رقصة الكابويرا

30 مارس 2016
(Getty)
+ الخط -
بالرغم من أنها تنتمي للفلكلور البرازيلي؛ فقد تخطت "رقصة الكابويرا" الحدود، وأصبح لها مريدوها في العديد من دول العالم، وفي مصر صار لها مدربون وأصبحت تعقد لها ورشات عمل للتعريف بها وبوسائل احترافها.

يؤرخ للكابويرا بقصة تقول إن المستعبدين في القرن السادس عشر كانوا يتدربون على القتال في غابات البرازيل لمواجهة الغزاة الأوربيين وغيرهم من أبناء "الرجل الأبيض"، فاحتالوا لدمج الرقص والموسيقى بالتدريب القتالي لإقناع المحتلين بأن ما يمارسونه ليس سوى رقصات شعبية. ويقال إن اسم "كابويرا" يعود إلى أشجار كانوا يتدربون تحت ظلالها. كما يعتقد آخرون أن أصل اللعبة يعود إلى الغابات الأفريقية نظراً لهوية الحركات ولون الإيقاع الأفريقي الواضح أثناء العرض.
في السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر ألغيت العبودية، وحظرت الحكومة ممارسة هذه اللعبة، بحجة أن أعداداً غفيرة من العبيد المحررين رحلوا إلى المدن الكبرى، وانضم إليهم الأشقياء وكوّنوا عصابات إجرامية، وأُقِرّ قانون يقضي بقطع أوتار قدم من يمارس الكابويرا.
ومع بداية القرن العشرين، بدأ أطفال الشوارع المعجبون بتلك الحركات الجميلة في تعلمها، وأتقنوها، وكانوا يؤدونها أمام السائحين ليتكسبوا بها أموالاً قليلة، فعاد الإقبال السلمي إلى الكابويرا، وتوقفت الدولة عن تجريم هذا النوع من الاستعراضات، وبدأ اعتبارها نوعاً من الفولكلور وافتتحوا مدارس لتعليمها وتطويرها.

تحتاج الكابويرا إلى تدريبات مكثفة للوصول إلى المرونة والتركيز والقوة اللازمة لتقديم استعراض مميز، وهي نوعان أحدهما سريع خفيف يسمى "هيغوانو" ويمتاز بالحركات الأكروباتية والبهلوانية، والآخر بطيء مُركّز ويسمى "أنغولا" ويحتاج إلى قوة كبيرة وتركيز شديد ليحفظ اتزان اللاعب. ووضعية الجينجا، هي الوضعية الأساسية في اللعبة، وهي عبارة عن حركة دائبة يقوم بها اللاعب أو الراقص يميناً ويساراً مستخدماً قدميه ويديه في استعداد يشبه البدء في الانقضاض على الفريسة.

تعد الكابويرا فقرة أساسية في الكرنفالات البرازيلية، وبمصاحبة الآلات الموسيقية الشعبية والأغاني البرازيلية المشهورة جابت فرق الكابويرا عواصم العالم، ويحدد إيقاع الموسيقي مدى سرعة اللعبة، مع إضفاء جو درامي على أحداث الرقص، وقد استثمرها صناع السينما في العديد من الأفلام القتالية وأفلام الكرتون، كما استخدمها بعض أبطال المصارعة الاستعراضية، وهو ما لا نزال نشاهده حتى اليوم في بعض حلبات المصارعة، وإن كان كثيرون يجهلون أصول هذه الحركات القتالية. إلا أن اصلها الأول يبقى من تلك الغابات الكثيفة، ومن شعور عارم بالظلم لدى "العبيد" في مواجهة المستعبِد.

إقرأ أيضاً:حين يرقص النوبيون: جمال وتفاؤل
دلالات
المساهمون