يستمرّ التلفزيون العربي في مواكبة الأحداث العربية والعالمية، على الرّغم من التحديات الكثيرة التي يواجهها منذ أشهر، خاصّة مع بدء عملية انتقال الاستديوهات من مبنى الـ"IMG"، إلى منطقة بارك رويال، أكتون، في العاصمة البريطانية لندن. وتتميّز الاستديوهات الجديدة بالشفافية، التي تعتبر من أهمّ مبادئه في تناول وتغطية الأخبار. وتساعد التصاميم الحديثة على تعزيز هذه الفكرة شكلاً ومضموناً، كونها عبارة عن مساحات مفتوحة بعضها على بعض، فلا وجود للغرف المغلقة، ما يسمح بتسليم البرامج بعضها إلى بعض على الهواء مباشرة.
ويستخدم التلفزيون العربي أحدث الأجهزة في تقنيات البث، كذلك يعتمد في نشراته على باقة جديدة من الوسائل الإيضاحية (الغرافيكس) في الإنتاج التلفزيوني.
ويكمن التحدي الأكبر، ليس فقط في انقسام الموظفين بين المكانين (الاستديوهات القديمة والجديدة)، خلال الأيام الأخيرة من المرحلة الانتقالية، بل في زيادة الإنتاج إلى الضعف، فضلاً عن البث على مدى 24 ساعة متواصلة، بعد أن كان الأمر يقتصر على ساعات بث محدودة، مع إضافة نشرة أخبار سمّيت بالأخيرة، تجمع أبرز أحداث اليوم وتضم نشرة رياضية خاصّة، في الثامنة مساء بتوقيت غرينيتش.
يفسّر أحمد شلبي، مدير المشاريع الرّقمية، كيفية عمل الوحدة الرّقمية التي تقسم إلى ثلاثة أقسام:
أوّلها، مواقع التواصل الاجتماعي، التي تعتبر مرآة عاكسة للشاشة، يقول شلبي، وتعرض عليها برامج التلفزيون العربي الأصلية. ويستخدم تطبيق "إنستغرام" للدعاية للبرامج، بينما هناك استراتيجية خاصة على فيسبوك وتويتر، عبر صفحات متخصّصة للبرامج اليومية والأسبوعية. يكمل شلبي أنّ هذه الصفحات بدأت منذ عام تقريباً، وجاءت نتيجة التوجّه العام للقطاع الرّقمي ومواقع التواصل الاجتماعي. وفضلاً عن الصفحات المتخصّصة، هناك صفحة رئيسية لـ"التلفزيون العربي"، تضم جميع البرامج ونشرات الأخبار وأبرز ما جاء فيها.
ثانياً، هناك قسم البوابة الإلكترونية، التي تقدّم خدمة الفيديو تحت الطلب، وبإمكان المشاهد متابعته على موقع Alaraby.tv. ويلفت شلبي إلى أنّها ميزة لا تتوفّر في جميع القنوات العربية.
والقسم الثالث، هو عبارة عن صفحة على فيسبوك أو حساب على تويتر يعرف باسم "أنا العربي"، وهو بمثابة الذراع الرّقمي للتلفزيون العربي.
أمّا إلياس مغريش، مدير العمليات، فيقول إنّ القسم يعتبر محرّك القناة، كون العاملين فيه يتعاونون مع جميع الأطراف، وفي مكانين. ولفت إلى أنّ بثّ "التلفزيون العربي" يصل إلى جميع بلدان شمال أفريقيا والشرق الأوسط والخليج العربي وأوروبا، ويطمح إلى التوسّع للوصول إلى الولايات المتحدة ونيوزيلندا. وأضاف أنّه من الممكن مشاهدة القناة على تطبيق "VOD".
