كيف قرصنت روسيا الانتخابات الفرنسية؟

23 ابريل 2017
"نفوذ موسكو في فرنسا أعمق من الانتخابات" (أندرو بروكس)
+ الخط -

منذ اتهام الاستخبارات الأميركية لموسكو بالتدخل في الانتخابات الرئاسية في عام 2016، تساءل الخبراء عن مدى استعدادها لاتباع النهج نفسه في الانتخابات الفرنسية والألمانية، علماً أن الانتخابات في البلدين لها تأثير كبير على مستقبل أوروبا والنظام الليبرالي، وتراهن على مدى حصانة الديمقراطية في البلدين ضد التلاعب الخارجي.

وتزامناً مع بدء الناخبين في فرنسا بالتصويت في انتخابات الرئاسة الفرنسية، اليوم، نشرت مجلة "بوليتيكو" الأميركية مقال رأي بعنوان "هكذا قرصنت روسيا الانتخابات الفرنسية"، وأشارت فيه الصحافية، لورا دانيالز، إلى أن فرنسا جهزت نفسها لمقاومة الأخبار الزائفة والهجمات الإلكترونية، لكن ثلاثة من أصل أربعة مرشحين في الانتخابات تتوافق آراؤهم مع الكرملين.

أشارت دانيالز إلى أن موسكو تدخلت في الانتخابات الفرنسية أصلاً، إذ أطلقت الاستخبارات السوفياتية (كي جي بي) في عام 1974 حملة دعائية سرية، لتشويه سمعة فرانسوا ميتران وفاليري جيسكار ديستان.

وتوددت موسكو لجيسكار حينها، في العلن، لدرجة أن بعض الصحف، مثل الصحيفة اليمينية "لورور" اعتبرته "تدخلاً لا يطاق" في السياسة الفرنسية الداخلية. ورآه المراسلون "تدخلاً سافراً في السياسة الفرنسية".

في المقابل، رأت دانيالز أن موسكو تخلت اليوم عن الـ "كي جي بي"، لكنها طورت وسائل تكنولوجية تناسب العصر الرقمي. وعلى الرغم من اتخاذ السلطات الفرنسية والمجتمع المدني تدابير عدة لمكافحة الأخبار الزائفة والقرصنة في الانتخابات الرئاسية، فإن "نفوذ موسكو في فرنسا أعمق من السياسة الانتخابية"، وفقاً لها.

إذ على عكس العلاقة التاريخية المثيرة للجدل بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية، فإن تاريخاً مشتركاً منح موسكو حلفاء لها في مختلف أطياف التوجهات السياسية في فرنسا، بدءاً من اليسار والدور الذي لعبه الشيوعيون في المقاومة الفرنسية، وصولاً إلى اليمين الذي تجمعه مع الكرملين مصالح اقتصادية وقيم محافظة، وفقاً لدانيالز.

ورأت الصحافية أن ثلاثة من أصل أربعة مرشحين يتصدرون استطلاعات الرأي في الانتخابات الفرنسية لديهم علاقات ودية مع موسكو، أي زعيمة "الجبهة الوطنية" مارين لوبان، وزعيم "فرنسا المتمردة" جان لوك ميلينشون، ورئيس الوزراء السابق فرانسوا فيون.

واعتبرت أن الصوت الفرنسي سيكون اختباراً حاسماً لمدى قدرة بُعد النظر السياسي والإجراءات الدفاعية على التصدي للتأثيرات الخارجية، في عصر العولمة والمعلومات. وقالت إن على الديمقراطيات التأقلم مع تأثير التكنولوجيا على السياسة وحملات التضليل الإعلامية، كي لا تجد نفسها في "ورطة كبيرة".

(العربي الجديد)

المساهمون