"شمّاعة" قطر و"شرشحة" أذرع الإعلام

19 فبراير 2015
سامح شكري ممثل مصر في مجلس الأمن (الأناضول)
+ الخط -
لم تحقق، الدبلوماسية المصرية، ليلة أمس الأربعاء، هدفها، في حشد تأييد الدول الغربية، وإقناع مجلس الأمن باستصدار تفويض أو قرار، لتكوين تحالف دولي للتدخل في ليبيا بدعوى محاربة "داعش"، وذلك بناء على طلب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأخير، خلال حوار له مع إحدى الإذاعات الفرنسية، نقلته عنه وكالات الأنباء العالمية.
وتزامن هذا مع اتجاه آخر، ولكن على صعيد عربي، إذ لم تحصل على إجماع عربي يضمن لها قراراً من الجامعة العربية، يشرعن لها التدخل في ليبيا للسبب نفسه.

وكانت قطر كالعادة، "شمّاعة" الإخفاق، ما دعا ممثل الدبلوماسية المصرية للتلميح إلى دعم قوى إقليمية للإرهاب، وتصريح مندوب مصر لدى الجامعة العربية طارق عادل بامتعاضه مما سمّاه "تحفّظ قطر على التفهم العربي" لضرب مصر معاقل الإرهاب في ليبيا.

ورغم اعتراض تونس والجزائر في جلسة مجلس الأمن على مقترح مصر بتشكيل تحالف دولي للتدخل في ليبيا، إلا أن سهام الاتهامات تأجلت قليلا تجاههم، وانصبت كلها على قطر من كل حدب وصوب، سواء على مواقع التواصل من مؤيدي السيسي، أو من إعلام الأذرع الإعلامية، ما دعاها إلى استدعاء سفيرها للتشاور، اعتراضا على عدم اللياقة من الجانب المصري.

محاولات مصر للبحث عن مبرر قانوني دولي للتدخل في ليبيا، سواء في مجلس الأمن أو الجامعة العربية، كانت سببا كبيرا في انقسام واضح بين الناشطين على مواقع التواصل، استمر حتى الساعات الأولى لفجر اليوم، ونافس على قمة "الترند"، اعتبر خلاله مؤيدو السيسي أن شكري قام بما لم يقم به وزير خارجية من قبل، وفضح القوى الغربية "المتآمرة" على مصر، والتي من عجائب القدر أنه ذهب إليها في عقر دارها، لطلب دعمها وتفويضها.

البرلماني السابق محمد أبو حامد، كان في مقدمة المهللين والمطبلين لإنجازات شكري محل الجدل، وعلق قائلا: "‏كلمة تاريخية لوزير الخارجية سامح شكري عن رؤية مصر للتصدي للإرهاب، وفضح ازدواجية معايير الغرب في مكافحة جماعاته"، أما الصحافية ياسمين محفوظ، فاعتبرت ما حدث بمثابة تحقق لنبوءتها على أرض الواقع، وقالت: "‏سامح شكري بطل الخارجية المصرية.. فاكرين لما كتبت أول ما السيسي عيّنه وزير للخارجية، إن ده نوع من الاستقلال الوطني.. كلامي طلع في محله".

أما معارضو السيسي، فلم يكتفوا بفشل شكري الذريع، بل اقتنصوا تصريحه حول السبب الحقيقي لتوجيه الضربات الجوية لداعش، والتي بررها بأنها جاءت بناء على طلب الحكومة الليبية، واعتبروه اعترافا بأنها لم تكن للثأر لقتل المصريين، وإنما لدعم قوات "حفتر".

عضو جبهة الضمير عمرو عبد الهادي علق: "‏سامح شكري: مصر استجابت لطلب الحكومة الليبية بضرب تنظيم الدولة، يعني مش رايح تجيب حق اللي انقتلوا، ده انت رايح تشتغل مع حفتر مقاول عسكري"، أما الحقوقي هيثم أبو خليل، فانتقد عدم حنكة شكري، وقال: "‏قطر تستدعي سفيرها من مصر للتشاور بعدما تعامل سامح شكري بهطل وخفية أحمد موسي في المحافل الدبلوماسية! اشربوا يا عصابة حمقى".

وسخر بعضهم من فشل شكري في حشد تأييد أعضاء مجلس الأمن، فقال أحدهم: "‏أميركا غالبا هتقود قرار مجلس الأمن برفض الحل العسكري والاتجاه للحل السلمي في ليبيا.. أميركا بتستهبل يا فوزية"، وقال آخر: "‏السيسي لما يكبر هيضرب مجلس الأمن".

في حين اعتذر بعضهم مقدَّما للجزائر وتونس، لما ستلاقيانه في الأيام المقبلة من إعلام الأذرع، بعد رفض التدخل المصري في ليبيا، فقالت زنوبيا: "‏الأعزاء من شعبي تونس والجزائر، أنا آسفة، من بكره هتبقى في شرشحة وقلة أدب إياها من القنوات المصرية على اللي حصل في مجلس الأمن".

إقرأ أيضاً: "التعاون الخليجي" يندّد باتهام مصر لقطر بدعم الإرهاب
المساهمون