يعيش الإعلام المصري حالة من الإنكار للمظاهرات الحاشدة التي اندلعت مساء الجمعة في محيط ميدان التحرير بالقاهرة وفي ميادين مختلفة بعواصم المحافظات ضد نظام عبدالفتاح السيسي، ويحاول تصديرها إلى المواطنين في المنازل ومتابعي وسائل التواصل الاجتماعي، باعتبار أن المشاهد التي بثتها قنوات عربية وصفحات المواطنين على مواقع التواصل "مفبركة ومكررة".
وأفرد الإعلامي الموالي للنظام الحاكم عمر أديب مساحة كبيرة في برنامجه المذاع على قناة "إم بي سي مصر" السعودية للتشكيك في مصداقية مقاطع الفيديو المصورة، وادعى أنها عبارة عن "عدد محدود من الثواني ويتم تكرارها للإيحاء بضخامة المظاهرات".
وأذاع أديب مشاهد مصورة بكاميرا قناة "إكسترا نيوز" المملوكة للمخابرات تظهر جانبا واحدا من ميدان التحرير بعد إعادة فتحه جزئيا، دون توضيح غلق بعض الشوارع ومخارج محطات المترو والتواجد الكثيف لمصفحات الأمن المركزي.
كما زعم الإعلامي الموالي للنظام والقريب من دائرة السيسي حاليا، رامي رضوان، أن مقاطع الفيديو المصورة للمظاهرات "مفبركة" وذلك في برنامجه "مساء دي إم سي" على الفضائية المملوكة للمخابرات العامة.
واستضاف رضوان الذي برز نجمه مؤخرا بعد اختيار السيسي له لمحاورته مرتين متتاليتين في النسختين السابعة والثامنة من مؤتمر الشباب، شخصا زعم أنه خبير في تقنية المعلومات، وادعى أن جميع المقاطع مركبة لزيادة عدد المتظاهرين الواضحين في الصور.
وتجددت بعد منتصف الليل المظاهرات العفوية المعارضة لنظام السيسي من أعلى كوبري أكتوبر، حيث صعد المتظاهرون عبر مطالع ومنازل الكوبري إلى أعلاه ناحية ميدان عبدالمنعم رياض ونظموا مسيرات في الاتجاه إلى ميدان رمسيس، مرددين هتافات: "الشعب يريد إسقاط النظام" و"مش هنمشي هو يمشي".
وتعاملت قوات الأمن، من على بعد، مع المتظاهرين بإطلاق قنابل غاز مسيل للدموع، لكن لم يحصل أي اشتباك بين الطرفين حتى الآن.
ومازال المتظاهرون متواجدين بكثافة في ميادين بعض المدن الرئيسية في المحافظات كالسويس ودمياط والمحلة والمنصورة.
بينما تم نقل عدد من المعتقلين، قدرته مصادر أمنية بـ"العشرات" إلى معسكر الأمن المركزي بأكتوبر تمهيدا لعرضهم صباحا على النيابات المختصة بتهمة التظاهر والتجمهر.