اقــرأ أيضاً
إلى ذلك، يقول يوسف السعدي، مدير قسم الإبداع، إنّهم أرادوا خلق هوية بصرية خاصّة بالتلفزيون العربي وتطويرها، وأرادوا الاقتراب من المشاهد العربي من حيث الصورة، لذلك يستخدمون في قسم الإبداع الرسوم المتحرّكة أو الرسم التحريكي، أي يتناولون المحتوى ويعملون على تطويره والبناء عليه. وتتناول هذه الرسوم مواضيع مختلفة، تخص حقوق الإنسان والحريات وحق التعبير وما يستجد على الساحة العربية، بألوان تتناسب وكل منها، ويظهر فيها شعار "التلفزيون العربي" بأشكال مختلفة تتفاعل مع ظروف المشاهد.
قابلت "العربي الجديد" أيضاً عدداً من مذيعي "التلفزيون العربي"، الذين تحدّثوا عن أهمية الاستديوهات الجديدة في إضافة الجودة إلى البرامج. وصدف وجود علاء الدين زعتور، مدير مكتب تونس، في الموقع الجديد، الذي قال إنّه جاء لمواكبة الانطلاقة الجديدة للقناة. وأضاف أنّه يقدّم منذ عامين تقريباً برنامجاً ميدانياً "المغاربي"، الذي يعنى بالشؤون المغاربية الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية والثقافية. ويرى زعتور أنّ هذا البرنامج كان بالنسبة له تجربة فريدة من نوعها. ولفت إلى وجود صعوبات وخصوصيات أدّت إلى اختطافه وفريق العمل من قبل مليشيا مسلّحة لمدّة 24 ساعة في ليبيا أثناء عملهم على موضوع عن أزمة الدواء في ليبيا. ويرى أنّ البرنامج يتلقى ردود فعل إيجابية خاصّة حين يتناول القصص الإنسانية والاجتماعية، مثل تسليط الضوء على ملف المهاجرين واللاجئين الليبيين في مالطة، أو الثروة السمكية في موريتانيا أو غيرها.
من جهتها، قالت فدى باسيل إنّ النجاح في التقديم التلفزيوني والصحافة يتطلّب صفات عديدة، أوّلها حبّ العمل، والشغف بالمهنة، والاطلاع بشكل مستمرّ على آخر المستجدّات، فالمهنة تتطلّب جهداً كبيراً، تضيف باسيل، لا ينتهي بانتهاء الدوام، فضلاً عن التصرّف على طبيعتنا والجرأة على الشاشة، لأنّ ذلك يقرّبنا أكثر من المشاهد، ومن الضروري أن يستمع المذيع إلى وجهة نظر الضيف عوضاً عن عرضه لما يمتلك هو من معلومات.
أمّا رولا حيدر، المذيعة التي انضمت إلى فريق التلفزيون العربي حديثاً، فتقول إنّها ستقدّم في الاستديوهات الجديدة، العالية المستوى، "شبابيك"، وهو برنامج جديد بعيد نوعاً ما عن السياسة وقريب من الجانب الاجتماعي والثقافي والفني، تتناول فيه مشاكل الناس وهمومهم، وما يعانيه المواطن العربي على أرض الواقع. واسم البرنامج يعني أنّه سيطل في كل مرّة من شبّاك منطقة مختلفة من العالم ويطرح مواضيع مختلفة.
وترى حيدر أنّ مجال الإعلام مليء بالصعوبات وخاصة نظرة الجمهور للمذيع، إذ يعتقد الكثيرون أنّ المذيع لا هموم له سوى الظهور على الشاشة، بينما في الواقع يتطلّب الإعلام، وخاصّة التقديم، تركيزاً ذهنياً عالياً. وتضيف أنّ المذيع يدفع ثمناً أكبر من الآخرين في الصراعات السياسية، كونه الواجهة وتحسب عليه المواقف حتى لو لم تمثّل مواقفه الخاصّة.
