المغرب: قوّة طاقة عظمى في المستقبل

06 نوفمبر 2015
تمّ تثبيت 500 ألف لوح شمسي (Getty)
+ الخط -
يخطو المغرب خطوات عملاقةً في مجال الطاقة الشمسيّة، ليصبح البلد العربي الأكثر استثماراً في هذا القطاع. فبعدما سئِمت من استيراد نحو 94 في المئة من طاقتها، قرّرت الحكومة المغربية الدخول في استثمار جريء للغاية، يتمثّل ببناء أكبر مجمع محطات لتوليد الطاقة الشمسية في مدينة ورزازات الجنوبية.
وستستضيف ورزازات، مشروع "نور" المتمثّل ببناء مجموعة محطات، ومعامل لإنتاج الطاقة الشمسية، فضلاً عن مصانع لتوليد الطاقة من المياه والرياح، وذلك بهدف تلبية نصف حاجة المغرب تقريباً من الطاقة الكهربائية بحلول عام 2020، أي نحو 580 ميغاوات من الكهرباء، وهي كافية لإنارة مليون منزل مغربي.
حتى اليوم، تمّ تثبيت 500 ألف لوح شمسي، يسمح بالتقاط أشعّة الشمس على طول اليوم، وحتى بعد غياب الشمس وتناقص تركيزها، لتصل درجة حرارتها إلى 393 درجة مئوية، حيث سيستفيدُ المغرب بدءاً من الشهر المقبل من نحو 160 ميغاوات من الكهرباء، وذلك حرصاً من الحكومة المغربيّة على سرعة التنفيذ. علماً أنه تمّ اختيار مدينة ورزازات، لأنها تتميز عن غيرها من المناطق بأطول فترة تعرّضٍ للشمس على مدار السنة، ليس في المغرب فحسب، بل على صعيدٍ عالمي أيضاً.
ولا يسهمُ هذا المشروع في تحقيق الاكتفاء الذاتي للمغرب في مجال الطاقة فحسب، إذْ كان المغرب يستورد معظم طاقته على شكل وقود أحفوري من الخارج، بل سيسمح له أيضاً بأن يتحوّل إلى مورد للطاقة الكهربائية للدول الأوروبية في المستقبل. وهكذا، يتحول المغرب إلى قوة عظمى في مجال الطاقة المتجددة. فمشروع "نور"، والذي تبلغ كلفته 9 مليارات دولار، من المتوقع أن يكون أكبر منشأة للطاقة الشمسية في العالم عند الانتهاء من بناء جميع المحطات، وتحديداً "نور 2" و"نور3" المقرر افتتاحهما بحلول عام 2017.
وبحسب الحكومة، فقد تم تأمين الاستثمارات من مجموعة من المؤسّسات الدولية، ومنها بنك الاستثمار الأوروبي والبنك الدولي، مع دعمها بضمانات حكومية، وجرى التركيز على منع تحميل تكاليف الاستثمارات على عاتق المواطن المغربي.

اقرأ أيضاً: قرية تركيّة تربحُ الطاقة المتجدّدة
المساهمون