هل يسمح "داعش" للصحافيين بالتغطية في مناطقه؟

15 يناير 2015
(GETTY)
+ الخط -

أصدر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" اليوم الخميس، تعليمات جديدة بخصوص عمل الصحافيين المحليين والأجانب في مناطق سيطرته بالعراق وسورية، مؤكداً أنه "لن يمانع عمل الصحافيين الصادقين الذين ينقلون ما يجري بدون زيادة أو نقصان أو تشويه للحقائق".

جاء ذلك في معرض حديث لأحد ضيوف إذاعة "البيان الإسلامي" التي تبثّ من الموصل باللغة العربية، خلال لقاء مع مقدم النشرة الإخبارية الصباحية التي اعتاد التنظيم فيها على الرد عن أسئلة مختلفة غالبيتها تتعلق بالحياة العامة داخل الموصل.

وقال الرجل الذي قُدم للمستمعين على أنه "عضو في ديوان الإعلام" في الدولة الإسلامية: "لا مانع لدينا من عمل الصحافيين ما داموا صادقين في نقلهم الأحداث بدون زيادة أو نقصان أو تشويه، فلا ضير فيهم ومن يحاول تقديم صورة غير موجودة في ولايات الخلافة فلن نتركه يعود لأهله".

وأضاف: "يجب أن يكون الصحافي معتمداً من صحيفته وأن يجلب معه كتاباً رسمياً من وزارة الإعلام أو الجهة الرسمية التي تتوفر في بلده، ويكون العنوان إلى ديوان الإعلام في الدولة الإسلامية يلتمسون فيه الموافقة على عمله لدينا، ويرافقه مكلفان من قبلنا بذلك حيث لا ينبغي في مثل هذا الوضع ونحن بحالة حرب، أن نسمح بتصوير كل شيء خاصة المواقع العسكرية والأمنية حيث تستغل من قبل العدو في تحديد بعض المواقع".

وأضاف في حديثه لإذاعة "البيان" الإسلامية (على الموجة 99.9 أف أم): لقد "منعنا المواطنين أيضاً من التصوير بهواتفهم في مناطق معينة نعتبرها حساسة، وهذا الإجراء موجود في كل الدول التي تمتلك سيادة على أرضها ونحن منهم".

وتابع: "نحن نعرف كل شيء ولدينا جهات لرصد ما يخرج في الفضائيّات والصحف ومواقع الانترنت، ولا نردّ عليها لأنها لا تستحق الرد، خاصةً كثير من التهم والزيف والكذب الذي يصدر منها. ونعتبر أي انتقاد إيجابي، لكن التشهير والكذب علينا لا نقبل به مهما كان مصدره ونعتبره محاولة للتأثير على معنويات قواتنا المسلحة وهذه عقوبتها كبيرة، وإذا أمسكنا بهؤلاء لن نفلتهم".

ويمتلك تنظيم "داعش" إذاعتين في الموصل، قُصفت الأولى من قبل قوات التحالف في أيلول/ سبتمبر الماضي بعد استمكان مكان بثها الجوي، فيما تستمر الثانية تبث برامجها عبر محطة بث متنقلة في المدينة.

واستولى التنظيم على إذاعة الموصل وإذاعة القرآن الكريم في محافظة نينوى بعد اقتحامه مدينة الموصل في العاشر من أيلول/سبتمبر من العام 2014 الماضي، فضلاً عن محطة تلفزيونية فضائية، تشير المعلومات إلى أنها باتت مقراً إعلامياً للتنظيم وتقع وسط مدينة الموصل.

فيما حذّر خبير بشؤون الجماعات المسلحة العراقية الصحافيين من التوجه إلى مناطق تنظيم "داعش" لأنهم لن يرضوا شيئاً. 

وقال عبد اللطيف صالح الدليمي، المستشار الأمني السابق في محافظة الأنبار لـ"العربي الجديد": "رغم علمنا أنها مجرد دعاية وحرب إعلاميّة ومحاولة خداع الآخرين بحجم التنظيم ومدى سيطرته على الأرض، نحذّر الصحافيين من الدخول إلى مواقع "داعش" لأنهم سيكونون عرضةً للقتل أو الاعتقال، وهذا ما حدث مع زملائهم العشرين الذين قتلوا العام الماضي".

وأضاف: "لو كان التنظيم صادقاً لأطلق سراح الصحافيين الأجانب لديه الذين لم يتطرق إليهم التنظيم في بياناته واستعراضاته على السذج من المسلمين خاصة المراهقين والشبان".

واعتبر أنّ "التوجه إلى هناك بمثابة الانتحار". ورأى أنّ "موضوع إرسال سفارة أو وزارة خارجية دولة ما كتاباً إلى "داعش" أمر مستحيل وهو ما يمكن التأكد من خلاله أن الموضوع مجرد حملة دعاية قوية لكسب وتجنيد الشبان خارج العراق وسورية، وخاصة أوروبا كما حدث مع إعلانه عن موازنة مالية بفائض يبلغ 250 مليون دولار".

المساهمون