وكان للمذيع تامر أبو عرب، مقدّم برنامج "بتوقيت مصر"، حديث مع "العربي الجديد"، إذ أوضح أنّ برنامجه يومي وهو ثقافي واجتماعي وسياسي، موجّه بشكل أساسي للجمهور المصري أو الجمهور العربي المهتم بالشأن المصري. ويعتقد أبو عرب أنّهم نجحوا في منافسة برامج وأسماء كبيرة، لأنّهم راهنوا على المحتوى، في ظل وجود مشكلة إعلام الصوت الواحد في مصر. ويتابع أنّ المواضيع التي يتناولها البرنامج من الصعب أن يتطرّق إليها الإعلام المصري، مثلا التعذيب في مصر أو التحدّث والدفاع عن الجماهير والحقوق.
(أحمد الداوودي)
تجديد في البرامج
وكان لـ"العربي الجديد" لقاء مع محمد أبو العينين، مدير الأخبار والبرامج السياسية، الذي رأى أنّ الأستوديوهات الجديدة تضيف بعداً آخر على إنتاج "التلفزيون العربي" من حيث برامج البث الحي بشكل خاص، ونشرات الأخبار، مع بدء البث على مدار الساعة. وهناك كثير من البرامج الحديثة إلى جانب الاستمرار بعرض البرامج التي تميّز بها التلفزيون العربي، في الفترة الماضية، والتي سيعرض بعضها بشكل جديد. ومن بينها برنامجا "العربي اليوم" و"للخبر بقية"، وهي تتناول أبرز القصص الإخبارية، لكن من وجهة نظر تحليلية معمّقة، يستضيفون فيها مسؤولين وخبراء. فضلاً عن البرامج الرئيسية، مثل برنامج في "رواية أخرى"، الذي يقابل شخصيات تاريخية كانت شاهدة على أحداث مهمّة، وبرنامج "حديث خاص"، الذي يستضيف شخصيات فاعلة في الساحة السياسية في الوقت الرّاهن.
كذلك يتميّز التلفزيون العربي ببرنامج "بتوقيت مصر" كونه يتحرّك في مساحة سياسية لا منافس له فيها مع القنوات العربية بشكل عام، وهو برنامج يهتم بإيصال صوت المواطن المصري المهمّش.
يلفت أبو العينين، إلى أنّ الأزمة الخليجية، سرّعت في إطلاق برنامج "خليج العرب" الأسبوعي، الذي يقدّمه الباحث الكويتي الدكتور علي السند، وهو برنامج يهتم بشكل خاص بالشأن الخليجي، من جوانب سياسية وثقافية واقتصادية واجتماعية. ويؤكّد أنّ الشأن الخليجي حاضر في جميع نشرات الأخبار. وفي بداية الحصار على قطر كان هناك نافذة شبه يومية من الأخبار من الدوحة في برنامج "للخبر بقية"، والتجاوب مع الأزمة كان على قدر سخونتها.
وعن البرامج الجديدة، يقول أبو العينين، إنّ هناك برنامج "مآلات النص" الشهري، الذي يخضع النصوص التأسيسية لأحزاب أو جماعات أو حركات، لمقارنة مع واقع هذه الحركات ومدى تطابق هذا الواقع للنص الرئيسي. وبرنامج "وثائقيات العربي"، يعرض مواضيع بعضها حديث وبعضها تاريخي، وبرنامج تحقيقي شهري، باسم "شيفرة".
ويقدّم التلفزيون العربي، أيضاً برنامجاً فكرياً، للدكتور والمفكّر، عزمي بشارة، باسم "قراءة ثانية"، يتناول فيه حدثاً يشغل بال المشاهد العربي ويعود إلى الجذور التاريخية للظاهرة والبعد الفلسفي والفكري لها، ويعرض هذا الحدث من خلال رؤية المفكّر بشارة للأمور.
فضلاً عن برنامج "جدل" الأسبوعي، الذي يطرح موضوعاً للنقاش على فريقين من الشباب العربي، يتبنى كل منهما وجهة نظر معيّنة، وتقدّمه المذيعة ريما شلون. وهناك برنامج "الخط الأخضر" الذي من الممكن أن نعتبره من ضمن حزمة البرامج التي تعنى بالشأن الفلسطيني، يقول أبو العينين، وهو أحد أهداف التلفزيون العربي الأولى لإعادة القضية الفلسطينية إلى واجهة الأحداث، بعد أن همّش الإعلام من أهميتها.
