انتهى مسلسل "حرائر"... واندلع الخلاف بين الكاتبة والمخرج

21 يوليو 2015
مشهد من "حرائر" (يوتيوب)
+ الخط -


بعد إنتاج المسلسل السوري "حرائر"، الذي كتبته عنود الخالد وأخرجه باسل الخطيب، شعر المشاهدون بالتفاؤل باعتباره عملاً "تنويرياً" يسعى، وبشكل جاد، إلى التذكير بصورة المرأة السورية الحقيقية، بعيداً عن "الكليشيهات" النمطية التي صورتها فيها الدراما السورية المعاصرة، أو التي تنتمي إلى ما يعرف بالبيئة الشامية.

ولكن ما إن انتهى عرض المسلسل، حتى نشب خلاف بين صنّاع العمل (الكاتبة والمخرج)، وقد بلغ ذروته، بعدما قام المخرج بتغيير نهاية العمل الذي كتبته عنود الخالد وبشكل جذري، الأمر الذي أثار غضبها، فكتبت على صفحتها في "فيسبوك" معلقة على نهايته التي كانت، من وجهة نظرها، محرّفة جداَ ومغايرة للحقائق "أحب أن أخبركم بأن الحلقة الأخيرة كانت مكتوبة لنعرف فيها ما قامت به نازك العابد، بعد أن توَّجها الملك فيصل (ملك سورية) برتبة نقيب شرف في الجيش السوري، وهي أول امرأة تحصل على هكذا شرف عام 1920، وبعدها خرجت نازك إلى ميسلون لتقيم مشفى ميدانيا، تعالج به الجنود المقاتلين الذين وقفوا في وجه الفرنسيين". 

عنود الخالد في عملها الأول، مع "المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي"، أكدت أيضاَ أن ملاحظتها التي تبديها حول نهاية العمل، ليست هي الوحيدة، فهي ومنذ بداية عرض المسلسل كانت غير مقتنعة بما ظهر على الشاشة، لكنها لم تشأ أن تبدي أي ملاحظة حينها، ولكن "عرض الحلقة الأخيرة بهذه الصورة وبهذا التحريف، هو ما لم أستطع السكوت عنه".

واعتذرت في النهاية قائلة "أعتذر اعتذاراَ كبيراَ من روح نازك العابد، التي استبدل عملها الكبير بحكاية سخيفة عن وردة، لا أعرف من كتبها ولمصلحة من كتبت، وأعتذر من المتابعين، لأنني لم أستطع أن أوصل لكم أفكاري وجهدي كما أردت".

اقرأ أيضاً: الدراما السورية..إذا جاءك الطوفان ضع ابنك تحت قدميك!


في المقابل، ردّ باسل الخطيب، مخرج العمل، وبنفس الطريقة عبر "فيسبوك"، مدافعاً عن وجهة نظره، وعن سبب تغييره سيناريو عنود الخالد، قائلاً "بعد قراءتي للسيناريو قمت بوضع مجموعة ملاحظات خاصة، فيما يتعلق بالجزء الأخير من العمل، لأنني وجدت تراجعاً في الخطوط الدرامية للشخصيات الرئيسية، وتمت الاستعاضة عنها بسلسلة مشاهد ذات طابع تاريخي إخباري، تضمن مغالطات تاريخية أوضحتها في حينها للسيدة عنود، أذكر منها مسألة منح الملك فيصل وساماً فخرياً لنازك العابد بعد مشاركتها في معركة ميسلون، فقد كان فيصل أول الفارين من الشام بعد سقوط ميسلون واستشهاد يوسف العظمة، ولم يكن وارداً أن يمنح أية أوسمة في وقتها. ثم إنه وبغض النظر عن الواقعة التاريخية، ليس مقبولاً اليوم، بالنسبة لنا كسوريين، أن نختتم مسلسلاً يتحدث عن تحرر وتنوير نساء الشام، بمشهد لملك حجازي معروف باتصالاته السرية مع اليهود".

واستشهد المخرج بـ"اتفاقية فيصل ـ وايزمن" التي وافق من خلالها الملك فيصل على إعطاء فلسطين لليهود "فكيف يمنح وساماً لمناضلة سورية كنازك العابد، التي ربما لو قدر لها أن تحيا من جديد فسوف تتنازل عن هذا الوسام، الذي لم ولن تكون بحاجة إليه كشهادة حسن سلوك ووطنية".

إلى ذلك، أكد الخطيب أنه سبق أن طلب من كاتبة العمل تعزيزاً لتواجد نازك العابد في جزء غابت فيه عن الأحداث، بإضافة خط درامي كامل لها، وقد قامت مشكورة بهذه الإضافات بروح تعاون عالية. 

أما حكاية وردة "السخيفة" على حد قوله، فهي بالتأكيد بحاجة إلى قراءة أكثر تعمقاً، وبعيدة عن أية مواقف مسبقة، "وردة ليست سوى سرد آخر لما يشبه حكاية بسيمة، بطلة العمل، ولكن من وجهة نظر مأساوية ومفجعة، وردة امرأة لم يكتب لها أن تلامس هذا الشعاع التنويري الذي حظيت به بسيمة، مما جعلها قادرة على الثبات والمواجهة واختيار مصيرها كامرأة حرة. وفي موتها إجابة واضحة على كل ذلك".

وختم تعليقه مؤكداً أنه رغم الاختلاف في وجهات النظر، فإنه يعتز بالتجربة، ويعتبر مسلسل "حرائر" استكمالاً لمشروعه حول المرأة السورية، وأنه يحترم جداً الكاتبة؛ لأنها إنسانة رقيقة ويكنّ لها كل الودّ والتقدير.

السؤال الذي يطرح نفسه: هل من حق المخرج أو حتى الشركة المنتجة القيام بتغييرات جذرية في عمل ما، سواء أكانت هذه التغييرات إيجابية أم لصالح الحقائق والعمل، أو كانت عكس ذلك، من دون العودة إلى كاتب العمل وأخذ موافقته على تلك التعديلات؟

اقرأ أيضاً الدراما السورية: قصة موت معلن... ولا عزاء لسنتياغو

المساهمون