الجانب التركي من أجل تسلّم الشاب أنور بيوض ومحاكمته أمام القضاء التونسي. وكانت والدة الشاب قد أوضحت لوكالة "فرانس برس" أنّ ابنها الذي ندم كثيراً على التحاقه بـ "داعش" لا يعلم بعد أنّ والده قتل في تفجيرات مطار أتاتورك.

ومقتل بيوض كشف أنّ التجنيد في "داعش" لا يطاول فقط المهمّشين والجَهَلة وأبناء الطبقة الفقيرة. كذلك أعادت الحادثة الجدال حول سياسة التعامل مع الذين يُقبض عليهم من المنتمين إلى داعش.

ذات صلة

الصورة
البنزرتي طالب الاتحاد تحفيز اللاعبين مزدوجي الجنسية (الاتحاد التونسي/العربي الجديد)

رياضة

حقق المدير الفني للمنتخب التونسي فوزي البنزرتي بداية جيدة مع كتيبة "نسور قرطاج"، بعدما حقق فوزين متتاليين، في مستهل تجربته الرابعة مع الفريق.

الصورة
مسيرة احتجاجية في تونس للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، 25 يوليو 2024 (العربي الجديد)

سياسة

طالبت عائلات المعتقلين السياسيين في تونس بإطلاق سراحهم بعد مضي سنة ونصف سنة على سجنهم، وذلك خلال مسيرة احتجاجية انطلقت وسط العاصمة.
الصورة
مقبرة جماعية في منطقة الشويريف بطرابلس، 22 مارس 2024 (الأناضول)

مجتمع

أعلن المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، الثلاثاء، أن مكتبه يتابع تقارير عن اكتشاف مقبرة جماعية في الصحراء على الحدود الليبية التونسية.
الصورة
تواصل الاحتجاجات ضد "هيئة تحرير الشام"، 31/5/2024 (العربي الجديد)

سياسة

شهدت مدن وبلدات في أرياف محافظتي إدلب وحلب الواقعة ضمن مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام احتجاجات ضد زعيمها أبو محمد الجولاني وجهازها الأمني