وتطول قائمة البرامج الجديدة، لتضم برنامجين رئيسيين، هما "صباح النور" وبرنامج "شبابيك" الذي يعرض في المساء، ويتناول مواضيع اجتماعية وثقافية وفنية.
اقــرأ أيضاً
ويكمن التحدي الأكبر، ليس فقط في انقسام الموظفين بين المكانين (الاستديوهات القديمة والجديدة)، خلال الأيام الأخيرة من المرحلة الانتقالية، بل في زيادة الإنتاج إلى الضعف، فضلاً عن البث على مدى 24 ساعة متواصلة، بعد أن كان الأمر يقتصر على ساعات بث محدودة، مع إضافة نشرة أخبار سمّيت بالأخيرة، تجمع أبرز أحداث اليوم وتضم نشرة رياضية خاصّة، في الثامنة مساء بتوقيت غرينيتش.
يفسّر أحمد شلبي، مدير المشاريع الرّقمية، كيفية عمل الوحدة الرّقمية التي تقسم إلى ثلاثة أقسام:
أوّلها، مواقع التواصل الاجتماعي، التي تعتبر مرآة عاكسة للشاشة، يقول شلبي، وتعرض عليها برامج التلفزيون العربي الأصلية. ويستخدم تطبيق "إنستغرام" للدعاية للبرامج، بينما هناك استراتيجية خاصة على فيسبوك وتويتر، عبر صفحات متخصّصة للبرامج اليومية والأسبوعية. يكمل شلبي أنّ هذه الصفحات بدأت منذ عام تقريباً، وجاءت نتيجة التوجّه العام للقطاع الرّقمي ومواقع التواصل الاجتماعي. وفضلاً عن الصفحات المتخصّصة، هناك صفحة رئيسية لـ"التلفزيون العربي"، تضم جميع البرامج ونشرات الأخبار وأبرز ما جاء فيها.
ثانياً، هناك قسم البوابة الإلكترونية، التي تقدّم خدمة الفيديو تحت الطلب، وبإمكان المشاهد متابعته على موقع Alaraby.tv. ويلفت شلبي إلى أنّها ميزة لا تتوفّر في جميع القنوات العربية.
والقسم الثالث، هو عبارة عن صفحة على فيسبوك أو حساب على تويتر يعرف باسم "أنا العربي"، وهو بمثابة الذراع الرّقمي للتلفزيون العربي.
أمّا إلياس مغريش، مدير العمليات، فيقول إنّ القسم يعتبر محرّك القناة، كون العاملين فيه يتعاونون مع جميع الأطراف، وفي مكانين. ولفت إلى أنّ بثّ "التلفزيون العربي" يصل إلى جميع بلدان شمال أفريقيا والشرق الأوسط والخليج العربي وأوروبا، ويطمح إلى التوسّع للوصول إلى الولايات المتحدة ونيوزيلندا. وأضاف أنّه من الممكن مشاهدة القناة على تطبيق "VOD".
إلى ذلك، يقول يوسف السعدي، مدير قسم الإبداع، إنّهم أرادوا خلق هوية بصرية خاصّة بالتلفزيون العربي وتطويرها، وأرادوا الاقتراب من المشاهد العربي من حيث الصورة، لذلك يستخدمون في قسم الإبداع الرسوم المتحرّكة أو الرسم التحريكي، أي يتناولون المحتوى ويعملون على تطويره والبناء عليه. وتتناول هذه الرسوم مواضيع مختلفة، تخص حقوق الإنسان والحريات وحق التعبير وما يستجد على الساحة العربية، بألوان تتناسب وكل منها، ويظهر فيها شعار "التلفزيون العربي" بأشكال مختلفة تتفاعل مع ظروف المشاهد.
