"بنت الشهبندر" بيروتُ الحبّ والحكم زمن بلاد الشام

26 يونيو 2015
الراحل بريدي متوسطاً فريق العمل (أضواء المدينة)
+ الخط -
جرت العادة على مدى سنوات أن تخصّص الدراما السورية جزءاً من إنتاجها الرمضاني لما اتفق على تسميته "أعمال البيئة"، وتحت هذا المسمى كانت تنتج أعمالاً ذات طابع سوري دمشقي بشكل خاص، بداية من مسلسل "أبو كامل" بجزأيه، تأليف فؤاد شربجي وإخراج علاء الدين كوكش، مروراً بـ"أيام شامية" للمخرج بسام الملا و"خان الحرير" لهيثم حقي وغيرها، وانتهاءً بمسلسل "باب الحارة"، يعرض جزؤه السابع حالياً، والذي أصبح فلكلوراً وظاهرة رمضانية أحبّها الجمهور العربي قبل السوري، بغضّ النظر عن مصداقيتها أو حقيقة ما تضمّنته أجزاؤها.

بيروت القرن 19
الأمر الذي بدوره قد يكون سبباً في تحوّل أعمال البيئة الشامية إلى الشام الكبرى (لبنان وسورية)، كوسيلة لإحياء الذاكرة الشعبية بين البلدين والتذكير بصلات الترابط العائلي التي جمعت بينهما على مدى سنوات، فهذا العام قام الكاتب السوري، هوزان عكّو، الذي سبق له أن أعاد كتابة المسلسل الشهير "أسعد الوراق"، فخاض في البيئة الشامية الكبرى، عبر عمل درامي يحمل اسم "بنت الشهبندر" من توقيع المخرج السوري، سيف الدين سبيعي، وإنتاج اللبناني مفيد الرفاعي، وهو مسلسل سوري لبناني مشترك يجمع التاريخ بالرومانسية.

اقرأ أيضاً: الدراما العربية في رمضان... لا جديد

تدور أحداث المسلسل في لبنان، أواخر القرن 19، أي قبل وجود اتفاقية "سايكس بيكو"، التي قسّمت سورية ولبنان إلى بلدين بعدما كانا شعبين في بلد واحد، ويتناول العمل البيئة الشامية البيروتية هذه المرة بأدقّ تفاصيلها في تلك المرحلة، يؤكّد كاتب العمل هوزان عكو "أنّ بيروت في تلك المرحلة كانت مدينة من مدن بلاد الشام وكان طبيعياً أن يقيم فيها وافدون من دمشق أو طرابلس أو حلب، كما تقيم اليوم عائلات دمشقية وعائلات من مدن لبنانية أخرى في بيروت، ويمكننا ملاحظة أنّ أغلب العائلات السورية واللبنانية لها جذور مشتركة تعود الى تلك الحقبة، فرغم الحروب اللاحقة بقيت كلّ العائلات في مكانها وانتسبت للوطن الجديد، وصرنا بالتالي سوريين ولبنانيين بعدما كنّا شعباً واحداً".

شكري فاخوري يشيد
رصدت شركات الإحصاء ارتفاع نسبة مشاهدة العمل، وفق قول منتجه، الذي يتلقّى الكثير من الثناء على العمل، وخصوصاً من الكتّاب اللبنانيين أنفسهم: "الكاتب والروائي اللبناني، شكري أنيس الفاخوري، الذي له باع كبير في كتابة المسلسلات اللبنانية، أشاد بالعمل وبشركة الإنتاج التي وفرت مختلف التفاصيل المتعلقة بتلك الحقبة والمرحلة، بما في ذلك تفاصيل الملابس والديكور، مؤكّداً على أنّه بمثل هذا الإنتاج الضخم والسخي ممكن للدراما اللبنانية أن تنهض وأن تأخذ دوراً ومرتبةً عالية ضمن الدراما العربية".

يُذكر أن المسلسل من بطولة قصيّ خولي، سلافة معمار، نسرين طافش، منى واصف، فادي إبراهيم، سميرة بارودي، ديمة الجندي، ديامان عبود والراحل عصام بريدي... وتعرضه شاشة "المستقبل" و"راديو وتلفزيون العرب - حكايات" و"السومرية".

وكان فريق العمل قد أهدى حلقاته الأولى لروح الفنان اللبناني الشاب عصام بريدي، الذي قضى نحبه منذ أسابيع قليلة، أثناء تصوير المسلسل.

اقرأ أيضاً:  خريطة الدراما السورية

المساهمون