قابلت "العربي الجديد" أيضاً عدداً من مذيعي "التلفزيون العربي"، الذين تحدّثوا عن أهمية الاستديوهات الجديدة في إضافة الجودة إلى البرامج. وصدف وجود علاء الدين زعتور، مدير مكتب تونس، في الموقع الجديد، الذي قال إنّه جاء لمواكبة الانطلاقة الجديدة للقناة. وأضاف أنّه يقدّم منذ عامين تقريباً برنامجاً ميدانياً "المغاربي"، الذي يعنى بالشؤون المغاربية الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية والثقافية. ويرى زعتور أنّ هذا البرنامج كان بالنسبة له تجربة فريدة من نوعها. ولفت إلى وجود صعوبات وخصوصيات أدّت إلى اختطافه وفريق العمل من قبل مليشيا مسلّحة لمدّة 24 ساعة في ليبيا أثناء عملهم على موضوع عن أزمة الدواء في ليبيا. ويرى أنّ البرنامج يتلقى ردود فعل إيجابية خاصّة حين يتناول القصص الإنسانية والاجتماعية، مثل تسليط الضوء على ملف المهاجرين واللاجئين الليبيين في مالطة، أو الثروة السمكية في موريتانيا أو غيرها.
من جهتها، قالت فدى باسيل إنّ النجاح في التقديم التلفزيوني والصحافة يتطلّب صفات عديدة، أوّلها حبّ العمل، والشغف بالمهنة، والاطلاع بشكل مستمرّ على آخر المستجدّات، فالمهنة تتطلّب جهداً كبيراً، تضيف باسيل، لا ينتهي بانتهاء الدوام، فضلاً عن التصرّف على طبيعتنا والجرأة على الشاشة، لأنّ ذلك يقرّبنا أكثر من المشاهد، ومن الضروري أن يستمع المذيع إلى وجهة نظر الضيف عوضاً عن عرضه لما يمتلك هو من معلومات.
أمّا رولا حيدر، المذيعة التي انضمت إلى فريق التلفزيون العربي حديثاً، فتقول إنّها ستقدّم في الاستديوهات الجديدة، العالية المستوى، "شبابيك"، وهو برنامج جديد بعيد نوعاً ما عن السياسة وقريب من الجانب الاجتماعي والثقافي والفني، تتناول فيه مشاكل الناس وهمومهم، وما يعانيه المواطن العربي على أرض الواقع. واسم البرنامج يعني أنّه سيطل في كل مرّة من شبّاك منطقة مختلفة من العالم ويطرح مواضيع مختلفة.
وترى حيدر أنّ مجال الإعلام مليء بالصعوبات وخاصة نظرة الجمهور للمذيع، إذ يعتقد الكثيرون أنّ المذيع لا هموم له سوى الظهور على الشاشة، بينما في الواقع يتطلّب الإعلام، وخاصّة التقديم، تركيزاً ذهنياً عالياً. وتضيف أنّ المذيع يدفع ثمناً أكبر من الآخرين في الصراعات السياسية، كونه الواجهة وتحسب عليه المواقف حتى لو لم تمثّل مواقفه الخاصّة.
وكان للمذيع تامر أبو عرب، مقدّم برنامج "بتوقيت مصر"، حديث مع "العربي الجديد"، إذ أوضح أنّ برنامجه يومي وهو ثقافي واجتماعي وسياسي، موجّه بشكل أساسي للجمهور المصري أو الجمهور العربي المهتم بالشأن المصري. ويعتقد أبو عرب أنّهم نجحوا في منافسة برامج وأسماء كبيرة، لأنّهم راهنوا على المحتوى، في ظل وجود مشكلة إعلام الصوت الواحد في مصر. ويتابع أنّ المواضيع التي يتناولها البرنامج من الصعب أن يتطرّق إليها الإعلام المصري، مثلا التعذيب في مصر أو التحدّث والدفاع عن الجماهير والحقوق.
(أحمد الداوودي)
تجديد في البرامج
وكان لـ"العربي الجديد" لقاء مع محمد أبو العينين، مدير الأخبار والبرامج السياسية، الذي رأى أنّ الأستوديوهات الجديدة تضيف بعداً آخر على إنتاج "التلفزيون العربي" من حيث برامج البث الحي بشكل خاص، ونشرات الأخبار، مع بدء البث على مدار الساعة. وهناك كثير من البرامج الحديثة إلى جانب الاستمرار بعرض البرامج التي تميّز بها التلفزيون العربي، في الفترة الماضية، والتي سيعرض بعضها بشكل جديد. ومن بينها برنامجا "العربي اليوم" و"للخبر بقية"، وهي تتناول أبرز القصص الإخبارية، لكن من وجهة نظر تحليلية معمّقة، يستضيفون فيها مسؤولين وخبراء. فضلاً عن البرامج الرئيسية، مثل برنامج في "رواية أخرى"، الذي يقابل شخصيات تاريخية كانت شاهدة على أحداث مهمّة، وبرنامج "حديث خاص"، الذي يستضيف شخصيات فاعلة في الساحة السياسية في الوقت الرّاهن.
كذلك يتميّز التلفزيون العربي ببرنامج "بتوقيت مصر" كونه يتحرّك في مساحة سياسية لا منافس له فيها مع القنوات العربية بشكل عام، وهو برنامج يهتم بإيصال صوت المواطن المصري المهمّش.
يلفت أبو العينين، إلى أنّ الأزمة الخليجية، سرّعت في إطلاق برنامج "خليج العرب" الأسبوعي، الذي يقدّمه الباحث الكويتي الدكتور علي السند، وهو برنامج يهتم بشكل خاص بالشأن الخليجي، من جوانب سياسية وثقافية واقتصادية واجتماعية. ويؤكّد أنّ الشأن الخليجي حاضر في جميع نشرات الأخبار. وفي بداية الحصار على قطر كان هناك نافذة شبه يومية من الأخبار من الدوحة في برنامج "للخبر بقية"، والتجاوب مع الأزمة كان على قدر سخونتها.
وعن البرامج الجديدة، يقول أبو العينين، إنّ هناك برنامج "مآلات النص" الشهري، الذي يخضع النصوص التأسيسية لأحزاب أو جماعات أو حركات، لمقارنة مع واقع هذه الحركات ومدى تطابق هذا الواقع للنص الرئيسي. وبرنامج "وثائقيات العربي"، يعرض مواضيع بعضها حديث وبعضها تاريخي، وبرنامج تحقيقي شهري، باسم "شيفرة".
ويقدّم التلفزيون العربي، أيضاً برنامجاً فكرياً، للدكتور والمفكّر، عزمي بشارة، باسم "قراءة ثانية"، يتناول فيه حدثاً يشغل بال المشاهد العربي ويعود إلى الجذور التاريخية للظاهرة والبعد الفلسفي والفكري لها، ويعرض هذا الحدث من خلال رؤية المفكّر بشارة للأمور.
فضلاً عن برنامج "جدل" الأسبوعي، الذي يطرح موضوعاً للنقاش على فريقين من الشباب العربي، يتبنى كل منهما وجهة نظر معيّنة، وتقدّمه المذيعة ريما شلون. وهناك برنامج "الخط الأخضر" الذي من الممكن أن نعتبره من ضمن حزمة البرامج التي تعنى بالشأن الفلسطيني، يقول أبو العينين، وهو أحد أهداف التلفزيون العربي الأولى لإعادة القضية الفلسطينية إلى واجهة الأحداث، بعد أن همّش الإعلام من أهميتها.
وتطول قائمة البرامج الجديدة، لتضم برنامجين رئيسيين، هما "صباح النور" وبرنامج "شبابيك" الذي يعرض في المساء، ويتناول مواضيع اجتماعية وثقافية وفنية.
Twitter Post
|